تحتفل ليبيا بمرور 72 عاما من الاستقلال في 24 ديسمبر 1951، فقد أعلن الملك إدريس السنوسي، من شرفة قصر «المنار» ببنغازي استقلال ليبيا، وقال في خطاب الاستقلال: “نعلن للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة لجهادها، وتنفيذًا لقرار هيئة الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر 1949، قد تحقق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة”.
وقد توج ذلك مسيرة طويلة من نضالات الآباء والاجداد في مواجهة الاستعمار الإيطالي، الذي اراد أن تكون ليبيا الشاطئ الرابع لايطاليا.
بالإضافة، إلى الإستعمار البريطاني والإستعمار الفرنسي والإستعمار الأمريكي، والقواعد العسكرية الجاثمة فوق أرضنا الحبيبة!
هذا الاستقلال الذي اجهض مؤامرة “بيفن سيفورزا ” البريطانية الفرنسية والايطالية في 10 مارس من العام 1949، والذي أراد فرض الوصاية وتقاسمهم ليبيا من خلال الاتي:
– إقليم طرابلس الغرب تحت الوصاية الإيطالية.
– إقليم برقة في الشرق تحت الوصاية البريطانية.
– إقليم فزان في الجنوب تحت الوصاية الفرنسية.
على أن يمنح الاستقلال بعد عشر سنوات والموافقة على مؤامرة الوصاية، وفي محاولة لخداع الليبيين ولكن رفض وإصرار الليبيين لهذه الوصاية، أحبط تلك المؤامرة من خلال المظاهرات والرفض الشعبي والمفاوضات والمساعي لحشد الدعم، اثمرت، حتي وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 م الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952م.
وبعد نيل الاستقلال مرت ليبيا بمراحل تجارب سياسية، لم تخلو من الأزمات وعدم الإستقرار الحكومي، حيث شهدت تغييرات من عام 1951 حتي 1969حيث وصلت إلى 12 حكومة وتعديلات وزارية.
ومنذ عام 1969 حكم العقيد معمر القذافي الذي استمر طيلة 42 عاما، وشهدت أحداث ومراحل تنموية من خلال عائدات النفظ واستقرار سياسيا داخليا، وخلافات خارجية حتي ثورة 17 فبراير 2011 وانتهاء الحكم، وبداية مرحلة جديدة في تاريخ ليبيا.
ورغم ذلك، ومع مرور 12 عاما لازالت ليبيا تعاني من الفوضي السياسية والانقسام المجتمعي، والتدخلات الخارجية.
متي يستفيد الليبييون من التجارب السابقة
إذا ما قارنا الوضع التي تشهدها ليبيا منذ 12 عاما، بعهد المملكة والجماهيرية، فان الفرق كبير، وبما يؤكد عدم الاستفادة وفهم معاني الاستقلال والتضحيات التي قدمت من أجله!
وفي ظل المتغيرات التي يشهدها العالم من أزمات اقتصادية وسياسية ، والاوضاع التي آلت لها ليبيا وأهمها “الفساد” الذي أصبحت ليبيا في مقدمته، مما انعكس سلبا على حياة المواطن الليبي، من انحدار المستوي المعيشي وانعدام الخدمات وانتشار البطالة لدى الشباب.
وسياسيا لم يتمكن الليبيين من التوافق على إجراء الانتخابات واقرار الدستور، والسبب هو أن البعض جعل من الاستقلال والثورة مزيادات وتصفية حسابات لإيجاد مصالح ضيقة، هذا ماجعلنا نتأخر ونفقد بوصلة الوطن!
مما افسح المجال للتدخلات الخارجية والتي يقودها سفراء دول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وصراع القوى الكبرى على التراب الليبي والتواجد العسكري الأجنبي.
ليس امام الليبيين بكل توجهاتهم وافكارهم الا الإقناع بضرورة التفكير في بناء دولتهم، ونبذ الخلافات والاستفادة من ايجابيات المراحل التاريخية التي حققها الاباء والاجداد في تلك الظروف القاسية والمعاناة حتى حققوا الاستقلال لكي يضعوها أمامنا، من أجل الحفاظ على ليبيا التي تمتلك إمكانيات و ثروات طبيعية وموقع استراتيجي يربط أوروبا وأفريقيا وشرق وغرب القارة.
فالاحتفال بالاستقلال والثورة هو إعادة التذكير للأجيال من أجل الحفاظ على الوطن!