أفادت الأمم المتحدة في تقرير لها إن العالم يواجه “مأساة” بعد أن أظهر تقرير “مؤشر هدر الطعام” أن أسرا وشركات أهدرت طعاما بقيمة أكثر من تريليون دولار، في حين يعيش 800 مليون شخص حول العالم بمجاعات.
وكشف التقرير، الذي نشر قبيل اليوم الدولي للقضاء على الهدر والذي تحييه الأمم المتحدة سنويا في 30 مارس، أن 783 مليون شخص تضرروا من الجوع، وواجه ثلث البشرية انعداما للأمن الغذائي، مما يجسد تحديات خطيرة تواجه العالم.
وفي هذا السياق، نقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغر أندرسن، قولها إن “هدر الأغذية يمثل مأساة عالمية، حيث يعاني ملايين الأشخاص من الجوع جراءه في جميع أنحاء العالم”.
وأضافت أن تكاليف هدر الأغذية تتسبب في آثار سلبية على المناخ والطبيعة، مشيرة إلى أن التركيز على هذه القضية قد يحد من تأثيرات المناخ والخسائر الاقتصادية ويعزز تحقيق الأهداف العالمية.
من جانبها، دعت الرئيسة التنفيذية لمنظمة “WRAP” غير الحكومية، هارييت لامب، إلى تعزيز التعاون الدولي للتصدي لهدر الأغذية عبر القارات وسلاسل التوريد.
وحثت على دعم برامج تهدف إلى مكافحة تأثيرات هدر الأغذية على الأمن الغذائي والبيئة والاقتصاد.
وكانت الشركات التي تقدم خدمات الطعام مثل المطاعم والمقاصف والفنادق مسؤولة عن 28 % من الأطعمة المهدرة عام 2022، في حين أن تجارة التجزئة مثل الجزارة وبيع الخضر كانت مسؤولة عن 12 % منها. لكنّ المذنب الأكبر كان الأسر التي تخلّصت من 60 % من مجموع الطعام المهدر، أي حوالى 631 مليون طن.
وقال التقرير إن الكثير من الطعام أهدر أيضا ببساطة بسبب فقدان مواد غذائية أثناء نقلها أو رميها لأنها فسدت بسبب نقص التبريد، خصوصا في الدول النامية.
وخلافا للاعتقاد السائد، فإن هدر الطعام ليس مشكلة في “الدول الغنية” فقط ويمكن ملاحظتها في كل أنحاء العالم، وفق ما أظهر التقرير. وتقلّل الشركات أيضا من أهمية إهدار الطعام لأن التخلص من المنتجات غير المستخدمة في مكب النفايات أمر غير مكلف. وقال أوكونور “التخلص منها أسرع وأسهل في الوقت الحالي لأن الرسوم على النفايات إما صفر أو منخفضة للغاية”.
وأضاف التقرير أن لهدر الطعام “آثار مدمّرة” على البشر والكوكب. ويعد تحويل الأنظمة البيئية الطبيعية إلى أراض زراعية سببا رئيسيا لفقدان الموائل، فيما يمثل هدر الطعام ما يعادل حوالى 30 % من الأراضي الزراعية في العالم، بحسب التقرير.
يشار إلى أن التقرير يقدم التقدير العالمي الأكثر دقة بشأن هدر الأغذية في مرحلتي البيع بالتجزئة والاستهلاك، وكذا إرشادات للبلدان بشأن تحسين جمع البيانات ويقترح أفضل الممارسات في الانتقال من قياس مقدار هدر الأغذية إلى الحد منه.
AFP+ وكالات