أفريقياسياسةعاجل

ما هي الخطوات المنتظرة بعد اللقاء المغاربي التشاوري الثلاثي

المملكة المغربية حاضنة للحوارات الليبية ولها دور أممي في هذا الموضوع، فلابد أن تكون المغرب حاضرة، وربما حضور ليبيا أمر محرج لها..

ماذا بعد اللقاء المغاربي الذي جمع ليبيا وتونس والجزائر الذي عُقد في تونس يوم أمس الاثنين، وهل هي بداية لكيان مغاربي جديد، أم أنها تظل مجرد مبادرات ومباحثات بين هذه الدول المشتركة حدوديا.

هل غياب المغرب وموريتانيا سيزيد من الشقاق والخلاف بين دول الاتحاد المغاربي، محللون يوضحون في هذا التقرير الذي تناولته “سبوتنيك”، تفاصيل هذا اللقاء التشاوري الذي عُقد يوم الأمس في تونس العاصمة بقصر قرطاج.

تحديات كبرى

في الإطار، قال المحلل السياسي باسل الترجمان، بعد اللقاء التشاوري الأول ستكون هناك ستة أشهر تم التفاهم عليها خلال قمة الغاز في الجزائر أن يعقد هذا الاجتماع التشاوري، وهذه المدة واقعية من أجل متابعة ما تم تحقيقه على الأرض في هذا الاتجاه.

واعتبر الترجمان في تصريحه لـ “سبوتنيك”، أن هذا الاجتماع لا يعتبر قمة مغاربية بالمطلق، وإنما يأتي في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين هذه الدول التي تجمع بينها الكثير من الروابط منها الوجود البشري المشترك بين الحدود، وهذا الأمر يجعل من الضروري أن يكون هناك تعاون في مختلف المجالات لتعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بين هذه الدول، وليس من المعقول أن تبقى نسبة التجارة البينية بين هذه الدول متدنية في ظل ما يشهده العالم اليوم من أزمات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

وأضاف: “هذا ليس اتحاد ولن يكون بديلا للاتحاد المغاربي، ولكن هل من المعقول أن يبقى الاتحاد المغاربي الذي تأسس في 1989 حبر على ورق، وأن المواطنين في دول الاتحاد المغاربي لا يعرفون قيمة هذا الاتحاد وهناك من نسي وجوده، ومن الغير أن ننتظر إلى مالا نهاية حلحلة خلافات سياسية لا يبدو حلها سيكون في الأمد المنظور حلها، وهل ستبق تنتظر شعوب ليبيا وتونس والجزائر تنتظر هذا الموضوع، أما ستكون هناك محاولة للتقدم.

وتابع في تصريحه لـ “سبوتنيك” الروسية: “أن تجربة لدول الاتحاد الأوروبي استطاعت أن تتجاوز ما بينها عبر الوحدة الاقتصادية الأوروبية التي تأسست في 1957 أن تتجاوز كل التاريخ الدموي في الوقت الذي كانت هناك صراعات وحروب بين دولها وأن تحقق الاتحاد الأوروبي، على خلاف الدول المغاربية التي يوجد مثل هذه القضايا على مر التاريخ، ومن غير المعقول أن تكون هناك خطوات يستشعر بها المواطن في هذه الدول الذين تربط بينهم حدود وعلاقات تسبق الجغرافيا بين شعوب هذه المنطقة من أجل أن يكون هناك تعزيز مصالح مشتركة اقتصادية واجتماعية تخدم شعوب هذه المنطقة بشكل عام”.

وأكد أن نجاح هذا الكيان والتعاون المشترك سيكون رهين الإرادات السياسية لأن الجميع يعلم أن الإرادات السياسية هي التي أفشلت الاتحاد المغربي العربي، وبالتالي هذه الإجراءات تهم شعوب هذه الدول، وسيكون النجاح مرتبط بالبدء في تنفيذ الإجراءات التي تم التفاهم عليها وصدرت في البيان الختامي سيكون هنالك إمكانية للحديث عن نجاح أو فشل هذا المشروع.

يعتقد أن الاحتياجات الاقتصادية وأمام التحديات الدولية الكبرى التي يشهدها العالم، هناك توجه حقيقي من أجل أن يكون هناك تغيير في رؤية القيادات السياسية بالسير نحو وحدات سياسية لا تجد أي صدى لها على الأرض إلى تفعيل تعاون اقتصادي واجتماعي يجعل من شعوب هذه الدول أن تصنع سياسات دولها عبر الحفاظ على مصالحها.

ويرى أن ما يقدمه هذا اللقاء المشترك سيكون له أثر في تعزيز النجاحات إن كانت هناك نوايا صادقة يتم ترجمتها على الأرض خلال الستة أشهر القادمة، في محاربة الهجرة غير الشرعية التي هي مطلب هذه الدول والتي تعد ممر لجرائم الاتجار بالبشر التي تقوم بها عصابات دولية في جنوب الصحراء باتجاه شواطئ المتوسط، ومن أجل التصدي للإرهاب والتهديدات الأمنية التي تجمعها جميعا، وتعزيز التعاون الاقتصادي في خدمة مصالحها.

واعتبر الترجمان، أن ما حدث في هذا اللقاء هو رغبة حقيقية جراء حالة من الفشل والشلل التي أصابت الاتحاد المغاربي منذ أكثر من 35 عام، إلى إيجاد آليات تساهم عبر بوابة الاقتصاد تحقق ما عجزت عنه السياسة، لأنه عندنا ترتبط مصالح هذه الدول في بينها سيكون عليها التزامات لا تستطيع الاحلام السياسية أن تجهضها.

تعميق الأزمات والخلافات

ومن جهة أخرى يرى المحلل السياسي إدريس أحميد في تصريحه لـ”سبوتنيك” الروسية، بأنه من السابق لأوانه الحكم على هذا اللقاء، ولم يتم تحديده كاتحاد أم لقاء تشاوري، إذ أن الظروف التي تمر بها المنطقة والتوتر الذي يشوب العلاقات الجزائرية المغربية على الصحراء المغربية، سوف تلقي بتداعياتها على هذا الأمر.

وأضاف “أن هذا اللقاء والذي صدر منه بيان حول حل الأزمة الليبية، مع العلم بأن المملكة المغربية حاضنة للحوارات الليبية ولها دور أممي في هذا الموضوع، فلابد أن تكون المغرب حاضرة، وربما حضور ليبيا أمر محرج لها، ولا بد من تفعيل الاتحاد المغاربي المُجمد”.

واعتبر أن هذه المبادرة سوف تعتبر إقصاء للمملكة المغربية، هناك علاقات ثنائية وتعاون، ولكن عدم حضور المغرب وموريتانيا هو أمر يثير الكثير من التساؤلات، لأن موريتانيا نظرت لهذا اللقاء على أنه إقصاء للمغرب وزيادة تعميق الخلافات بدل تفعيل اتحاد لدول المغرب العربي وحل أللا خلاف بين المغرب والجزائر، لأن الاتحاد المغاربي جاء نتيجة عصارة طموحات شعوب المنطقة في ظل التكتلات الدولية، ولكن تم تجميده.

وقال أن مشاركة ليبيا في ظل عدم استقرارها، لن يكون هناك أي تنفيذ لأي مقررات هي مجرد دعوات فقط، لأن الأزمة الليبية تعاني من أزمة دولية كبيرة.

وأكد إدريس أحميد، باحث ومحلل في أنباء إكسبريس، أن هذا التحالف سيكون عامل لمزيد من الخلافات والشقاق ارادتها الجزائر في محاولة لإقصاء المغرب، ولكن يظل دور المغرب مهم في الاتحاد المغاربي وفي أفريقيا لأنها دولة مهمة وتملك إمكانيات وخبرات ولها علاقات مع عديد الدول، وإذا كان هذا تحالف حقيقي فإن هذه الدول بحاجة لتحالف مغاربي وعربي وافريقي لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والاستفادة من إمكانيات الشعوب والدول في حل الأزمات، وضرورة المساهمة في حل الأزمة الليبية.

وشدد على ضرورة أن تسهم تونس وليبيا في حل المشكلة بين المغرب والجزائر، كما فعلت موريتانيا وأن يكونوا على مسافة واحدة وأن يتم حسم الأمر وحله.

https://anbaaexpress.ma/tfuea

إدريس أحميد

صحفي و باحث في الشأن السياسي المغاربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى