خلال الأسبوع الماضي، اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية، في بيان يتضمن عبارات شديدة اللهجة، موجهة للمغرب ووسائل إعلامية مغربية، وأخرى فرنسية، بتسريب معلومات مفبركة تفيد عن نية الجزائر خلق حالة حرب مع المملكة المغربية.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، إن هذه الوسائل الإعلامية لها صلة بالقصر الملكي بالرباط، وبنشر أخبار كاذبة عن الجزائر والإنتخابات الرئاسية.
كما يتهم البيان، إذاعات فرنسية، اعتبرتها قريبة من صناع القرار بالمغرب، بنشر مزاعم حول سعي الجزائر لتأجيج سيناريو حرب مع المملكة بهدف خلق جو من التوتر يتيح لها تأجيل الإنتخابات الرئاسية المقررة نهاية السنة الجارية.
وحقيقة الأمر، أن مصادر هذه الأخبار والمعلومات التي تم تداولها من طرف الإعلام، وتفيد بأن الجيش الجزائري يحشد قوات عسكرية قرب الحدود المغربية، لشن حرب ضد المغرب، بهدف تأجيل الإنتخابات الرئاسية، في ديسمبر 2024، هم نشطاء جزائريين وعلى رأسهم المدعو (بنسديرة) والمعارض (عبدو السمار)، حيث قال هذا الأخير بسخط: “التحضير لتأجيل الانتخابات الرئاسية مع احتمال التمديد غير القانوني للولاية الرئاسية الحالية لعبد المجيد تبون”، وأضاف “حرب محتملة مع المغرب لإضفاء الشرعية على قرار النظام الجزائري”.
ورغم ما تردد، من عدة أطراف عن انتشار قوات الجيش الجزائري على حدود المغربية، بهدف شن الحرب يبقى كلاما فقط، كما أن عبد المجيد تبون صرح في أكثر من مناسبة، “قررنا القطيعة مع المغرب تفاديا لسيناريو الحرب”، مما يؤكد باستبعاد فرضية المواجهة العسكرية، وحسم الأمر.
بالإضافة، هناك عدة تلميحات من طرف زعماء سياسيين في الجزائر حول فرضية تأجيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة نهاية شهر ديسمبر القادم، بسبب الأوضاع السياسية المحيطة بالبلاد، ومن أبرزهم رئيسة حزب العمال “لويزة حنون”، ورئيس حركة البناء الوطني “عبدالقادر بن قرينة”..، حيث قاموا بتحذير من المخاطر الإقليمية السائدة، التي ستساهم في تأجيل الإنتخابات بالبلاد.
النظام العسكري الجزائر يبحث عن عدو وهمي ليعلق عليه فشله وتأجيل الإنتخابات الرئاسية
أصبح النظام العسكري الجزائري، يتخبط في الظلمات، بعد فشل سياسته الداخلية والخارجية، بسبب عدوانه المستمر، على دول الجوار والدول الإقليمية والعربية..، أصبح يصارع الزمن، ويعيش حالة من السعار (داء الكلب).
بعد زيارة سانشيز للمغرب الأخيرة، الجزائر تصاب بالسعار بدرجة مرتفعة، وكرد فعل قامت بتهديد إسبانيا، وتدخل في قراراتها السيادية، وتهدد بفرض عقوبات عليها اقتصاديا وعلى شركاتها.
بسبب حالة الغضب والسعار وشعور بالخيانة، جمد النظام العسكري الجزائري الحاكم، علاقاته مع إسبانيا، حيث أفضت زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المملكة المغربية، عن مخرجات قوية، عززت ملف الصحراء المغربية، والمشاريع التنموية المشتركة بين البلدين.
وجدير بالذكر، سبق أن استدعت الجزائر سفيرها في مدريد في شهر مارس 2022 احتجاجا على تغير موقف إسبانيا الداعم لمغربية الصحراء، ولمشروع الحكم الذتي.
موقف مدريد التاريخي، وضع حدا بخصوص قضية مغربية الصحراء، وساهم بشكل كبير، التقارب الدبلوماسي بين الرباط ومدريد وخلق فضاء الثقة.
كبش الفداء.. الأوراق الأخيرة
تم تداول الأيام الماضية، فيديو عبر وسائل التواصل الإجتماعي، حول إنشاء مكتب تمثيلية ما سمي “جمهورية الريف” في الجزائر لـ”نشطاء انفصاليين” من المغرب، بدعم لوجيستيكي جزائري.
وجاء في الفيديو كلمة مكتوبة، لأحد الانفصاليين، يدعى “يوبا الغديوي” يقول: إن الأهداف الرئيسية لأعمال هذا المكتب “ستتجلّى باعتباره لجنة منبثقة عن المجلس الوطني الريفي، في تقوية العلاقة التاريخية التي تجمع بين الشعبين الريفي والجزائري، والمبنية على التنسيق والتناسق في الأفكار والأهداف لما فيه خير الشعبين الشقيقين وللمنطقة أجمع”.
وتابع الإنفصالي الريفي، أن “تأسيس تمثيلية الريف بالجزائر يأتي إقراراً منّا بالعلاقات التاريخية والاجتماعية، وكذا قواسم الدم والعرق والأرض، التي تربط الشعبين الريفي والجزائري”
النظام العسكري الجزائري، في خطوة أخرى فاشلة ومكشوفة، يحاول خلق حالة من التوتر، والإستفزاز مع المملكة المغربية، بهدف تأجيل الإنتخابات الرئاسية،
في هذا التوقيت وفي ظل الظروف الحالية، والانجازات الدبلوماسية المغربية والسياسية والإقتصادية والرياضية..، يحاول جاهدا ضباط الجيش الجزائري، توقيف عجلة التنمية المغربية والتلاحم القوي بين العرش والشعب من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها.
كما قلنا سابقا، تبون ومن معه، يصارعون الزمن، كل يوم ينكشف أمرهم أمام الرأي العام الدولي والجزائري، وتبون وشنقريحة، متمسكين بالحكم، لهذا يعملون صباح مساء بالاستعراضات والبروباغندا والدعاية الفارغة.
قدوم النظام العسكري الجزائري، على خطوة جديدة، ضد المغرب بوقوفه وراء تأسيس ما يسمى “الحزب الوطني الريفي” وفتح مكتب له في الجزائر، تحت إسم “مكتب تمثيلية الريف بالجزائر”، هو فقط خطوة استفزازية واستعراض العضلات على الشعب الجزائري.
حيث، رعت المخابرات الجزائرية في شهر شتنبر الماضي، في مدينة بروكسيل بتأسيس “الحزب الوطني الريفي”، ووفق مصادر خاصة، جندت له بضعة أشخاص انفصاليين ومرتزقة، لا تأثير لهم في الريف، وأغلبهم تجار المخدرات على نطاق دولي، ودعمهم ودفع بهم بتأسيس جمهوريتهم المزعومة.
كما جندت الجزائر، أذرعها الإعلامية، لترويج للخبر بشكل واسع، وتخصيص تغطية خاصة لتأسيس حزب انفصاليي الريف، على الوسائل الإعلامية الرسمية، والتلفزيون الجزائري الرسمي، ومن المرجح تدريبهم على استخدام الأسلحة، وتكوينهم وتاطيرهم مثل مليشيا البوليساريو الإرهابية.
فشل النظام العسكري الجزائري، في ملف الصحراء المغربية، رغم الدعم الكبير لمليشيا البوليساريو منذ أكثر من 50 سنة، من أموال الشعب الجزائري ودافعي الضرائب، والإتجار بالمحتجزيين في مخيمات العار والذل بتندوف.
خلاصة القول، عبد المجيد تبون، رئيس فاشل بكل المقاييس فاقد للشرعية، ينبغي إجراء الانتخابات الرئاسية قبل 19 ديسمبر تاريخ انتهاء ولايته بحسب الدستور الجزائري.
لكن أغلب المؤشرات تجعل الشعب الجزائري يتخوف من سيناريو تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى السنة المقبلة 2025، وهذا هو ما يسعى له النظام الجزائري، بتمديد الولاية الرئاسية.
وحسب معطيات دقيقة، الجزائر، ستؤجل الانتخابات الرئاسية رسميا، بمبرر التهديدات الخارجية على الأمن الوطني، وإثارة، التوترات الإقليمية، بالإضافة إلى أن هناك فوضى وانعدام الأمن على حدود الجزائرية، خصوصا في منطقة الساحل والصحراء، وبضبط الحدود مع مالي والنيجر..، ويجب تجنب أزمة تشل البلاد وكذلك خلق سيناريو بأن المغرب يدعم جمهورية القبائل.
بالإضافة، الجزائر ستعمل على إثارة ذريعة، أن المغرب ينتهك المجال الجوي الجزائري، وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، بسبب العمليات المسلحة التي تقوم بها القوات الملكية المسلحة المغربية على طول الحدود مع منطقة تندوف، الهدف منها تحييد عناصر مليشيا البوليساريو، الإرهابية في المنطقة العازلة خارج الجدار.