آراءثقافة

المؤامرة الكبرى.. أكذوبة مقتل عمر بن الخطَّاب (1- 4)

صفة عمر بن الخطَّاب

طويل القامة عريض ما بين المنكبين، واسع الصدر، أجلح الرأس خفيف الشعر طويله متدل إلى ما بين كتفيه من الخلف في غير شناءَة، له ضفيرتان رقيقتان واحدة بيمينه والثانية بشماله متدليتان من الأمام، أحمر اللون (تقول العرب في صفة اللون الأبيض: أحمر) هادئ الطبع ثابت الحركة، بعيد البصر، متأمل الفكر؛ مقرون الحاجبين في غير كثافة، عيناه شديدات البياض في شديد السواد حاد النظر قويهما بلا كسر رمشٍ ولا انكسار جَفْنٍ ولا تردد طَرْفَة عين طويل اللحية سوداء اللون تتدلَّى إلى صدره غير غزيرة الشعر.

وأضح الوجه ممتلئ الخَدَّين صارم القَسَمَات غليظ عظام الوجه والرأس والكراديس، مهاب الطلعة، بهيُ الوجهِ حَسِينُ الملامح، متماسك الجسم غير مترهِّل ليس بعظيم البطن ولا خميصها مستوية مع صدره، قوي البِنْية من غير عضلات؛ عليه ثوب أسود بديع، وجيه من عِلْيَةِ القوم إذا رأيته أحببته في مخافة، ودنوت منه في وجافة، وهالَكَ طلعه البهي الجليل ومنظره الوقور، فأنت بَيْنَ بَيْن، بين محبته وبين مهابته؛ لكنَّك واجدٌ نفسك فيه راغبٌ إليه بلا ريب.

تعريف ومدخل

رواية ابن كثير في البداية والنهاية بالفصل السابع وكذلك ابن الأثير في كتابه “الكامل في التاريخ” ج 3 ص 91 من تحقيق الدكتور، محمد دبوس، عن مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب قالوا: [فاتفق له أن ضربه أبو لؤلؤة فيروز المجوسي الأصل، الرومي الدار، وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من هذه السنة، بخنجر ذات طرفين، فضربه ثلاث ضربات وقيل: ست ضربات، إحداهن تحت سرته قطعت السفاق، فخر من قامته.

واستخلف عبد الرحمن بن عوف، ورجع العلج بخنجره لا يمر بأحد إلا ضربه، حتى ضرب ثلاثة عشر رجلا مات منهم ستة، فألقى عليه عبد الله بن عوف برنسا فانتحر نفسه، لعنه الله.

فلقد رأى عبد الرحمن بن أبي بكر كلا من الهرمزان وفيروز وجفينة النصراني ليلة الحادث يتشاورون فلما فوجئوا به اضطربوا وسقط منهم خنجر له رأسان هو نفسه الذي طُعن به عمر، والهرمزان كان من ملوك المجوس الفرس على منطقة الأهواز، وقد أسره المسلمون وعفا عمر عنه بعد نكثه العهد مراراً، وكان الحقد يملأ قلبه لأنه فقد ملكه.

وعندما شعر بالخطر أظهر الإسلام، ولكن الناس كانوا يشكون في إسلامه، أما جفينة، فهو من نصارى الحيرة أرسله سعد بن أبي وقاص إلى المدينة ليعلم أبناءها القراءة والكتابة، وفيروز أبو لؤلؤة كان مجوسياً يغلي قلبه حقداً على المسلمين.

 اغتيال عمر بن الخطاب

قبل أن يُقتل عمر بن الخطاب كان عبد الرحمن بن أبي بكر يسير بأحد الأحياء وأثناء سيره مر صدفةً بكل من أبي لؤلؤة والهرمزان وجفينة وهم يتشاورون بأمر ما، فلما رأوه ارتبكوا وسقط منهم خنجر ذو نصلين وبعد مقتل عمر ذهب الى الناس وأخبرهم بما رأى و طلب منهم أن يتحققوا بما قتل عمر, فلما وجدوه خنجر ذو نصلين يشابه ما وصفه لهم عبد الرحمن غضب عبيد الله بن عمر و قرر الثأر لأبيه, فقتل الهرمزان ثم جفينة ثم ابنة أبي لؤلؤة] انتهى.

ذكر المحلى ابن حزم [بما روي من حديث عبيد الله بن عمر كما ثنا حمام ثنا ابن مفرج ثنا ابن الاعرابي ثنا الدبري ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وذكر قتل عمر قال: فأخبرني سعيد بن المسيب أنَّ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ولم نجرب عليه كذبة قط، قال حين قتل عمر بن الخطاب انتهيت إلى الهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم بحي فتبعتهم فثاروا وسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه.

وقال عبد الرحمن فانظروا بما قتل به عمر فوجدوه خنجرا على النعت الذي نعت عبد الرحمن فخرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب مشتملا على السيف حتى أتى الهرمزان فقال اصحبني ننظر إلى فرس لي وكان الهرمزان بصيرا بالخيل فخرج بين يديه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حد السيف قال: لا إله إلا الله فقتله، ثم أتى جفينة – وكان نصرانيا – فلما أشرف له علاه بالسيف فضربه فصلب ما بين عينيه، ثم أتى ابنة أبي لؤلؤة جارية صغيرة تدعى الإسلام فقتلها فأظلمت الأرض يومئذ على أهلها، ثم أقبل بالسيف صلتا في يده وهو يقول والله لا أترك في المدينة سبيا إلَّا قتلته وغيرهم كأنه يعرض بناس من المهاجرين فجعلوا يقولون له: ألق السيف فأبى ويهابونه أن يقربوا منه حتى أتاه عمرو بن العاص.

فقال: أعطني السيف يا بن أخي فأعطاه إياه ثم ثار إليه عثمان فأخذ برأسه فتناصبا حتى حجز الناس بينهما، فلما ولى عثمان قال: أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق – يعني عبيد الله بن عمر – فأشار عليه المهاجرون أن يقتله وقال جماعة من الناس قتل عمر بالأمس وتريدون أن تتبعوه ابنه اليوم أبعد الله الهرمزان وجفينة فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنَّ الله قد أعفاك أن يكون هذا الأمر ولك على الناس من سلطان إنَّما كان هذا الأمر ولا سلطان لك فاصفح عنه يا أمير المؤمنين.

قال: فتفرق الناس على خطبة عمرو وودي عثمان الرجلين والجارية، قال الزهري: وأخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن أباه قال: فيرحم الله حفصة أن كانت لمن شيع عبيد الله على قتل الهرمزان وجفينة: قال معمر: قال غير الزهري: قال عثمان أنا ولي الهرمزان وجفينة والجارية واني قد جعلتها دية] انتهى.

 ( يتبع )

https://anbaaexpress.ma/o67yh

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى