تمر العلاقات المغربية الفرنسية بأسوأ حالاتها، منذ أن حسم المغرب ملف وحدته الترابية واعتراف دول كبرى كالولايات المتحدة وإسرائيل واسبانيا بمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كحل واقعي ووحيد للنزاع الإقليمي المفتعل.
والإنحياز الفاضح لباريس لأطروحة النظام العسكري الجزائري التي تدعم ميلشيا البوليساريو ضد الوحدة الترابية للمملكة.
وكانت تقارير إعلامية أكدت عن رفض الرباط المساعدة الفرنسية لمنكوبي زالزال الحوز، وأن الملك محمد السادس رفض التحدث الى إيمانويل ماكرون رغم نفي وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أمس هذه الاخبار.
كل هذه المؤشرات تدل على أن هناك أزمة عميقة بين الرباط وباريس منذ تولي إيمانويل ماكرون لولاية رئاسية ثانية.
وفي هذا الصدد نقل موقع maghreb intelligence الفرنسي عن وزير فرنسي سابق قوله: “في الإيليزيه، نتفهم جيداً الضرر الذي ألحقه إيمانويل ماكرون بالعلاقات الفرنسية المغربية، لكننا نصر على عدم رؤية الأمور وجها لوجه”.
وأضاف الموقع الفرنسي، أنه حسب مصادر موثوقة، فإن العلاقات مع إيمانويل ماكرون، بالنسبة للقصر الملكي في المغرب، “وضعت على الرفّ” بشكل نهائيّ.
وأوضح مسؤول مغربي، وفق ذات المصدر أن “المراقبين الفرنسيين الذين يبدو أنهم اكتشفوا هذه الحقيقة على هامش زلزال الحوز، لا يفهمون شيئا عن مغرب محمد السادس”.
واليوم، يتابع المصدر، “محمد السادس، الذي يكن مودة خاصة لفرنسا وثقافتها، والذي يحتفظ بالعديد من العلاقات الودية هناك، لم يعد يريد أن يسمع عن ساكن الإيليزيه”.
ويعتقد سفير فرنسي سابق كان مقيما في الرباط، أن “كل ما في موقف إيمانويل ماكرون وسلوكه وتصريحاته لا يرضي جلالته” وفق نفس المصدر.
وشدد على أن “التعامل المزدوج، والحماقة وافتقار الرئيس الفرنسي إلى الوضوح الجيوستراتيجي يزعج الرباط كثيرا”.
مبرزاً أن ماكرون ارتكب منذ وصوله إلى رئاسة فرنسا، العديد من الأخطاء تجاه المغرب.
ومن بين هذه الأخطاء، انحيازه الدبلوماسي إلى الجزائر، وتجاهل الطلبات المغربية، بشأن الصحراء، على عكس الولايات المتحدة وإسبانيا، بل وصل به الأمر إلى خوض “حرب عصابات” ضد الرباط، في المؤسسات الأوروبية.
وأورد المصدر نفسه، تصريحات لمصادر مطلعة في باريس، جاء فيها، أنه قبل سنتين، سار الإتصال الهاتفي بين رئيسي البلدين بشكل سيء للغاية، بعدما طلب ماكرون من جلالة الملك محمد السادس، توضيحا بشأن قضية بيغاسوس.
واسترسل أن جلالة الملك أعطى “كلمته الملكية” لماكرون، بخصوص براءة المغرب من الاتهامات، غير أن رد الرئيس الفرنسي المتعجرف للغاية، والذي لا يليق برئيس دولة، أغضب جلالة الملك محمد السادس، ودفعه لإغلاق الخط في وجهه وإنهاء المكالمة.
وتابع “فإنه منذ تلك اللحظة، يرفض الملك مقابلة أو التحدث عن ماكرون”.
وذكر خبير في العلاقات الفرنسية المغربية، لذات المصدر، أن محاولة إيمانويل ماكرون، لإستغلال ذريعة الزلزال من أجل إصلاح الأمور مع الملك، لن تفلح، مشيراً إلى أن المغرب، ينتظر ببساطة، حتى يترك رئاسة فرنسا، من أجل تجاوز صفحة الأزمة وإعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها.
تعليق واحد