آراءسياسة

كيف نرى الطريق إلى المؤتمر الخامس؟ (2-2)

بقلم: عبدالسلام شركوك

على بعد أسبوع بالتمام والكمال، سنلتئم بمركب مولاي رشيد، قصد الدخول في غُمار المؤتمرات والمؤتمرين من أجل الخوض في راهن ومستقبل الحزب، ومما لا شك فيه أن حزبنا يمر اليوم بمرحلة دقيقة يوجد فيها على مفترق طرق، وعليه وجب الوقوف على ناصية الطريق ببلدة بوزنيقة الهادئة، وترك المؤتمر وحده يحدد لنا أي طريق نسلكه، طريق استعادة المبادرة وإنتاج المعنى، أو الطريق إياه الذي ما فتئنا نمر منه دون الوصول إلى غاية القيام بأدوار ووظائف الحزب الطلائعية للأسف.

اليوم، سنعرج على مسألة السبيل الى استعادة المبادرة وإنتاج المعنى في ظل وجودنا أمام فرصة المؤتمر الخامس، دون الاسهاب في اعطاب الماضي والحاضر.

وإذا اعتبرنا ان النخب التي عمرت في مواقع المسؤولية، تتحمل الجزء الأكبر في تلف البنيات الحزبية و”هلاك” الحياة السياسية، ما يجعلنا في موقف سؤال الذات، أوليس هذه الفرضية تحتم علينا الرهان على نخب شابة تمرست داخل أحزابها؟ !! ألم يإن الأوان لأن يسلم المشعل للجيل الرابع وحتى الخامس من النخب بعد استقلال البلاد؟ !!

لقد عانى الشباب بفئتيه لمدة طويلة من عوامل التهميش والاستصغار داخل المؤسسات الحزبية، وطالما كانت أكبر الانتقادات الموجهة للأحزاب السياسية “شيخوخة” الممارسة والفكرة داخلها، مما يسد الطريق امام صعود النخبة الشابة القادرة ربما على صنع الفارق بأفكار ومشاريع وتصورات آنية تمس تحديات الواقع، في مقابل التمكين لنخب ظلت تحتمي بما تعتبره مشروعية تستمدها من إسهاماتها لحظة التأسيس أو إمتدادها الترابي وأفكارها المستلهمة من تحديات الماضي.

لا ريب أن الملاحظات السابقة لا تنفي الدينامية التي منحها وجود الشباب في مختلف المؤسسات، كما لا تنفي وجود الاستثناءات، غير ان نظرة موضوعية شاملة للواقع، تدعو الى تجربة تسليم المشعل لجيل اخر من أجل اختبار قدرات هذا الجيل، سيما وانهم بنات وأبناء البيئة السياسية المعاصرة بحسناتها وسيئاتها، وأن يكون هذا الأمر واقعا وليس محط خطابات سياسية جوفاء لا تؤدي إلى معنى، علما وأن عاهل البلاد دائما ما نلمس في خطبه، إرادته السامية لإعطاء المشعل للأجيال الشابة قصد رسم ملامح مستقبل المغرب المنظور.

هذا الرأي، أمل ان يخرج به المؤتمر الخامس عبر اختيار امين عام أو أمينة عامة من الجيل الرابع على مستوى النخب السياسة، علما و أن ثلثي وزرائنا في الحكومة من هذا الجيل، مما يسهل معه الاختيار، لذلك أملى ورجائي كبيرين في هذا المؤتمر بأن نخلق المفاجأة.

لا شرعية الا شرعية المؤتمر الخامس الذي هو صوت المؤتمرات والمؤتمرين من ربوع البلاد، صوت لمن تبقى فيه من مناضلاته ومناضليه الذين دافعوا عنه لما كان يتعرض للضربة تلو الأخرى من القريب والبعيد والداخل والخارج، وحافظوا عليه لما تمنى الكثير زواله، بل ولازال للأسف من يمني النفس بذلك.

هو كذلك صوت منتخبيه الشرفاء الذين شقوا الجبال والهضاب شقا، وحرثوا السهول حرثا، ليحصد الجرار النتائج التي بوأته المكانة التي يستحقها في كوكبة الصدارة طبعا. وكالعادة سيخيب مسعى من كان يمني النفس بأن يصير حزب الأصالة والمعاصرة مجرد حزب عادي صغير يتواجد في البوادي والفيافي والقفار وإن كان المغرب النائي العميق أولى أولويات الحزب.

https://anbaaexpress.ma/fxbdq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى