آراءمجتمع

ألم تيأسوا في مسعاكم “الغبي”؟ (1-2)

بقلم: عبد السلام شركوك

في ظروف دقيقة تعيشها بلادنا، تتسم بجسامة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، طغى على السطح، نقاش عمومي كبير إثر اعتقال “قياديين” في حزب الأصالة والمعاصرة يتحملان مسؤوليات تنظيمية وانتخابية، وبصرف النظر عن بلاغ رئاسة المجلس الوطني الذي وضح موقف الحزب اتجاه الموضوع، وجب تسجيل موقف يتعلق بالتعبير عن الأسف لما نعاينه من استغلال سياسوي دنيء وظفته جهات وأشخاص اعتادت استهداف حزب الأصالة والمعاصرة منذ نشأته.

لا نحتاج لكثير من العناء في طرح الرؤى التي توضح أن حزب الأصالة والمعاصرة ولد في بيئة سياسية وحزبية معادية له منذ اللحظات الأولى لمخاضه، لكن عزاؤنا أن هذا المناخ المعادي أكسب الحزب مناعة لا يَتَّصِفُ بها يقينا باقي الفرقاء، وربما هي السر في تحقيق كل نجاحاته السياسية السابقة رغم حداثته.

وهذه المناعة القِيمِيَّة تَجْعَلُ الدفاع على كيان الحزب ومشروعه “فرض عين” على كل مناضلات ومناضلي الحزب من حملة مشروع التأسيس الذين لم يبدلوا تبديلا اتجاه الهجوم الذي يتعرض له اليوم بشكل غير موضوعي، مع ضرورة التقيد بمبادئه خاصة تلك التي تفرض الاحترام التام لمؤسسات الدولة القضائية والأمنية والثقة في مهنيتها واستقلاليتها.

من البديهيات أن يواجه الحزب -بعد زهاء ثلاثة عشر سنة من المبادرات الجادة في الارتقاء بالمشهد السياسي الوطني، من خلال طرح مشروع تقدمي حداثي بديل وطموح- ضد محاولات لتنميط السلوكيات الاجتماعية و العقدية لمجتمعنا الوسطي المعتدل عبر استجلاب مشاريع سياسية ودينية مستوردة من الشرق في منتصف العقد الأول من القرن الجاري، كما كان من الطبيعي أن يترعرع هذا الحزب الفتي في بيئة معادية وممانعة ومتحاملة، مما جعلنا بشكل ساخر نعتبر مثل هذه التحاملات المجانبة للصواب من طبائع الأمور!!!!!

إن النتائج الانتخابية المبهرة التي طبعت مسار الحزب في الانتخابات المتتالية منذ مشاركته الأولى، ومساهماته الفاعلة والجدية في تدبيره الترابي نتيجة مخرجاتها، فضلا عن مشاركته الحكومية الأولى بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة بنفس اجتماعي صادق، وفي سياق متسم بالأزمات والاضطرابات، ناهيك عن تجليات الحكامة والجدية التي أعرب عنها وزراء الحزب سواء في خطاباتهم أو مبادراتهم الفريدة التي انعكست بالإيجاب.

فنجح إثر ذلك ولحدود اللحظة أغلب وزراء الحزب في تدبيرهم للقطاعات التي يتحملون مسؤولياتها، مثل الأخت فاطمة الزهراء المنصوري من خلال إشرافها على إطلاق الدعم المباشر لاقتناء السكن، ناهيك عن ضرباتها المتتالية للوبيات التعمير ومباشرة هدم قلاع المصالح في قطاع حيوي يُعَدُّ من أعمدة وقاطرات معدلات النمو، والأخ مهدي بنسعيد الذي نجح في حَل ملف الأطر المساعدة الذين كانوا يتقاضون ما قيمته 1080 درهما سنويا، أي ما يعني 90 درهما شهريا منذ سنة 1977 -وهذا الملف لوحده يكفيه طيلة ولايته- دون الحديث عن باقي منجزاته في الصناعة السينمائية والثقافية و دور الشباب وغير ذلك.

والأخ يونس السكوري الذي شهد له الجميع بالتميز والنجاعة والنجاح بدون استثناء -وخاصة رؤوس الأشهاد في النقابات- وذلك في تدبيره للملفات الحارقة المتعلقة بالحوار الاجتماعي، ومساهمته الجادة والفاعلة في محاولة حل القضايا العادلة لنساء ورجاء التعليم، وقبلها إطلاقه برامج المبادرة المقاولاتية.

أما الأوراش التشريعية للأخ الأمين العام بصفته وزيرا للعدل فهي تتحدث عنه دون النبس ببنت شفة.. لكل ذلك -وغيره كثير- لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمحى النجاح والتفرد والتميز بثرثرات متناثرة هنا وهناك في مختلف الوسائط الإعلامية والاجتماعية.

إلا أن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا المقام: ماذا بوسع الحزب أن يفعل وموضوع مثل هذا يأخذ مساره الطبيعي دون زيادة أو نقصان؟ لذلك ومع استحضار السياقات التنظيمية، يتحتم علينا أن نكمل الاستعداد من أجل إنجاح محطة المؤتمر الخامس، والتوجه نجو تدشين مرحلة جديدة بشعار استعادة المبادرة من خلال بلورة أجوبة حقيقية لمختلف الإشكالات التي تعرفها بلادنا، دون النظر إلى هرطقات المتحاملين الحاقدين، مع مخاطبة ضمائرهم الزائغة: ألم تيأسوا في مسعاكم “الغبي” الرامي بلا بصيرة إلى الإقصاء؟

https://anbaaexpress.ma/mtv4c

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى