جنيف – في إطار المشاركة في النقاش العام للبند الخامس من جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان، المتعلق بعمل أجهزة واليات مجلس حقوق الإنسان، بمشاركة المقررين الخاصين والخبراء المستقلين ورؤساء الأفرقة العاملة للإجراءات الخاصة التابعة للمجلس.
قدم الأستاذ عبد الوهاب الكاين، الباحث في مجال حقوق الإنسان ورئيس منظمة أفريكا ووتش، مداخلة حول موضوع تهريب وبيع المساعدات الإنسانية الموجهة للمخيمات في تندوف منذ عقود، وتسليط الضوء على الآثار المترتبة عن ذلك النهب الممنهج على صحة الناس وكذا انعدام الأمن الغذائي بالمخيمات، التي تعاني القهر والذل.
كما وجه رئيس منظمة أفريكا ووتش، الدعوة إلى التحرك وبشكل عاجل لوقف نزيف سرقة المساعدات الإنسانية، الموجهة للمحتجزين في مخيمات تندوف.
وهذا نص المداخلة:
السيد الرئيس،
إن عدم إحصاء الأشخاص الصحراويين القاطنين بمخيمات تندوف الجزائرية، منذ إنشائها، وغياب تحديد حقيقي لاحتياجاتهم الإنسانية عمق معاناتهم الإنسانية لاستمرار وضعهم الكارثي لعقود دون إشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أمر من ِشأنه أن يعرض هؤلاء الأشخاص لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خارج رادار مراقبة اليات الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وكذا سبل الانتصاف الوطنية للدولة المضيفة للمخيمات.
وأمام تعرض المساعدات الإنسانية الموجهة للمخيمات للتهريب والنهب المستمر والبيع بالدول المجاورة، منذ عقود، فإن المجتمع الدولي مدعو للتحرك بشكل عاجل لوقف نزيف تهريب المساعدات، واتخاذ تدابير عاجلة ومستدامة للحيلولة دون استفحال الازمة الإنسانية التي تلوح في الأفق جراء هاته الانتهاكات الصارخة المسببة لانعدام الأمن الغذائي بالمخيمات.
إننا إذ نحض على إثارة انتباه دولة الجزائر الى الطابع الممنهج لسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة للمخيمات بتندوف، والأثر المدمر على حياة الناس بتلك المنطقة، فإننا ندعو إلى فتح تحقيق معمق وشفاف في تلك المعلومات والشهادات والقرائن المتعددة المصادر وترتيب الجزاءات على مرتكبي تلك العمليات الاحتيالية واسترداد الأموال المنهوبة.