بقلم: عمر خنيبيلا
في عهد دي ميستورا تحول ملف الصحراء إلى مناسبة لإجتماعات ولقاءات ومباحثات تستغلها الجزائر ومعها جنوب أفريقيا في إطار الصراع الذي يستهدف عرقلة المغرب في مختلف المشاريع والاستثمارات بالقارة الإفريقية.
ليقع بذلك وبكل سهولة المبعوث الدولي في مصيدة الجزائر وجنوب أفريقيا، بدعوى الفاعلين الجدد…
لا يمكن أبدا لأي تحرك في سياق مبادارت “الفاعلين الجدد” في قضية الصحراء أن يخرج عن إطار “الدول والجهات المعنية بشكل مباشر” بالمشكل، لذلك فإن جنوب افريقيا لا تعتبر ابدا دولة معنية بالنزاع، ولا تملك أي حق من أجل وضع مقترحات او مبادرات لحل المشكل.
إضافة الى أن الدولة الجنوب إفريقية تعتبر واحدة من ابرز الدول التي تعلن عدائها للمغرب، مما يعني خروجها عن خط الحياد.
أمور نتفاجئ بعدم إنتباه المبعوث الدولي صاحب الخبرة الطويلة لها، ولم يستطع فهم أهم معايير “المعنيين بالنزاع”، فإذا كان الأمر يتعلق بمباحاث بخصوص الملف مع من هب ودب، فليذهب دي ميستورا أيضا إلى فيتنام والهند، وليوجه طائرته نحو كندا ثم ليتجه الى كل دول العالم..، ليتحول بذلك ملف الصحراء كما يقول أهل الصحراء إلى “هنسوكة وطفاكة”.
عمر خنيبيلا: رئيس لجنة الإعلام والاتصال بحركة صحراويون من اجل السلام
ما يجب على المبعوث الدولي فهمه أن الفترة الحالية قد عرفت بروز هيئات ومجموعات صحراوية تعبر عن رأيها، وتعلن عن دعمها لمقترح الملك محمد السادس نصره الله بمنح الإقليم حكما ذاتيا بهدف إنهاء الأزمة، والتي كانت نتيجة لمرحلة تقييم دقيقة، خلص أصحابها أن مشروع البوليساريو يفتقد للمصداقية ويندرج ضمن خانة الكذب والوهم.
إضافة إلى إكتشاف حقائق عدة، أهمها تحكم الجزائر في التنظيم الإنفصالي، وتوجيهه نحو مشروع المعاكسة والتشويش على المغرب، مما يفرض على نخب الصحراء التوجه نحو محاولة إيجاد طريق للحل، والتفاعل مع مبادرة الملك، دون ترك البوليساريو تواصل التلاعب بمصير الصحراويين، وتهديد أمن وإستقرار المنطقة.
لذلك فإذا أراد دي ميستورا فاعلين جدد بالملف، فلينظر أمامه قليلا، سيجد أعيان وشيوخ القبائل الصحراوية، والمنتخبين الذي أفرزتهم إنتخابات ديموقراطية، عبر من خلالها ساكنة الأقاليم الجنوبية عن رأيهم دون انتظاء وهم “الإستفتاء”، وجمعيات المجتمع المدني بالاقاليم الجنوبية، وعديد النخب المثقفة.
فضلا عن القوة السياسية الجديدة “حركة صحراويون من أجل السلام” التي تقدم نفسها للمساهمة في إكتشاف طريق للحل، وتعلن عن مشروع سياسي جديد، يلتقي في نقاط عديدة مع مقترح الحكم الذاتي، الذي تعتبره الحركة أساسا جيدا للبدئ الفوري في مفاوضات جادة بهدف إيجاد حل نهائي لمشكل الصحراء.
لا يجب على دي ميستورا التوجه نحو الغرباء وأعداء البلاد..، ليسألهم عن رأيهم في ما لايعنيهم..