آراءالشرق الأوسطمجتمع

من تحت القصف والنار.. ليالي غزة

كن مسيحيا لاتكن صليبيا ..كن يهوديا لاتكن صهيونيا... كن مسلما لاتكن داعشيا.. كن بوذيا لاتضطهد الروهينجا

فهذه رسالة جاءتني من أخت فاضلة من خط النار في غزة رأيت أن أحافظ على كلماتها وردي عليها:

جهينة غزة: عام جديد دخل علينا .. قضينا اول لياليه تحت قصف صاروخي وقذف مدفعي رهيب .. كانت ليلتنا الماضية صعبة جدا، لم نعد نميز اي الليالي هي أشد وأقسى واوجع .. صوت المدفعية بات اقرب إلى مسامعنا الليلة من كل وقت مضى ..

وهذا يعني أن الاقتحام البري تجاوز ثلاثة أرباع خان يونس وبقي بينه وبين المنطقة الإنسانية قيد أنملة .. وهذا يعني أن الخوف والرعب سيزداد .. أما قصف الطيران فقد كان الليلة جنوني ..

أما الزنانة (طائرة بدون طيار) فصوتها المزعج قادر على أن يطرد النوم من عينيك طوال الليل وان يجعلك تجلس على فوهة بركان وان تحترق اعصابك وتصبح لهيبا يشتعل دون أن تنجح ولو للحظة واحدة بهدوء عارض أو سكينة تستجمع فيها ما تبقى منك.

بعد صلاة الفجر بكيت حرقة نتيجة قصف الطيران المتوالي والعنيف وتساءلت لماذا يحدث كل هذا؟
هل هو عقاب من الله تعالى لنا بأن دمر غزة تدميرا؟ أم هو ابتلاء ليمتحن المؤمنين منا؟ ام هو سنة كونية وقانون إلهي أن لكل أمة أجل وكتاب؟

تساءلت أليس فينا رجل صالح يدعو فيستجيب الله له بأن يرفع هذا الكرب العظيم عنا؟ أم أن الدعاء لا يستجاب لأن هذا آوان الفعل والعمل، فأمة المليار ونصف مسلم كان يجب عليها نصرتنا ولكنها لم تفعل، فلا يستجاب معها اي دعاء، سوى ما يدعوه الفرد لنفسه بأن ينجو هو وعائلته من حرب اكلت الاخضر واليابس؟

وتساءلت من اين يأتيني هذا اليقين بأنني سانجو من هذه الحرب انا وعائلتي واهلي واننا سنخرج منها سالمين غانمين لا فاقدين ولا مفقودين؟

وتساءلت هل الله راض عني ام غاضب؟ هل يحبني أم عندما جعل هذه البقعة من الأرض مكاني ومقامي؟
وتساءلت أين الحقيقة في كل ما نسمعه ونشاهده ونعايشه؟

وتساءلت هل سيأتي ذلك اليوم الذي سأحمد الله فيه على نعمة الأمن والأمان والنوم؟

وفي خضم كل هذه التساؤلات والتي بدت بدون إجابات جازمة أو قاطعة .. بكيت وإسترجعت وحمدت الله على نعمه التي أنا فيها .. فأنا أفضل حالا من كثير من أبناء شعبي المشرد في العراء وخيم النزوح.

جهينة من تحت القصف والنار

خالص جلبي: المكرمة جهينة غزة : وأنا اقرا كلماتك الحزينة مرت في مخيلتي ايضا صورا حزينة عبر التاريخ من الفزع الاعظم. فلسطين حاليا محرقة لم تعرف الهدوء الا مع العهدة العمرية إلى مذبحة القدس الكبرى مع الحملة الصليبية الاولى عام 1099 م.

ففي عام 16 هـ، سافر الخليفة عمر بن الخطاب إلى القدس لتسلم مفاتيح المدينة. من شوال 15 هـ، الموافق نوفمبر 636 م إلى ربيع الأول 16 هـ، الموافق ابريل 637 م.

الفتح الإسلامي لمدينة القدس أكد توطيد السيطرة الإسلامية على فلسطين والسيطرة التي لم تهدد مرة أخرى حتى الحروب الصليبية في أواخر القرن الحادي عشر وعبر القرن الثالث عشر.. وبقيت الحمى المجنونة في سبع حملات استغرقت 171 سنة مع اسر الملك لويس في المنصورة (بحار سفن الحملة الصليبية السابعة إلى مصرلويس التاسع ملك فرنسا. في 24 جمادى الأولى 646 هـ، الموافق في 25 أغسطس 1248م، أبحر لويس من مرفأ إيجو-مورت (بالفرنسية: Aigues-Mortes)‏ وتبعته سفن أخرى من نفس المرفأ ومن مرسيليا.

كان الأسطول الصليبي ضخماُ ويتكون من نحو 1800 سفينة محملة بنحو 80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم) ثم حملة بيبرس الشركسي لتطهير فلسطين من بقايا القلاع الصليبية.

وبمناسبة هناك معلومة لايعرفها إلا الباحثون في ظلمات التاريخ أن لمعان معركة حطين واسترداد القدس على يد الكردي صلاح الدين انتهت بإعادة القدس على يد الملك الكامل أخو صلاح الدين إلى الملك الصليبي فردريك الثاني بموجب إتفاقية يافا هي إتفاقية وقعت بتاريخ (22 من ربيع الأول 626هـ = 18 من فبراير 1229م) بين فردريك الثاني و السلطان الكامل ناصر الدين محمد.. ثم هدات فلسطين ستة قرون تحت المظلة العثمانية.

حتى جاء الجنرال اللينبي ثم تكلل الخسوف الكامل مع وعد بلفور وتدفق الصهاينة مع غش عدد كبير من اليهود في العالم بارض تفيض لبنا وعسلا (وفي 11 ديسمبر/كانون الأول 1917م دخل الجنرال إدموند ألنبي القدس سيرا على الأقدام، بعد انسحاب العثمانيين الذين دامت سيطرتهم على هذه المدينة 400 سنة كاملة (1517-1917 وهو مانشاهده ايضا من قتلى يهود من فرنسا وبريطانيا وعجم وهنود. لقد اخطا اليهود جدا في حماقة تاريخية بزرع انفسهم على ظهر بارجة اوربية الى بحر يتفجر بتسونامي من حين لآخر ويغرق أكبر بارجة كما حصل مع حملة قوبلاي خان على اليابان عام 1266؟ 140 ألف رجل بقيادة اراكان اعظم قائد عسكري مغولي فاختفى في ايام ولم يعرف السر الا من قريب فقد افترسهم التايفون الريح الإلهية.

في قناعتي العميقة أن ياهو النتن غامر بعنقه في مستنقع لن يخرج منه الا الى السجن في احسن أحواله مرذولا، حتى لو استفحل القتل والدمار فالشعب الفلسطيني ماص للصدمات اعتاد الموت.

ومن لم يهب من الموت منح الحياة بدون تردد. ستمضي هذه الايام النحسات فقد عاشتها شعوب كثيرة. رسالتك الاخيرة عن غزة سوف تنشر في جريدة الاخبار وهذه ايضا مع تعليقي عليها.

حاليا أنا أجهز لخطبة الجمعة القادمة عن عذاب المسيحيين في التاريخ وكيف كانوا بحرقون مشاعل للوقود واخرون يلقون الى الوحوش الجائعة كما جاء في فيلم (كوفاديس) ومعناها اللاتيني الى اين؟ وكانت رسالة لبطرس الرسول ان يعود لروما فلا يغادر كي يصلب هناك؟.

عانى المسيحيون ثلاثة قرون وهو المغزى العميق من سورتي البروج تذكيرا بالمحارق وسورة الكهف البشرى بالانتصار المكلل فقد اعفوا في نومة طالت 300 سنة ميلادية و 309 هجرية كما جاء في اية سورة الكهف لبستيقظوا على النصر البهيج لكن مع ذلك وهو الخوف الاكبر من المنزلقات

فقد ضاع كثير من المسحيين في جدل لاهوتي عقيم كما يكرر الناس جدل بيزنطي ويضحكون كناية عن العبث؟ أو بالتورط في حروب صليبية كما ذكرت لك وورط الغرب اليهود مجددا في حملة صليبية ثامنة ستنتهي بالفشل كما انتهت من قبل السبع المثاني.

ولا ننسى الفضيحة العظمى في محاكم التفتيش التي حكم عليها البابا السابق الراحل البولندي كارول فويتيالا (يوحنا بولس الثاني) بانها سبة وعار في جبين المسيح وفتح الباب لبروستريكا داخل الكنيسة وفتح الباب الى 4500 ملف سري لاطلاع الباحثين على قباحة محاكم التفتيش التي إستمرت خمسة قرون بدء من عام 1478م بيد الاسبان وإمتدت إلى أوروبا قادها من اسبانيا المعتوه توركيمادا.

حتى انفجرت الثورة الفرنسية وقطعت بريطانيا راس الملك تشارلز الاول عام 1649 (تم إعدام تشارلز الأول بقطع رأسه يوم الثلاثاء 30 يناير 1649 خارج دار المآدب في وايتهول) ليبنى البرلمان وتحدد صلاحية الملك ولتولد الديموقراطية ويحبس البابا والفاتيكان في دولة مساحتها اربع كيلومترات.

بعد أن كان يقسم العالم بين البرتغال واسبانيا بخط وهمي عند جزر اللازور. إطمئني فالحفرة واسعة أمام إلتهام الحلم الصهيوني أما اليهود فلم يجدوا في تاريخهم السلام كما وجدوها في أرض المسلمين وحاليا أقل الأماكن أمنا في العالم هي دولة بني صهيون. أكرر أنا : كن مسيحيا لاتكن صليبيا ..كن يهوديا لاتكن صهيونيا… كن مسلما لاتكن داعشيا.. كن بوذيا لاتضطهد الروهينجا. بوركت أطلت عليك

https://anbaaexpress.ma/u828b

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى