كشفت صحيفة ” the Washington poste ” الأمريكية، في تقرير أمس الأحد، أن التصريحات الأخيرة لزيلينسكي المبكرة الداعمة لإسرائيل بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، في السابع من أكتوبر والذي قُتل فيه أكثر من 1400 إسرائيلي، ساعدت أوكرانيا على البقاء في دائرة الضوء الدولية، ووضعتها بقوة إلى جانب الولايات المتحدة.
وأوضح التقرير أن موقف زيلينسكي لفت الانتباه أيضاً إلى العلاقة الوثيقة المتزايدة بين روسيا وإيران، التي تعد الراعي الرئيسي لحركة حماس، العدو اللدود لإسرائيل، وفق توصيف الصحيفة، وأيضاً مورد مهم للطائرات بدون طيار والأسلحة الأخرى لموسكو.
وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه أمام الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي في 9 أكتوبر الجاري “إن حماس وروسيا هما “نفس الشر”، والفرق الوحيد هو أن هناك منظمة إرهابية هاجمت إسرائيل، وهنا دولة إرهابية هاجمت أوكرانيا” حسب قوله.
وأبرز المعلقون على خطاب زيلينسكي انقسموا بين مؤيد ومعارض وشارح ومنبه للرئيس الذي يعتنق الديانة اليهودية.
وأضاف البعض إن “عدالة القضية الفلسطينية متجذرة في الضمير والعمق الإنساني. إن ما يحدث في فلسطين اليوم ليس إرهابا، بل هو رد فعل على الحصار والجوع والترهيب الذي مارسه الاحتلال الإسرائيلي في السابق ضد الشعب الفلسطيني. وهذه القضية ليست مجرد صراع سياسي، بل هي قضية إنسانية وعادلة تتعلق بحقوق الإنسان وحريته وكرامته”.
وتابعوا أن “الفلسطينيين يناضلون من أجل حقهم في الحياة الكريمة والاستقلال، ويواجهون تحديات هائلة وظروف قاسية.. لذا يجب علينا أن نفهم أن المقاومة التي يظهرونها اليوم هي نتيجة لمعاناتهم الطويلة.
موضحين “نحن بحاجة إلى التفكير بعمق وبتعاطف حقيقي لفهم ودعم قضيتهم ومعركتهم القانونية. فلنقف مع العدالة ونسعى جميعا لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”
وكشف التقرير أنه مع اقتراب العملية العسكرية الإسرائيلية من دخول أسبوعها الرابع، وتزايد الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، تشكل الحرب في غزة أحد أصعب الاختبارات الدبلوماسية لأوكرانيا، منذ الغزو الروسي في فبراير 2022.
واتهمت بعض الدول العربية وتركيا أيضاً، التي قدمت في بعض الأحيان دعماً حاسماً لأوكرانيا، الغرب باتباع معايير مزدوجة في غزة، في إشارة إلى الإدانة الواسعة للوفيات بين المدنيين في أوكرانيا، مقارنة بالانتقادات الصامتة لإسرائيل.
ومع ذلك، فإن التوتر مع الدول الإسلامية والعربية ليس سوى أحد المخاطر التي تواجه كييف، والتي يجب عليها الآن أيضاً أن تتعامل مع تحول انتباه العالم إلى حد كبير إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط، فضلاً عن المطالب المتنافسة للحصول على الدعم العسكري الأمريكي، في وقت يُنتقد فيه مجلس النواب الأمريكي.
وفي ذات السياق قال محللون “إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الحفاظ على علاقتها مع موسكو، ويرجع ذلك جزئياً إلى سيطرة روسيا على سوريا”.
وأضافو أن “موقف زيلينسكي المؤيد لإسرائيل لم يكن منطقياً”، موضحة أن العديد من الدول العربية والإسلامية ترى أوجه تشابه بين إسرائيل وروسيا كقوتين عسكريتين عدوانيتين أكثر مما ترى بين إسرائيل وأوكرانيا.
مضيفين أن هذا هو مكان المنطقة العربية، لن يقبلوا ما يقوله بايدن ومقارنته بين روسيا وحماس. إنهم يقارنون أكثر بين روسيا وإسرائيل فيما يتعلق بعدد القتلى، وبقدر ما يتعلق باستهداف المدنيين”.“
وفي سياق متصل وفي تصريح خاص لأنباء إكسبريس، قال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق أن روسيا “قدمت خدمة كبيرة للشعب الفلسطيني بعدم توصيف المقاومة بالإرهاب، وبعدم تجريم حركة حماس بسبب نضالها من أجل تحرير شعبها والعودة إلى الوطن”.
حديث أبو مرزوق، رئيس مكتب العلاقات الدولية والخارجية في حماس، جاء في ختام زيارته العاصمة الروسية، حيث التقى ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي.
وأوضح أن زيارة وفد الحركة جاءت على ضوء الأوضاع المعقدة في المنطقة، والتي كان لا بد من التشاور لبحثها ومعالجتها، مضيفا أن لروسيا دورا ووجودا كبيرين في الشرق الأوسط.
ومباشرة بعد هذه التصريحات إستدعت الخارجية الإسرائيلية مساء أمس الأحد، السفير الروسي في تل أبيب للاحتجاج على استقبال وفد من حركة حماس في موسكو.