أفريقياالشرق الأوسطسياسة

الجزائر.. تتهم الإمارات بالقيام بـ “تصرفات عدائية” وتمهد لقطع العلاقات الدبلوماسية

أزمة حادة بين البلدين بسبب الهجوم الهمجي من طرف الإعلام الجزائري على أبو ظبي

بعد الحملة المسعورة، التي شنتها وسائل الإعلام الجزائرية التابعة للمخابرات العسكرية، على عدة دول عربية ومغاربية، وهجوما حادا على الإمارات العربية المتحدة، وعلى الدور الإستراتيجي الذي تلعبه في “شمال إفريقيا”.

تسببت هذه الحملة، في أزمة كبيرة، بين الجزائر والإمارات، وخلافات حادة بين البلدين بسبب الهجوم الهمجي والممنهج من طرف الإعلام الجزائري على أبو ظبي ومشاريعها التنموية، ومصالحها الجيوسياسية، وخصوصا بسبب علاقاتها مع الرباط.

مما دفع أبو ظبي إلى إتخاذ إجراء “جذري” تمثل في إعداد لائحة سوداء بأسماء الشخصيات الممنوعة من الإقامة على الأراضي الإماراتية، والتي تساهم في زعزعة استقرار أمن المنطقة، وتنتمي إلى مجال الإعلام والأحزاب السياسية، إلى جانب فاعلين اقتصاديين، كما شملت القائمة أيضا قادة عسكريين وشخصيات مدنية كانت مستقرة سابقا في دبي وأبو ظبي وغيرها من المدن الإماراتية.

هذا الإجراء العقابي، خلف سخط وغضبا شديدا، في الجزائر، حيث اتصلت الشخصيات الممنوعة من دخول الإمارات بوزارة الخارجية الجزائرية لمطالبتها بالتحرك والاحتجاج، وإيجاد حلول.

وحسب مصادر أنباء إكسبريس، أبوظبي، لم تعد تتسامح مع أي تجاوزات، ضد استهداف، قادتها ورموزها ومصالحها الجيوسياسية.

رد فعل النظام العسكري الجزائري

قامت مساء أمس، الجزائر بخطوة تصعيدية أخرى، حيث وجهت الرئاسة الجزائرية اتهامات مباشرة إلى دولة عربية لم تسمها، بالقيام بما وصفتها بـ”تصرفات عدائية” ضد الجزائر، في إشارة مباشرة إلى الإمارات العربية.

حيث عقد رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، يوم أمس الأربعاء 10 يناير، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، تمت فيه دراسة الوضع العام في البلاد، والحالة الأمنية المرتبطة بدول الجوار والساحل، وفقا لبيان نشرته الرئاسة الجزائرية.

وللإشارة، تشهد دول الساحل الإفريقي المجاور للجزائر، أزمات سياسية وأمنية متداخلة، نتيجة انتشار التنظيمات المتطرفة المسلحة وعصابات الجريمة المنظمة، المدعومة من عدة أطراف، لها مصلحة في زعزعة استقرار المنطقة، فضلا عن الانقلابات العسكرية والصراعات على السلطة.

وفي هذا السياق، أعرب المجلس الأعلى للأمن الجزائري، برئاسة عبد المجيد تبون، في بيانه، عن “أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق”، موجها الإتهام إلى “الإمارات” وفقا لمصادر جزائرية موثوقة.

وهذا التصعيد والإتهام الخطير، يعتبر بمثابة ردة فعل ومؤشر مهم، في تأزم العلاقات الجزائرية – الإماراتية، مما يؤكد بأن الجزائر تمهد الطريق نحو اتخاذ خطوات أكثر تصعيدا، ومن بينها قطع العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة.

كما سبق أن اتهمت الجزائر، الإمارات المتحدة بأنها تمارس ضغطا رهيبا على موريتانيا، من أجل الإعتراف بـ”إسرائيل”، واتهمت موريتانيا بالرغبة في التخطيط لاستضافة قاعدة عسكرية إماراتية على حدودها مع الجزائر بمساعدة من إسرائيل.

وأكثر من ذلك، اتهمت الجزائر اللواء خليفة حفتر رفقة ابنه، بقيادة عصابة لترويج المخدرات، من أجل إغراق الجزائر بالآلاف الأقراص المهلوسة، وبأن الإمارات العربية المتحدة، وراء ذلك وتدعم جهات معادية للجزائر في دولة ليبيا من أجل إغراق الجزائر بالمخدرات.

كما اتهم النظام العسكري الجزائري، بأن هناك، مشاريع عسكرية وأمنية أبرمت بين المملكة المغربية والإمارات لخلق تفوق إستراتيجي للمغرب في المنطقة واستهداف الجزائر.

ووفقا، لعدة تقارير، تؤكد بأن هذه المراوغات الجزائرية، هي بروباغندا تسويقية، واستراتيجية لترويج حملة انتخابية، وتبون بدأ مبكرا حملة انتخابية لعهدة رئاسية ثانية، وللحصول على مزيد من المتابعين، وكسب عقول وقلوب الجزائريين.

كما يرجح أغلب الخبراء السياسيين، بأنها محاولة جزائرية فاشلة للتغطية على أزمات داخلية كثيرة، عجز النظام العسكري عن إيجاد حلول لها، كما توضح فشل سياسية “تبون” وكذبه على الرأي العام بخصوص “الجزائر الجديدة”.

والعلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والإمارات، ودول الجوار وصلت إلى مستوى منخفض جدا، وإلى تدهور كبير، بسبب السياسية العدائية للجزائر، التي لا تخدم مصلحة الشعب الجزائري، ولا مصلحة المنطقة المغاربية.

https://anbaaexpress.ma/x2pf7

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي، خبير في الشأن المغاربي، مدير عام مؤسسة أنباء إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى