شنت وسائل الإعلام الجزائرية التابعة للمخابرات العسكرية، منذ مدة حملة مسعورة، وهجوما حادا على الإمارات العربية المتحدة، وعلى الدور الإستراتيجي الذي تلعبه في المنطقة، “شمال إفريقيا”.
وقد تجددت الحملة الجزائرية المسعورة، على الإمارات بعد زيارتين مهمتين إلى أبوظبي، الأولى للعاهل المغربي الملك محمد السادس وانتهت باتفاقيات كبرى وغاية في الأهمية، مشاريع تنموية بين المملكة المغربية والإمارات المتحدة، والثانية للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي حظي بحفاوة كبيرة واهتمام غير مسبوق في أبوظبي.
حيث اتهمت الجزائر، عبر إعلامها المجند، بأن هناك مؤامرة في محاولة اللعب بأمنها واستقرارها فاستعانت بالمغرب، بتعاون مع إسرائيل لضرب الجزائر عبر تجنيد عناصر إرهابية، تنتمي إلى تنظيم داعش.
وأشارت إلى أنه تم تجنيد أكثر من 5750 عنصرا بينهم 1150 ينشطون رسميا، لصالح المخابرات المغربية، وتقوم إسرائيل بعملية التنسيق بين الدولتين من أجل استهداف منشآت حساسة في جنوب الجزائر.
كما توسعت الحملة الجزائرية لتشمل دولا مختلفة غير الإمارات المتحدة والمملكة المغربية وإسرائيل مثل موريتانيا وليبيا..
حيث اتهمت الجزائر، الإمارات المتحدة بأنها تمارس ضغطا رهيبا على موريتانيا، من أجل الإعتراف بـ”إسرائيل”، واتهمت موريتانيا بالرغبة في التخطيط لاستضافة قاعدة عسكرية إماراتية على حدودها مع الجزائر بمساعدة من إسرائيل.
وأكثر من ذلك، روج الإعلام الجزائري العسكري، بأن اللواء خليفة حفتر رفقة ابنه يقود عصابة لترويج المخدرات، من أجل إغراق الجزائر بالآلاف الأقراص المهلوسة، وبأن الإمارات تدعم جهات معادية للجزائر في دولة ليبيا من أجل إغراق الجزائر بالمخدرات.
وجند النظام العسكري الجزائري، زعيمة حزب العمال الجزائري لويزة حنون، من أجل الإنضمام إلى موجة التصعيد السياسي والإعلامي المناهضة لمشاريع أبوظبي والرباط.
حيث اتهمت لويزة حنون، في مؤتمر صحفي عقدته، بعد لقائها مع عبد المجيد تبون، دولة الإمارات بقيادة مخططات تآمرية وتحريضية ضد الجزائر، خاصة في دول الحدود الجنوبية، وبأن الإمارات تقوم بتعبئة مالية للتأثير على الرأي العام الأفريقي ضد بلدها، وأضافت الأمر الذي يستدعي مراجعة شاملة للعلاقات مع الإمارات ومصالحها في الجزائر.
مؤكدة بأن هناك، مشاريع عسكرية وأمنية أبرمت بين المملكة والإمارات لخلق تفوق إستراتيجي للمغرب في المنطقة واستهداف الجزائر.
ردة فعل الإمارات العربية المتحدة
بعد حدة الأزمة السياسية بين الإمارات والجزائر، كشفت عدة تقارير إماراتية، بأن الطائرات الإماراتية، المتجهة إلى المغرب أصبحت تتجنب المرور فوق الأجواء الجزائرية.
ويؤكد عدد من المراقبين للشأن الإمارات، بأن هناك أزمة كبيرة، بين الجزائر والإمارات العربية المتحدة، ووجود خلافات حادة بين البلدين بسبب الهجوم الهمجي والممنهج من طرف الإعلام الجزائري على أبو ظبي ومشاريعها التنموية، ومصالحها الجيوسياسية، وخصوصا بسبب علاقاتها مع الرباط.
وفي سياق الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، كشفت تقارير متخصصة في الشأن الاستخباراتي، وأكدته عدة مصادر دبلوماسية، بأن الحملات السياسية والإعلامية الهمجية “العنيفة” التي شنتها جهات إعلامية رسمية، جزائرية ضد الإمارات وسلطاتها، دفعت أبو ظبي إلى اتخاذ إجراء “جذري” تمثل في إعداد لائحة سوداء بأسماء الشخصيات الممنوعة من الإقامة على الأراضي الإماراتية.
وتؤكد المصادر، بأن الأسماء الممنوعة تنتمي إلى مجال الإعلام والأحزاب السياسية، إلى جانب فاعلين اقتصاديين، وأضافت أن القائمة شملت أيضا قادة عسكريين وشخصيات مدنية كانت مستقرة سابقا في دبي وأبو ظبي وغيرها من المدن الإماراتية، مبرزا أن الأمر يتعلق بـ”لائحة سوداء” للممنوعين من الحصول على التأشيرة، ويعتبر هذا القرار الإماراتي اجراء عقابي وتاديبي.
مما خلف سخط وغضبا شديدا، في الجزائر، حيث اتصلت الشخصيات الممنوعة من دخول الإمارات بوزارة الخارجية الجزائرية لمطالبتها بالتحرك والاحتجاج، مما دفع السفير الجزائري في أبو ظبي إلى طلب توضيحات، كما أجرى لقاءات رسمية مع السلطات الإماراتية لإيجاد حلول.
وأكدت مصادر خاصة لأنباء إكسبريس، بأن أبو ظبي، لم تعد تتسامح مع أي تجاوزات، ضد استهداف، قادتها ورموزها ومصالحها الجيوسياسية، خصوصا الحملات الممنهجة والعنيفة، من طرف الإعلام العسكري الجزائري، والتي يتم السماح بها من السلطات الجزائرية.
وجدير بالذكر، النظام الجزائري، يفقد الوعي، ويتخبط في الفساد، وتثير هذه الاتهامات الجزائرية للإمارات، والمغرب وموريتانيا وليبيا..، عدة تساؤلات؟، حيث يرجح أغلب الخبراء السياسيين، بأنها محاولة جزائرية فاشلة للتغطية على أزمات داخلية كثيرة، عجز النظام العسكري عن إيجاد حلول لها بالرغم من الإرتفاع الكبير في عائدات النفط والغاز، بالإضافة إلى تلميع صورة تبون.
2 تعليقات