بعد فضيحة شهر أكتوبر الماضي، ناقلة غاز إسرائيلية اتجهت إلى الجزائر، في عز الأزمة لتزويدها بالغاز لاستعمالها في العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وإستهداف المدنيين.
الناقلة الإسرائيلية بعد مغادرتها مصر خاوية بسبب قصف قطاع غزة، وغلق شركة “شيفرون” الأمريكية، حقل تمار بسبب الحرب مع “حماس” وتوقف خط أنابيب إسرائيلي، تحولت إلى الجزائر للاستفادة من الغاز الذي تسيطر عليه إسرائيل، باتفاقية رسمية.
والعملية التجارية بين الجزائر وإسرائيل، تتم عبر وسيط رئيسي في سوق الهيدروكربونات العالمي، يدعى vitol “فيتول” شركة سويسرية، متخصصة في تجارة الطاقة والسلع والشحن والاستكشاف والإنتاج وتوليد الطاقة.
تقارير دولية
كشفت، تقارير دولية، إطلعت عليها أنباء إكسبريس، عن علاقات تجارية تهم مجال تصدير الغاز والبترول بين الجزائر وإسرائيل، مشيرة إلى أن شركة النفط والغاز الجزائرية “سوناطراك” قامت بتصدير ما لا يقل عن 100 ألف طن من غاز البترول المسال إلى إسرائيل.
وأكدت التقرير أن العملية التجارية بين الجزائر وإسرائيل، تمت عبر وسيط رئيسي في سوق الهيدروكربونات العالمي، يدعى “vitol ”، ينقل البترول المسال من ميناء وهران إلى عسقلان الإسرائيلية.
كما أكدت التقارير، بأن الشركة الجزائرية للنفط، باعت عدة شحنات من غاز البترول المسال إلى “فيتول” الذي نقله عبر سفن مستأجرة إلى إسرائيل للشركة الإسرائيلية أنابيب عسقلان إيلات، حيث استقبل ميناء أشكلون الإسرائيلي، طوال 3 سنوات الأخيرة العديد من القوارب والسفن التي تحمل غاز البترول المسال الجزائري.
وحسب التقارير، تقول بأن الجزائر حرصت دائما، على تفادي إثارة الشكوك، وكانت سوناطراك وفيتول تعمل على أن تغادر السفن ميناء أرزيو بولاية وهران ثم تتوقف في البحر الأبيض المتوسط، غالبا على مستوى السواحل اليونانية، قبل أن تغير اتجاهها بعد ذلك إلى ميناء عسقلان في إسرائيل.
وتعتبر، العلاقات التجارية بين إسرائيل و الجزائر الدليل القاطع على تطبيع البلدين، وتُفند إدعاءات الطبقة الحاكمة في الجزائر “النظام العسكري” التي تتحدث عن قطيعة تامة مع إسرائيل.
إحصائيات رسمية
ووفق إحصائيات رسمية، عرفت الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل، من المواد الكيماوية العضوية، ومركبات المعادن النادرة، خلال سنة2021 ارتفاعا بلغت قيمته 14,9 مليون دولار، مقارنة بسنة 2020 وبأكثر من 9,77 مليون دولار مقارنة مع سنة 2019، وبأكثر من 7 ملايين دولار مقارنة بسنة 2018.
وواصل ارتفاع الصادرات الجزائرية تجاه إسرائيل، حيث كشف تقرير أممي اخير، عن معطيات صادمة، بخصوص حجم المبادلات التجارية بين إسرائيل والجزائر، خلال السنوات الأخيرة، المتوفرة بقاعدة بيانات الأمم المتحدة “UN Comtrade” لإحصاءات تجارة السلع الأساسية.
وحسب ذات المصدر، أفاد بخصوص حجم صادرات الدول العربية نحو إسرائيل، فقد حلّت الجزائر في المرتبة الرابعة عربيا بـ21 مليون دولار في سنة 2022، بعد دولة الإمارات والأردن ومصر.
نفاق النظام العسكري الجزائري
التقرير الأممي، يفضح نفاق النظام العسكري الجزائري ويكشف مُستوى علاقاته الاقتصادية مع إسرائيل، وارتفاع الصادرات الجزائرية بشكل ملحوظ، والمتفوقة عن باقي الدول المغاربية والعربية.
كما يكشف هذا التقرير عن الوجه الآخر الذي تُخفيه الجزائر، المطبعة مع الكيان الصهيوني سرا، كما كشف موقع ميديا بارت الفرنسي عن اتفاقية تعود لعام 2004، لتزويد إسرائيل بالغاز الجزائري عن طريق الأنابيب المصرية.
وسبق كذلك أن تحدثت قناة 24 الإسرائيلية عن توقع علاقات تطبيع بين البلدين قريبا، وذلك بعد أن كشفت عن نزول طائرة إسرائيلية في مطار هواري بومدين في مارس 2021 محملة بلقاح ضد فيروس كورونا تبرعت به تل أبيب إلى الجزائر.
وللإشارة، يؤكد عدد من المراقبون إلى وجود تبادل تجاري بين البلدين منذ سنوات، وقد سبق للمكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء التابع لرئاسة الحكومة الإسرائيلية أن تحدث عن وجود تصدير، المعدات التكنولوجية الإسرائيلية إلى الجزائر سنة 2013 ومنها معدات تخص المجال الزراعي.
وسبق أن كشفت مصادر إسرائيلية أن العلاقات التجارية السرية بين إسرائيل والجزائر بدأت منذ 1994، كما أن الاتصالات بين “عوفوديا سوفير” سفير إسرائيل الأسبق في فرنسا ومسؤولين جزائريين ظلت قائمة، وفي 25 يونيو سنة 2000 استضافت الجمعية الاسرائيلية لتطوير العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط تحت رعاية وزارة الخارجية الإسرائيلية، 8 صحفيين جزائريين.
كما سبق للموقع الرسمي لحلف شمال الأطلسي “الناتو” أن نشر صورا تجمع بين قائد أركان الجيش الجزائري الفريق قائد صالح والجنرال الإسرائيلي المشارك في الإجتماع.
تحاول الدعاية الجزائرية، بكل أطيافها أن تمسح كل هذه الأحداث في الراحل بوتفليقة بالرغم من أن بوتفليقة لم يكن يملك قرارا مثل سائر الرؤساء الجزائريين من دون أن يقرر العسكر الحاكم الفعلي للبلد.
يجب أن نفهم بأن الجزائر تستعمل القضية الفلسطينية كشعار لتبرير أزمتها السياسية وإخفاء سياستها العدوانية ضد المغرب، وتستر على علاقتها القوية مع الكيان الصهيوني، وتعتمد البروباغاندا وتحريف الحقائق فقط.
الجزائر تربطها علاقات متقدمة مع الدول المطبعة سواء في العالم العربي أو افريقيا، لكن النظام العسكري الجزائري الحاكم، يحاول دائما ترويج الأكاذيب.
ويأتي هذا التقرير الأممي الأخير، بأرقام رسمية، يفند ما تروج له الجزائر، عبر اعلامها الفاشل وخصوصا الرسمي، النظام الجزائري، يتخوف من التقارب المستمر بين إسرائيل والمغرب، ويخشى أن يفقد مصالحه، وبالضبط الاقتصادية التي يستفيد منها سرا.