
قامت هيئة الطيران الإسبانية، المعروفة إختصارا ب “ENAIRE” مؤخرًا بإدراج خريطة للمغرب على موقعها الإلكتروني تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء كونه قرارا يرتبط بالرؤية التاريخية والجيواستراتيجية المشتركة بشكل متزايد بين الرباط ومدريد.
وكما جاء في مصادر ENAIRE، فإن “الخريطة مأخوذة من قاعدة خرائطية لشركة ESRI الأمريكية، وهي مرجع في قطاع الطيران، تقني بشكل بارز، ولا علاقة له بالقضايا الجيوسياسية.”
ولذلك فهو قرار تقني بحت وليس قرارا سياسيا.
ومع ذلك، فإن هذا القرار يذهب إلى أبعد من ذلك فهو يتناسب تمامًا مع خريطة الطريق التي تم رسمها بين الرباط ومدريد في الأشهر الأخيرة.
منذ تولي بيدرو سانشيز الحكومة الإسبانية، ترك المغرب وإسبانيا وراءهما عقودا من النزاعات حول الصحراء المغربية لفتح “عهد جديد” من التعاون.
وإنشاء فريق عامل ثنائي مخصص دليل بليغ على هذه الرغبة في التقارب.
ويناقش على وجه التحديد قضايا السيادة الجوية، مثل الإدارة المشتركة للمجال الجوي للصحراء المغربية.
إن استخدام شركة ENAIRE لخريطة تتماشى مع موقع أحد شركائها الرئيسيين في مجال الطيران في المنطقة هو، بهذا المعنى، انعكاس للعلاقات الإسبانية المغربية المتنامية.
إنها أبعد ما تكون عن كونها مسألة فنية بحتة، فهي تشير إلى الافتراض التقدمي لمقاربة براغماتية تجاه النزاع الإقليمي المفتعل بالصحراء، الذي تدعمه الجزائر من خلال ميلشيا البوليساريو، حيث تكون للاعتبارات الاستراتيجية الأسبقية على الاعتبارات الأخرى ذات النظام الآخر.