بدر شاشا
يعتبر زواج القاصرات في المغرب ظاهرة اجتماعية تتجاوز حدود الثقافة وتتداخل مع قضايا مستوى الحياة والظلم الاجتماعي. يُلقي هذا الظاهرة الضوء على الأثر السلبي للفقر وضياع المستقبل على حياة الفتيات، حيث يتم استخدامهن كأدوات لخدمة الأب دون مراعاة لحقوقهن الأساسية وتطلعاتهن المستقبلية.
تعاني الكثير من الأسر المغربية من الفقر، مما يدفع ببعضها إلى تزويج القاصرات بهدف تحسين الأوضاع المالية. هذا السيناريو يكشف عن الجانب الاقتصادي للمشكلة، إذ يُظهر كيف يتم استغلال الفتيات في سن الزهور لتحمل عبء الأعباء المالية.
إضافة إلى الجوانب الاقتصادية، يكمن الظلم في هذا السياق في انتهاك حقوق الفتاة القاصرة وحرمانها من حياتها الطبيعية والتعليم وفرص التطوير الشخصي. الزواج في سن مبكرة يعرضها للمخاطر الصحية والنفسية، مما يؤثر على مسيرتها الحياتية.
علاوة على ذلك، يعني زواج الفتاة القاصرة لخدمة الأب تضييع فرصة للمستقبل. تفتقد هذه الفتيات إلى فرص التعليم والتأهيل اللازمة لتحقيق تطلعاتهن الشخصية والمهنية.
يتم تحويل حياتهن إلى دور الأم وزوجة في سن صغيرة، مما يؤثر على تطورهن النفسي والاجتماعي.
لمواجهة هذه الظاهرة، يتطلب الأمر تعاوناً شاملاً من المجتمع والحكومة. يجب تعزيز الوعي حول مخاطر زواج القاصرات وتشديد القوانين لحمايتهن.
ينبغي أيضاً تعزيز برامج التوعية وتحفيز التنمية الاقتصادية للأسر لتقليل حدة الفقر والضغوط التي تدفع لهذا النوع من الزواج.
في نهاية المطاف، يتطلب حماية القاصرات من زواج مبكر تضافر الجهود لمعالجة جذور المشكلة، وتوفير بيئة تسمح للفتيات بالنمو والتطور بحرية، دون تحميلهن أعباء لا تناسب سنهن.