حرب غزة والإحتلال الإسرائيلي، سابقة في تاريخ الحروب، لم يشهد العالم مثل هذه الحرب، ليست حرب منطقة الشرق الأوسط، بل هي حرب يعيشها العالم بأكمله.
حرب 7 أكتوبر الماضي، التي إنطلقت تحت إسم طوفان الأقصى، خاضتها المقاومة الفلسطينية، بكل فصائلها، ضد العدوان الإسرائيلي المحتل، الذي إستمر وتجاوز كل الخطوط الحمراء منذ سنين، تجاه الشعب الفلسطيني، وخصوصا ساكنة قطاع غزة.
حرب إنطلقت شرارتها لأسباب عديدة..، وصل الغليان إلى القمة، والظلم إلى مستويات كبرى، لا يمكن للإنسان تحمله.
طوفان الأقصى.. الحرب الكاشفة
طوفان الأقصى، كشف جميع الأقنعة، أولها الكيان الصهيوني، الذي سوق للعالم، بأنه لا يقهر (القبة الحديدية)، و بأنه يملك قوة السماء والأرض والبحر والجو، ويملك قوة سبيرانية لا يمكن هزمها أبد (فن البروباغندا) المدعومة.
حيت تمكنت عناصر المقاومة الفلسطينية، من التسلل واقتحام مستوطنات والسيطرة عليها وأسر وقتل عشرات الجنود الإسرائيليين.
وحقيقة الأمر، إسرائيل كيان متواضع يستمد قوته من جهات أجنبية غربية، لها سياستها ولها مصالحها في المنطقة، تحافظ عليها بكل الطرق (المكيافلّية).
إسرائيل هي لاعب جيد في منطقة الشرق الأوسط، دركي يقوم، بمهام تطلب منه، لا يعرف القيم ولا الأخلاق، ولا مبادىء الحدود.
حرب طوفان الأقصى، كسرت المعتاد، وهذا أصبح واضحا جدا، خصوصا عندما تجاوزنا 45 يوما، ومزال الإحتلال لم يحقق شيئا، على الأرض.
كما وثّقت عدة مقاطع مصورة انتصارات المقاومة الفلسطينية في إسرائيل، بشكل احترافي.
وجدير بالذكر، أجبرت المقاومة الفلسطينية جيش الإحتلال الإسرائيلي من التراجع في عدة محاور رئيسية من قطاع غزة، بعد معارك ضارية مع مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية.
في المقابل يقوم الإحتلال الإسرائيلي المدعوم بقوة، بقصف مكثف وعنيف، وبشكل مستمر يستهدف، يوميا العشرات من المدنيين العزل، خصوصا الأطفال والنساء والشيوخ، كرد فعل على خسائره التي يتلقاها من طرف المقاومة الفلسطينية الباسلة، أصحاب الأرض والقضية.
إسرائيل، دخلت رسميا مرحلة العد التنازلي، وتعيش بشكل فعلي حرب الاستنزاف المدمرة، مثل حرب قناة السويس، إسرائيل بجبروتها أصبحت مثل الديك المذبوح.
طوفان الأقصى.. أسقط الأقنعة
سقطت جميع الأقنعة، في كل الأصعدة والمجالات، خصوصا على مستوى المثقفين والمفكرين والحقوقيين..، بما يعرف بأصحاب المبادئ وأصحاب الدفاع عن حقوق الإنسان، وأصحاب الاسطوانة المشروخة، شهد العالم انبطاح غير مسبوق لهذه الفئة إلا من رحم ربي.
أما تجار القضية الفلسطينية، ظهرت أهدافهم ونواياهم، يعملون صباح مساء على مبدأ خالف تعرف، يغردون خارج السياق والسرب.
أما على مستوى الدول، فالواقع لم يتغير، هناك أخد وعطاء، وازدواجية المعايير واللعب على الحبلين، سيناريو مكشوف، هناك دول جاهرت بفسقها وعدوانها للعلن، دون أن تبالي.
رغم كل هذا هناك مواقف قوية، وتؤمن بالقضية الفلسطينية، وتشاطر شعوبها، وتسمح لهم بالتنديد يوميا، ويعبرون عن آرائهم، بكل حرية، المملكة المغربية، نموذجا.
موقف المملكة المغربية، من حرب غزة كان واضحا، وقويا تجاه العدوان الإسرائيلي، وسباقا للتنديد بما يقع للشعب الفلسطيني الشقيق، بالإضافة، المغرب كان السند الدائم لدولة فلسطين، يساهم بدعمها ماديا ومعنويا، على مدار السنة، ومنذ عقود، ويحافظ على استمرار عرقها وحضارتها وثقافتها، التي يستهدفها، الكيان الصهيوني، بشكل يومي.
أصبح من الواجب، على كل شخص من موقعه التعبير عن رأيه بشكل حر وسليم، أن يحترم الإنسانية، قطاع غزة يتعرض إلى إبادة جماعية، واستهداف ممنهج، لكن المعادلة تغييرت العالم بأكمله أصبح يؤمن بالقضية الفلسطينية، وبحق الشعب الفلسطيني، وبعدالة قضيته.
الآن إسرائيل والأنظمة الغربية، التي تدعمها، تعمل بكل الطرق والوسائل على الإستمرار في حربها الوحشية ضد قطاع غزة وسكانها المدنيين، من أجل تحقيق إنتصار نسبي، وإلحاق الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية، الشجاعة وتصفية رموزها، حتى لو بشكلٍ رمزيّ.
تعليق واحد