آراءمجتمع

في زمن الفقاعات بامتياز..

سيطر الذكاء الاصطناعي على بني البشر ومزق آدميته وأحاسيسه

بقلم: محمد إسرا

في كثير من الأحيان نصادف واقعا معاشا وأشخاصا يقدمون لنا فرصا من أجل التغيير والتفكير في واقع درامي ومجتمع ينافق الصادق ويحب الخائن لا يسمو فيه سوى أصحاب الفقاعات الواهية.

فزمن التفاهة اليوم أصبح يعيش فيه العالم والمثقف والمواطن في عزلة تامة بعيدا عن المجتمع، والغريب هو من يغترب في وطنه وبين أحضان عائلته وأسرته، فلا شيء يعلو فوق صوت الإبتذال والانحلال وعالم المظاهر والأبهة يسيطر على عقول جميع فئات المجتمع لم يسلم منه حتى الصغار بدعوى العصرنة والتقدم التكنولوجي، حتى سيطر الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي على بني البشر ومزق آدميته وأحاسيسه عبر تطبيقات رقمية تقدم خدمات أو تحكمات، نقول أننا أصبحنا نفكر بعقول الآلات والماكينات التي هيمنت على كيانات البشرية والإنسانية جمعاء.

فإنسان اليوم لا تهمه قضايا حقوق الإنسان في العالم ومسألة السلام في بقاع الحروب والصراعات هو مستلب الشخصية الكونية ومطحون الإرادة الجماعية، منغمس في عوالم هلامية رقمية للترفيه والمتعة بشكل فرداني، وبعيد كل البعد عن الإنتاج الفكري للعقل البشري، حيث توقف زمن الحضارات المشيدة لخدمة الإنسان ومكنونات هذا الكون الفسيح الذي ينبض بالجمال والإبداع.

حاليا لابد من مواصلة الحوار والنقاش مع أجيال الحاضر والمستقبل بغية تنمية الأوطان والمجتمعات بوسائل عصرية ومبتكرة تواكب المستجدات وتتعايش مع المتغيرات العالمية، فلغة الصورة أضحت طاغية على لغات أخرى في حياتنا اليومية تكاد لا تفارق عيناك صور وخلفيات خيالية وحقيقية أثناء النوم واليقظة ترافقك طيلة يومك داخل البيت وخارجه، في طريق العمل وأثناءه، لا تستثني حتى لحظات حميمية وخاصة جدا، حقا تخنقك كل الصور والفيديوهات وتحبس أنفاسك وتحصيها عليك مع كل شهيق وزفير، فكيف يمكن الخروج من مأزق الكابوس المخيف ؟ وكيف السبيل نحو الإنعتاق والتفكير الإيجابي الحر ؟

وكيف يمكن أن يستعيد الإنسان إنسانيته وطابعه الإجتماعي المألوف حسب مقولة إبن خلدون الإنسان كائن إجتماعي بطبعه.

* صحافي مهني وإعلامي

https://anbaaexpress.ma/ltkdc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى