
تم تداول فيديو بشكل واسع عبر وسائل التواصل الإجتماعي، يظهر فيه إهداء ما يسمى بـ”العبيد” لنجلة رئيس مجلس المستشارين “النعم ميارة” خلال حفل زفافها، وعرف هذا المقطع استياء شديد من طرف الرأي العام المغربي والإقليمي.
وللإشارة، أظهر مقطع الفيديو، فنانا شعبيا يخاطب الحاضرين في الزفاف بالقول: “صداق لأسماء ابنة النعمة ابن عبداتي هاته الخضريات رفعو اديكم”.
فأجابت “الخضريات”، بالقول: “ساويهانَّ ولدن وساوينها أهل ميارة ساويينها لنساب”، أي بمعنى “يستحق ذلك إبننا يقصدون الزوج وأهل ميارة أي الأصهار”.
وبخصوص مصطلح “خضريات” يعني بالحسانية “إماء”، خادمة من العبيد تشتغل في البيوت الكبيرة وهي مسخرة لكل شيء “عبدة”.
وأثار، هذا المقطع حفيظة الحقوقيين والنشطاء، كيف يعقل هذا ؟ وفي سنة 2024 !؟، وفي بلد يترأس لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وقد طالبوا بالتحقيق في إهداء “عبيد” لابنة النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين خلال زفافها.
ورغم الفضيحة، والضجة التي خلفتها هذه الواقعة الغريبة على المجتمع المغربي، لم يصدر أي توضيح أو تكذيب من طرف رئيس مجلس المستشارين، الذي أساء إلى المملكة المغربية، بحكم منصبه الحساس.
وقد طالبت عدة منظمات حقوقية وحزبية، بفتح تحقيق نزيه ومستعجل واتخاذ الإجراءات الفورية في حق المتورطين في هذه الجريمة التي شهدها زفاف نجلة رئيس ثاني مؤسسة تشريعية في الدولة، والذي يسيء لصورة الدولة المغربية في الداخل والخارج.
ووفق خبراء في حقوق الإنسان، يعتبر هذا الفيديو، صدمة كبيرة، وهذا الحادث الشاذ، والشنيع يضرب عرض الحائط المنجزات المهمة التي حققتها المملكة المغربية، ويتعارض مع المسار الحداثي والتطوري الذي تسعى إليه المملكة، خصوصا وأن المغرب عين مؤخرا رئيسا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
والغريب في هذه الواقعة، تم ادراج “عبيد” في الهدايا التي قدمها العريس، من أصل موريتاني لعروسته إبنة النعم ميارة، وتم قبول جميع الهدايا حتى “الآدمية”، من طرف عائلة ميارة رغم ان المغرب قد قطع منذ زمان مع ظاهرة العبيد.
ويعتبر هذا الفعل، إعادة إنتاج علاقات العبيد والأسياد، وإهانة للقيم الإنسانية وانتهاكا صارخا لمبادئ حقوق الإنسان ولدستور المملكة المغربية، ولكل الاتفاقيات الدولية التي صادقة عليها المملكة المغربية.
وجدير بالذكر، يتواصل الجدل بشأن شريط فيديو، الذي لا تتجاوز مدته 18 ثانية، الملتقط خلال حفل زفاف ابنة رئيس مجلس المستشارين، “النعم ميارة” ويظهر تقديم هدايا عبارة عن “عبيد”.