إهداء
إلى تلك الفتاة الجميلة والمستحيلة؛ التي لم أرها من قبل ولم ترانِ في حيز الزمان الجديد؛ أو تلك التي في الخيال تريد.
النص
ليت لي يا نديا
صوت فينوسٍ سمتريا
لأشجو به إليك شعراً عبقريا
أو قلب بيخوس سميا
أهديك به حباً أبديا
ماذا لو عاد الزمان صمتا
أو ذكرى تحن إليك حنيا
وحملتك طفلة في المهد صبيا
يا صبية
ليتني يا روحاً مرمريا
كنت نبياً
لدعوتك في المحراب مليا
نرشف الثغر حبا ورويا
أو نركن للجسد الممض عتيا
ليتني يا صبية
كنت السامريا
لدعوتك للعجل المُذَّهب فيِّا
وحكينا قصة للدهر بقيا
ولمسنا النهد صدراً عفويا
ففي عينيك بريق حرَّى
ورعشة مأتيا
سوف تأتي اللحظة حيرى
ونلذ بالعناق شهيا
أوتذكري يا حياةً بالروح سويا
مشيناها في الناس خطى برويا
أنت لي مُنَىً من الناس هديا
قولي أحبك شوقا
وضميني إليك قويا
لتلامس شفتاك رسما حميا
شفة عطشى وأخرى شقيا
ليتني يا نديا
ليتني يا صبية
حملتك زهراً في يديا
وأحطتك كُنهاً سرمديا
كم تاقت لرؤياك عيني
وتاهت في عينيك فيا
يا أخت روحي كفاك بعداً
فقد حرَّق الشوق يديا
ذريني لا أقاسي بعدك
حباً ولا سواك فتيا
تعالي للشوق برداً
تعالي للحب دفيا
فأنا إليك طفل هميا
تلقني يا حياتيَّ بدراً
ينير لك الدرب سويا
لا تقولي وداعاً يا نديا
بل قولي سمعا وبُكِيا
فقد أسفر الوعد صبحا
عن لقانا بعد وجد جديا
ترانا يا فينوس لحنا
سارت به الركبان أسيا
وقصة يرويها الزمان أبيا
كيف لي يا فتاتي
قطف زهر للحياة بريا
ليتني؛ ليت لي روحا
تكابد الشوق سريا
تعانق خِلاً طال بعاده
لكن أملي بالله قويا
سأراك شخصاً وشوقا
أبد الدهر نديا
يا صبية
أحبك والحب يختال ضاحكاً
فاتر الثغر بسَّاما سنيا
حدثي عني فإني شاعر
يصارع الحرف مليا
ليتني يا صبية
كنت نبيا
أو رسولاً سامريا
أو شاعراً مثَّالاً شجيا
لوهبتك شجواً صادقا
يبقى أبد الدهر رويا
