آراءثقافةمجتمع

الهوية المغربية المُرَكَّبة.. توجيهات منهجية لتحصينها

الهوية الوطنية مثل الأرض، لتحصينها يجب فرض سيادة الدولة، و منع تحويل مكوناتها إلى إقطاعيات محتكرة من طرف الأوليغارشيات الإيديولوجية.

مشروع التحصين هذا، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال ترسيخ البعد المعرفي لمكونات الهوية المغربية، و ذلك يمر عبر ثلاثة مداخل رئيسية:

– من خلال المدخل الأول، يجب تخليص اللغة العربية من الاختطاف الإيديولوجي القومي، فهي ملك لجميع المغاربة و ليست حكرا على أي طرف منهم، هي صناعة مغربية و ليست منتوجا مستوردا من المشرق، فلا فضل لابن مالك على ابن آجروم.

– من خلال المدخل الثاني، يجب تخليص اللغة الأمازيغية من الاختطاف الإيديولوجي العرقي، فهي كذلك ملك لجميع المغاربة (خطاب أجدير- دستور 2011) و ليست حكرا على أي قبيلة منهم، هي منتوج مغربي خالص، مثل شجرة الأركان تماما، و ليست صناعة كولونيالية في مخابر الأكاديمية البربرية.

– من خلال المدخل الثالث، يجب تخليص الإسلام من الاختطاف الإيديولوجي الإسلاموي، بجميع تياراته السلفية و الإخونجية و الصفوية و الطرقية، فهو ملك لجميع المغاربة و ليس حكرا على أي جماعة منهم.

الذكاء الجماعي المغربي هو الذي تمكن من صياغة التدين الإسلامي على منهج الغرب الإسلامي، تدين برهاني النزوع انسجماما مع منطق الإسلام و طبع المغاربة.

هذا التوجه المعرفي، يجب أن يتحكم في كل المؤسسات الدستورية المنوط بها تأطير مقومات الهوية الوطنية، من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلى أكاديمية اللغة العربية ( ما زالت مشروعا لم ينفذ و يجب أن ينفذ عاجلا) إلى المجلس الوطني للغات و الثقافة المغربية، إلى المجلس العلمي الأعلى.

لقد نجحنا في مأسسة مقومات هويتنا الوطنية، و يجب أن نفتخر بهذا الإنجاز الذي لا يتحقق إلا في الدول العظمى، المطلوب.

اليوم، هو تفعيل المؤسسات لتقوم بالدور المنوط بها، لمحاصرة المد الإيديولوجي الموجه، عن بعد، من طرف قوى الاستعمار الجديد التي حولت مقومات الهويات الوطنية، عبر العالم، إلى حصان طروادة تدك به حصون المجتمعات و الدول إيذانا بمحاصرتها ثم اختطاف قرارها السيادي الوطني.

https://anbaaexpress.ma/r7lky

إدريس جنداري

باحث أكاديمي و كاتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى