كشفت مصادر إعلامية عبرية، إن حكومة نيتنياهو تجري مباحثات مع الكونغو ودول أخرى لقبول مهاجرين من قطاع غزة.
وأفاد مصدر لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، من داخل مجلس وزراء إسرائيل المصغر إن “الكونغو ستكون مستعدة لاستقبال مهاجرين، ونحن نجري محادثات مع آخرين”. ولم يذكر المصدر البلدان الأخرى التي تجري معها إسرائيل مباحثات في هذا الشأن.
ونسبت الصحيفة لوزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل القول أمام الكنيست الثلاثاء: “في نهاية الحرب سينهار حكم حماس، ولن تكون هناك سلطات بلدية، وسيعتمد السكان المدنيون بشكل كامل على المساعدات الإنسانية. لن يكون هناك عمل، وستتحول 60% من الأراضي الزراعية في غزة إلى مناطق عازلة أمنية”.
وأضافت غملئيل، أن “تعليم الكراهية سيستمر في غزة، وأن شن المزيد من الهجمات على إسرائيل لن يكون إلا مسألة وقت”.
وأردفت بقولها: “مشكلة غزة ليست مشكلتنا وحدنا. يجب على العالم أن يدعم الهجرة الإنسانية (من القطاع)، لأن هذا هو الحل الوحيد.
وجدد اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، الدعوة إلى “هجرة” الفلسطينيين من قطاع غزة بغض النظر عن رأي الولايات المتحدة التي دانت صدور مثل هذه المواقف.
وكتب بن غفير الثلاثاء عبر منصة إكس: “الولايات المتحدة هي أفضل أصدقائنا، لكننا سنقوم قبل كل شيء بما هو لصالح دولة إسرائيل: هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح للسكان في الغلاف (البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود القطاع) بالعودة إلى منازلهم والعيش بأمان، وستحمي جنود” الجيش الإسرائيلي.
وفي نوفمبر الماضي، دعت غيلا غملئيل، المجتمع الدولي إلى “تشجيع إعادة التوطين الطوعي” للفلسطينيين “خارج قطاع غزة… بدلاً من إرسال الأموال لإعادة إعمار” القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر.
وفي نَص نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، اقترحت غملئيل عضو حزب “الليكود” الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، “تشجيع إعادة التوطين الطوعي للفلسطينيين من غزة خارج قطاع غزة”.
كما انتقدت الوزيرة الإسرائيلية وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وكتبت: “بدلاً من إرسال الأموال لإعادة إعمار غزة أو للأونروا الفاشلة، يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد على تمويل إعادة التوطين ومساعدة سكان غزة على بناء حياتهم الجديدة في بلدانهم المضيفة الجديدة”.
وتابعت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية قائلة: “لقد جربنا العديد من الحلول المختلفة: الانسحاب (من المستوطنات في قطاع غزة)… وإدارة النزاع، وبناء جدران عالية على أمل إبعاد وحوش حماس عن إسرائيل. لقد فشلت جميعها”.
وأضافت: “سيكون ذلك مفيداً للجانبين: للمدنيين في غزة الذين يريدون حياة أفضل، ولإسرائيل بعد هذه المأساة الرهيبة”.
وندّدت الولايات المتحدة الثلاثاء، بتصريحات أدلى بها وزيران إسرائيليان بشأن عودة مستوطنين إلى غزة بعد الحرب الحالية مع “تشجيع” السكان الفلسطينيين على الهجرة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان إن “الولايات المتحدة ترفض التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير التي تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة”، واصفاً إياها بأنها “غير مسؤولة”.
وأعلنت كندا، الشهر الماضي، عن برامج هجرة “مؤقتة” لأقارب المواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين المتضررين من حرب غزة، لكنها حذّرت من أن مغادرة المنطقة ستواجه صعوبة، وتعتمد على موافقة إسرائيل.
وقال وزير الهجرة الكندي مارك ميلر، في مؤتمر صحافي، إن الإجراءات تشمل توسيع معيار الأهلية لإخراج المواطنين والمقيمين الدائمين وأفراد أسرهم المباشرين من المنطقة.
وأضاف: “هذا المعيار يسمح لنا بإخراج مجموعة أكبر من الأشخاص الذين قد لا يكونون مقيمين دائمين أو كنديين، لكنهم يمثلون في جميع المقاصد عائلة الأشخاص المقربين من كنديين”.
وأشار ميلر إلى أن مئات الأشخاص يمكن أن يستفيدوا من البرنامج. وقالت الحكومة إنه حتى الثالث من ديسمبر وصل أكثر من 600 شخص تم إجلاؤهم من غزة إلى كندا.
وتابع: “الإسرائيليون لهم القرار، وسيفحصون الأشخاص، ويقررون ما إذا كانوا سيغادرون أم لا. ليس لدينا أي ضمانات حتى الآن، وسيكون علينا إجراء مناقشات”.
وتواصل إسرائيل عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر وتواصل الاشتباكات بين المقاومة وقوات الإحتلال وسط ازمة إنسانية متفاقمة بالقطاع.
تعليق واحد