
أبدى مدير معهد سرفانتس، لويس غارثيا مونتيرو، رضاه الشديد عن تطور اللغة الإسبانية في المملكة المغربية خلال زيارته الأخيرة، الأسبوع الماضي، لثلاثة من مراكز المعهد الستة في البلاد بدأ جولته بمدينة تطوان، مرورا بالعاصمة الرباط، واختتمها بمكتبة مانويل ألتولاغيري التابعة للمركز الدولي لفاس، إلى جانب جامعة القرويين التاريخية.
وفي مقابلة أجريت مؤخرًا مع وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية EFE قال مونتيرو “نحن سعداء للغاية بتطور اللغة الإسبانية في المغرب والطلب عليها. عندما أسافر، تأتيني عادةً فكرة حول كيفية استثمار الميزانية لتعزيز الاهتمام باللغة الإسبانية؛ ولكن هنا لدي شعور معاكس، كيف يمكنني الاستثمار، ليس من أجل الإبداع، بل من أجل الحفاظ على الاهتمام باللغة الإسبانية”..
وتدعم هذه الأرقام هذا التقييم الإيجابي، مع وجود عدد قياسي من الطلاب المسجلين والطلب العام على اللغة والثقافة الإسبانية.
ومع ذلك، يرى غارثيا مونتيرو أن الأولوية في هذه المرحلة هي “تعزيز والحفاظ، من خلال الميزانية المتواضعة التي لدينا، على واقع تنفيذ سرفانتيس في الوقت الراهن في المغرب”.
وفيما يتعلق بالتوسعات المستقبلية المحتملة، لا يستبعد غارسثا مونتيرو فتح مركز في الصحراء المغربية في الوقت الحالي، نظرا للاهتمام الكبير الذي أبدته. وتخصيص موارد، بالتوازي، لتوسيع مراكز مدينتي فاس وتطوان القائمة بالفعل.
ومع ذلك، فهو يوضح أن “مستقبل اللغة الإسبانية يقع أيضًا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى” منطقة تعتبر أولوية للتوسع بسبب “تكاثرها الديموغرافي”.
في الواقع، أول مركز تم افتتاحه في هذه المنطقة كان في داكار، السنغال، وتلاه توسعة في كوت ديفوار.
يقول غارثيا مونتيرو: “لا يكفي أن نكون لغة سرفانتس أو القديسة ثيريزا ليسوع، علينا أن نصبح لغة العلم والتكنولوجيا”.
مشيراً في هذا الصدد إلى مركز لوس أنجلوس الأخير وإسقاطه على شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون.
وفي ما يتعلق بالخلافات اللغوية، يبدي غارثيا مونتيرو رفضه لقرارات مثل حظر اللغة الشمولية في الأرجنتين، رغم أنه يوضح أن “اللغة هي تراث الناطقين بها ولا توجد أكاديمية تمتلكها”.
وهي ملتزمة بالمضي قدمًا “من التعليم والثقافة” نحو لغة إسبانية أكثر شمولاً باستخدام صيغ مثل “الأصدقاء” أو البحث عن بدائل مثل “المواطنة”.
ومع ذلك، يبدو أنه غير مرتاح لـ “الأحداث” مثل كلمة “أصدقاء”. موضحًا بشكل قاطع أنها بالنسبة له ليست جزءًا من الإسبانية بعد.
كما دعا إلى جلب الثقافة الشعبية، مثل الرياضة والموسيقى، إلى الثقافة الأكاديمية التقليدية المحفوظة، لتعزيز العلاقات بين المغرب وإسبانيا.
باختصار، إن الرؤية المتفائلة للغة الإسبانية في المغرب تؤدي تلقائيا إلى التماسك والتوسع نحو بقية إفريقيا، وإن كان ذلك من خلال نهج تدريجي..
إحدى الوسائل المحتملة للترويج للغة الإسبانية على المستوى الشعبي والتي يشير إليها غارثيا مونتيرو هي كرة القدم.
وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن بطولة كأس العالم المشتركة بين المغرب وإسبانيا والبرتغال عام 2030 يمكن أن تساهم في تحقيق هذا الهدف، لم يشك مدير سرفانتس في أن “أحداث بهذا الحجم تثير اهتماما هائلا”.
فإن بطولة كأس العالم المغربية الأيبيرية في عام 2030 من شأنها أن تضيف قيمة للمعهد تتجاوز المجال الرياضي فقط؛ من خلال خلق تآزرات لتعزيز اللغة الإسبانية بين الأجيال الجديدة وبين الشعبين المغربي والإسباني.
للإشارة يعتبر لويس غارثيا مونتيرو المولود في غرناطة، 4 ديسمبر 1958 من أبرز الشعراء والنقاد الإسبان، وأستاذ الأدب الإسباني في جامعة غرناطة.
ينتمي إلى جيل الثمانينات أو ما بعد الأحدث ضمن التيار المسمى بشعر التجربة. منذ عام 2018 يشغل منصب مدير معهد سرفانتس.
ترجمة بتصرف عبدالحي كريط
2 تعليقات