من الظواهر التي أصبحت تعرفها بعض المدن الأوروبية وجود أسواق صغيرة تباع فيها الخضروات و الفواكه و اخرى تباع فيها الملابس و أخرى تباع فيها التحف و الأواني و الآلات المنزلية المستعملة و هلم جرا …
و هذه الأسواق يزاول فيها هذه المهام بعض من أهل البلد و مهاجرون من جنسيات مختلفة ، و مما أثار انتباهي قيام سوق للخضر و الفواكه قرب مجمع لمحلات تجارية بها مأكولات من كل الاصناف سمك ،فواكه، فواكه جافة، لحوم…
شرع العمل في السوق الأسبوعي المحلي على الساعة التاسعة صباحا و انفض على الساعة الثانية زوالا، فرأيت إمرأة مسنة عمرها يزيد عن التسعين بشعر ابيضّ و ظهر منحن، تدفع حقيبة خضر فارغة.
و بعد لحظة بدأت تبحث في صناديق خضر و تجمع ما تبقى منها و تضعهم في حقيبتها المذكورة و لم تكتف بذلك بل بدأت في تنظيف المكان و خاصة الطاولات التي كانت تباع فيها الخضر دون أن يطلب منها أي بائع ذلك.
لأن مستخدمو البلدية بعد إنتهاء الوقت المسموح به لهم يأتون و ينظفون المكان و كانت تقوم بعملية النظافة بتأن و إتقان و حب، مما زاد احترامي لها و تقديري الذي لا يمكن معه إلا أن نرفع لها القبعة.
و قلت مع نفسي يا لها من إمرأة قل نظيرها لم تكتف بأخذ الخضر و الفواكه و أن تذهب لحالها و لن يطالبها أي أحد بفعل ما فعلت و إنما أخذت على نفسها تقديم خدمة مقابل ما حملت معها من خضر..