آراءمجتمع

إحك يا شكيب.. معاناة إمرأة

أي ظلم هذا الذي تعيشه المرأة في مغربنا هذا أين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.. رفقا بالقوارير

خلق الله هذا الكون من زوجين إثنين، و شرع لهما سنة الزواج انسجاما مع الفطرة التي خلقهما عليها ، يميل الرجل إلى المرأة و تميل المرأة إلى الرجل، و ليكون هذا الزواج ناجحا تسوده السكينة و الاستقرار فلابد له من مقومات منها المودة التي تعني المحبة و التقدير و كذلك مقوم أساسي ثاني مهم وهو الرحمة التي تعني الرفق و التعاون.

و لكن حياتنا التي نعيشها نجد في كثير من الاحيان غياب الأساس الثاني الرحمة، كيف ذلك ؟ نعطي مثالا بشهر فضيل ألا وهو شهر رمضان شهر الرحمة و الغفران.

ففي هذا الشهر ، فمن عادات المغاربة و غيرهم من الدول الإسلامية كثرة الاستهلاك و يكثر الإقبال على ما لد وطاب من المأكولات و المشروبات، و التي تتحمل هذه المشاق الزوجة.

سواء كانت ربة بيت أو موظفة تبدأ نهارها مبكرا و لا ينتهي بها المطاف إلا مع وجبة السحور في حين تجد في كثير من الأحيان البنت و الإبن و الأب إما في العمل أو الدراسة و بعد عودتهم يأخذون قسطا من الراحة، نوم و مشاهدة تلفاز أو قراءة كتاب أو تتبع ما يمكن مشاهدته عبر جهاز هاتف ذكي.

و لا يتململون إلا مع إقتراب آذان صلاة المغرب، و بعد تناول وجبة الفطور و الصلاة يسرعون لمشاهدة التلفاز و الذهاب للمسجد وبعد الصلاة يذهب الزوج للمقهى و الأولاد منشغلون بتتبع مسلسلات رمضانية.

و تبقى تلك الزوجة حبيسة مطبخ تغسل الأواني و تهيئ وجبة العشاء و السحور طيلة شهر فضيل و كأنها غير معنية بفضائله و واجب عليها القيام بذلك لوحدها دون مساعدة باقي أهلها.

يا لها من أنانية قاسية بل في آخر يوم من شهر رمضان تبقى مستيقظة طوال الليل تهيئ مستلزمات يوم العيد من فطائر و حلويات و واجب عليها إيقاظ أفراد أسرتها صباحا…

و نفس الشيء يحدث معها أثناء عطلة الصيف فالجميع يسافر و يستمتعون بالعطلة بين سباحة و تنزه و سهر و قدرها ملازمة مطبخ و إعداد طعام طيلة يومها يا لها من أنانية !!! و هذا قليل من كثير فهي ملزمة باستقبال الاولاد بعد عودتهم من الدراسة بل هي من يهيئ لهم ما يحتاجونه قبل الذهاب للتمدرس.

أي ظلم هذا الذي تعيشه المرأة في مغربنا هذا، أين نحن من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رفقا بالقوارير ” و من حديث آخر ” لا يكرمهن إلا كريم و لا يهينهن إلا لئيم ” أي إهانة أكبر من جعل المرأة حبيسة مطبخ في كل الأوقات و المناسبات !!

https://anbaaexpress.ma/w3dj7

شكيب مصبير

كاتب وفنان تشكيلي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى