أفريقياسياسةعاجل

بوادر أزمة بين الجزائر والسعودية.. بسبب الصحراء المغربية وشنقريحة يقوم بالتصعيد!

السعودية دائما ترفض بشكل واضح وصريح بالمساس بالمصالح العليا للمغرب أو التجرأ على سيادته خصوصا وحدته الترابية..

بعد الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر والإمارات، بسبب الحملة المسعورة، التي شنتها وسائل الإعلام الجزائرية التابعة للمخابرات العسكرية، على عدة دول عربية، والهجوم الحاد على الإمارات العربية المتحدة، بشكل خاص وعلى الدور الإستراتيجي الذي تلعبه في شمال إفريقيا.

تسببت هذه الحملة، في أزمة كبيرة، بين الجزائر والإمارات، وخلافات حادة بين البلدين بسبب الهجوم الهمجي والممنهج من طرف الإعلام الجزائري على أبوظبي ومشاريعها التنموية، ومصالحها الجيوسياسية، وخصوصا بسبب علاقاتها مع الرباط.

بوادر الأزمة الجزائرية السعودية

هذه المرة، جاء الدور على المملكة العربية السعودية، النظام العسكري الجزائري، سبق وأن اتهم السعودية، في أبريل الماضي، بالانفراد بملف سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية.

حيث تزعم الجزائر، بأن السعودية تفند ما يسوّق له نظام العسكري والمخابرات الجزائرية، من دور مزعوم في عودة دمشق للجامعة العربية.

السعودية، لم تقم باستدعاء، تبون إلى إجتماع جدة التشاوري، حول إعادة سوريا إلى البيت العربي، ووفق مصادر خاصة، تؤكد بأن تبون اعتبر هذا الأمر متعمد، من أجل حرمانه من استثمار ذلك سياسيا ودبلوماسيا.

غضب تبون، بشكل كبير، لعدم استدعائه، واعتبره تهميش لجهود الجزائر الدبلوماسية، كما يتهم السعودية بمحاولة الانفراد بهذا الملف، دون دعوة الجزائر لا كدولة عربية مهتمة، ولا بصفتها رئيسا دوريا للجامعة العربية وقتها، وتم دعوة كل من مصر والأردن والعراق، وغابت باقي الدول العربية الأخرى، بما فيها الجزائر، لكن هذه الأخيرة لم تستوعب غيابها، فحقدت على السعودية.

ومما أفاض الكأس، وهو قرار المملكة العربية السعودية الأخير، بعدم نشر خريطة المغرب مبتورة أو استخدام مصطلح الصحراء الغربية.

حيث صدر قرار بأمر ملكي، يمنع منعاً مطلقاً بالسعودية استخدام مصطلح “الصحراء الغربية”، ويلزم باستخدام مصطلح “الصحراء المغربية”، ويمنع استخدام أو الإشارة إلى خريطة المملكة المغربية مبتورة بدون صحرائها.

بالإضافة جددت المملكة العربية السعودية في شهر أكتوبر الماضي، تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب من أجل التسوية النهائية للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وهذه القرارات، أزعجت، النظام العسكري الجزائري الحاكم، وعلى رأسهم السعيد شنقريحة وعبد المجيد تبون، يعتبرون أنفسهم مستهدفين من طرف السعودية ودول الخليج.

وجدير بالذكر، السعودية، دائما ترفض بشكل واضح وصريح بالمساس، بالمصالح العليا للمغرب أو التجرأ على سيادته، خصوصا وحدته الترابية، وتدعم الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها المملكة المغربية برئاسة جلالة الملك محمد السادس.

ردة فعل الجزائر وتصعيد شنقريحة

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، في بيان، أن رئيس أركان الجيش، الفريق أول السعيد شنقريحة، سافر السبت، الماضي إلى الرياض، حيث سيزور، هيئات تابعة للقوات المسلحة السعودية، وسيلتقي بمسؤولين عسكريين سعوديين لدراسة سبل تعزيز أواصر التعاون الثنائي، والتباحث حول المسائل ذات الاهتمام المشترك.

ووفق البيان ذاته، وفي إطار هذه الزيارة، تشمل المشاركة في “الطبعة الثانية للمعرض العالمي للدفاع بالرياض”، الذي ينظم بين 4 و8 من فبراير الحالي، وأبرز نفس البيان أن شنقريحة، يزور السعودية بصفته ممثلاً للرئيس عبد المجيد تبون.

لكن، الصدمة الكبرى، ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي، محمد بن سلمان، لم يستقبل السعيد شنقريحة، قائد الجيش الجزائري، وبصفته ممثلاً للرئيس عبد المجيد تبون، وحاملا رسالة شخصية من تبون لاعطائها إلى محمد بن سلمان، لكن هذا الأخير رفض.

وفي المقابل وفي إطار حسن الضيافة، قام مكتب وزير الدفاع الوطني السعودي، بتقديم عرض على الوفد الجزائري الزائر للمملكة العربية السعودية والذي يرأسه شنقريحة منذ 3 فبراير الجاري، أن يضع تحت تصرفه طائرة رسمية تقلهم، إلى مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة مع الاستفادة من الدعم الكامل والشامل الذي يقدمه مكتب وزير الدفاع الوطني السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

ولكن، شنقريحة سخط وغضب، ورفض “لفتة الضيافة” الرمزية التي قدمتها له السلطات السعودية، بحجة أنه لا يشعر بالحاجة إلى أداء العمرة، وأكثر من ذلك أصدر تعليماته بشكل قاطع لأعضاء الوفد المرافق له إلى السعودية بعدم إبداء أي رد إيجابي على العرض السعودي ولم يسمح لأي مسؤول جزائري بالذهاب إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج أو العمرة.

وبهذا التصعيد والرد الفعل الصبياني، لإظهار خيبة أمله العميقة تجاه ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي رفض استقباله، فقد تسبب رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، وممثل رئيس الجمهورية الجزائرية في حادث دبلوماسي في السعودية خطير لا يغتفر.

وأكدت مصادر مطلعة، بأن شنقريحة، قرر إظهار سخطه للسلطات السعودية من خلال رفض ضيافتهم في مكة المكرمة، كما أفادت بأن تبون وشنقريحة، قرروا التصعيد، مع السعودية مع الترويج بأن الجزائر تم اهانتها من قبل محمد بن سلمان، بسبب أزمة ملف الصحراء المغربية.

وجدير بالذكر، هذا الموقف أزعج بشدة مكتب وزارة الدفاع السعودية، وكذلك السلطات العليا في المملكة العربية السعودية، حيث لم يسبق لها أن واجهة مثل هذا الموقف الشاذ من قبل المسؤولين في دول عربية وإسلامية.

وللإشارة، تؤكد مصادر سعودية، من باب حسن الضيافة، تقدم السلطات السعودية بكل لطف وعفوية الدعم للوفاء بـ OMRA لجميع وفود الدول الإسلامية التي تسافر إلى الأراضي السعودية في زيارة رسمية كجزء من التبادل الرسمي والعلاقة الثنائية.

ختاما.. هذه السلوكيات الجزائرية الخطيرة، تجاه عدة دول لها نتائج مؤلمة، وتوضح فشل الدبلوماسية الجزائرية، في جميع الأصعدة، حيث يشعر النظام العسكري الجزائري بأنه فشل أمام الدينامية الدبلوماسية المغربية، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، التي فككت كل مشاريعه وشبكاته المشبوهة، وأصبح مفضوحا، عند الجميع، وفي جميع المستويات والميادين.

بالإضافة، استطاعت المملكة المغربية، أن تكشف للعالم، سبب النزاع المفتعل، في الصحراء المغربية من طرف النظام العسكري الجزائري، وتأسيس دولة وهمية، في مخيمات تندوف، التي تعرف يوميا القمع والاحتجاج والغضب الشعبي، المستمر من طرف المحتجزين، بسبب الجرائم ضد الإنسانية، والاختفاء القسري والاختطاف والإعدام، والتعذيب والاغتصاب، والإتجار في البشر، وتجنيد الأطفال من قبل مليشيا البوليساريو المنظمة الإرهابية كاملة الأركان.

https://anbaaexpress.ma/hbbvy

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي، خبير في الشأن المغاربي، مدير عام مؤسسة أنباء إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى