أعرب الممثل الجديد لبنك الاستثمار الأوروبي بالمغرب، أدريان دي باسومبيير، عن “انبهاره” بالزخم التضامني وروح الوحدة اللذين انبثقا على وجه السرعة من مختلف أنحاء المملكة، على إثر الزلزال الذي عرفته عدة مناطق بالمغرب، مؤكدا استعداد هذه المؤسسة المالية لتقديم “دعمها المالي للمغرب على المديين القريب والبعيد“.
وقال السيد دي باسومبيير، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء،MAP “أنا هنا بالمغرب منذ مطلع شهر شتنبر فحسب، لكنني أشعر بالفعل أنني متعلق جدا بهذا البلد وبشعبه الكريم. لقد انبهرت بالزخم التضامني وروح الوحدة اللذين انبثقا على وجه السرعة من مختلف أنحاء المملكة”.
وشدد ممثل المؤسسة المالية على أن البنك الأوروبي، “باعتباره شريكا دائما للمملكة المغربية منذ أمد بعيد، يقف متضامنا إلى جانب المغرب، وهو مستعد لتقديم دعمه المالي على المديين القريب والبعيد”.
وأبرز في هذا السياق أن مؤسسته شرعت منذ يوم الاثنين 11 شتنبر الماضي في تقييم الاحتياجات “مع شركائنا المغاربة من أجل تقديم أفضل دعم ممكن في مرحلة إعادة البناء، سواء تعلق الأمر بالخبرة أو التمويل.
وأضاف الممثل الجديد للبنك بالمغرب، أن الأمر يتعلق أولا بإعادة توجيه الاعتمادات المتوفرة في إطار المشاريع الموقعة مسبقا نحو المناطق المتضررة، ومن ثم اقتراح خطوط تمويل جديدة تخصص لإعادة البناء والرفع من القدرة على مواجهة الكوارث، وفقا للأولويات التي حددتها السلطات المغربية، وأخيرا صرف تمويلات على شكل منح لتلبية الاحتياجات الإنسانية الضرورية في المناطق المتضررة.
وعلاوة على ذلك، قال السيد دي باسومبيير إنه “سعيد ويشرفه تمثيل البنك الأوروبي للاستثمار بالمغرب. أولا من أجل الاستماع والتعلم، ثم من أجل تقاسم الأفكار والحلول مع كافة شركائنا”.
بنك الاستثمار الأوروبي يطمح إلى دعم مشاريع ذات تأثير سوسيو اقتصادي وبيئي قوي في المغرب
وفي ذات السياق، أدريان دو باسومبيير، أن هذه المؤسسة المالية تطمح إلى دعم مشاريع ذات تأثير سوسيو اقتصادي وبيئي قوي في المغرب.
وقال دو باسومبيير، أنه بفضل فرعه الجديد المخصص لتمويل التنمية “BEI World”، يسعى البنك الأوروبي للاستثمار إلى تعزيز شراكاته المحلية والإقليمية والدولية بشكل أكبر، موضحا أن الهدف هو دعم المشاريع ذات التأثير السوسيو اقتصادي والبيئي القوي.
وفي هذا السياق، ذكّر المسؤول بأن البنك الأوروبي للاستثمار عبأ نحو 10 ملايير أورو منذ بداية شراكته مع المغرب في عام 1979، حيث واكب بذلك المراحل الكبرى لتنمية البلاد في القطاعين العام والخاص وفي مختلف المجالات، لا سيما البنى التحتية والقروض الصغرى والتعليم.
وسلط الضوء على الدعم الذي قدمه البنك للمشاريع البارزة التي أنجزها المغرب، بما في ذلك ميناء طنجة المتوسط، وخطوط الترامواي بالدار البيضاء والرباط – سلا، ومحطات الطاقة الشمسية، والجامعة الأورومتوسطية بفاس، فضلا عن مخطط المغرب الأخضر عبر الشراكة الخضراء بين الاتحاد الأوروبي والمملكة.
وأشار دو باسومبيير إلى أن أحد المحاور الرئيسية لنشاط البنك الأوروبي للاستثمار في المغرب هو دعم القطاع الخاص، بهدف زيادة وتسهيل الولوج إلى التمويل بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة، ودعم إزالة الكربون والاندماج في سلاسل القيم الإقليمية.
وفي معرض تطرقه لتطور شراكة الاتحاد الأوروبي مع بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط، أكد ممثل البنك الأوروبي للاستثمار في المغرب أن مؤسسته “تدرك تماما الدور الرئيسي الذي يضطلع به شركاؤها في الجنوب، ولا سيما المملكة المغربية”.
وأردف قائلا: “بدلا من تغيير أولويات الاتحاد الأوروبي، سلطت أزمة الهجرة والصراع الروسي-الأوكراني الضوء على أهمية دعم القدرة على الصمود في جنوب البحر الأبيض المتوسط، من خلال استثمارات عامة وخاصة ذات جودة عالية”.
وبعد أن ذكر الممثل الجديد للبنك الأوروبي للاستثمار بفترة عمله بالمغرب ما بين 2008 و2016، أكد تأثره العميق منذ عودته “بالتحولات المتعددة والنمو المسجل في عاصمة المملكة”.
وختم حديثه بالقول: “أتطلع إلى أن اكتشف قريبا التطورات الإيجابية التي شهدتها كذلك مدن وجهات المغرب الأخرى”.