أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة،أمس الثلاثاء بنيويورك، أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية والسيادة الوطنية للمملكة، تمثل الحل “الوحيد” للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية.
وشدد هلال، في تصريح المغرب خلال المناقشة العامة للدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن المبادرة المغربية تستفيد من دعم أزيد من 100 دولة حول العالم، في وقت افتتحت حوالي 30 دولة ومنظمة إقليمية القنصليتين العامتين بمدينتي العيون والداخلة، مؤكدين دعمهم الكامل للطابع المغربي للصحراء.
وأشار كذلك إلى أن المملكة تظل ملتزمة بالتوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المصطنع حول الصحراء المغربية قادر على تعزيز التنمية والاستقرار والسلام في المنطقة وفي إفريقيا.
وأكد هلال أن المغرب يواصل دعم الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للصحراء، ستافان دي ميستورا، هدف إعادة إطلاق مسلسل المائدة المستديرة بنفس الصيغة وبنفس المشاركين، خاصة الجزائر الطرف الرئيسي للصراع، ووفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2654، مضيفا أن أن الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي لا يمكن أن يكون إلا سياسياً وواقعياً وعملياً على أساس التسوية.
تحت قيادة جلالة الملك المغرب تعامل بحزم وجدية وتضامن مع زلزال الحوز
في سياق آخر أبرز السفير الممثل عمر هلال، في نيويورك، إن المغرب واجه، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تبعات الزلزال الذي ضرب بعض مناطق المملكة بحزم وجدية وتضامن وإرادة.
وأكد السيد هلال، أنه “ومنذ اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال، أعطى جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تعليماته السامية لتعبئة كل أجهزة الدولة، من قوات مسلحة ملكية، وقطاعات حكومية وسلطات محلية، وقوات عمومية وفرق الوقاية المدنية، لاتخاذ جميع الإجراءات الاستعجالية اللازمة لتسريع عمليات الإنقاذ وإجلاء الجرحى وتقديم المساعدة للأسر المتضررة والإحداث الفوري للجنة بين-وزارية مكلفة بوضع برنامج استعجالي لإعادة تأهيل وبناء المناطق المتضررة”.
وسجل أن المملكة المغربية مرت، تحت القيادة الفعلية والإشراف المباشر لجلالة الملك، من مرحلة الإنقاذ والإغاثة العاجلة إلى مرحلة إعادة التأهيل والتعمير للمناطق المتضررة، مضيفا أن جلالة الملك أعطى توجيهاته السامية لتفعيل برنامج مدروس، ومندمج وطموح بهدف تقديم جواب قوي ومنسجم وسريع وإرادي لكل تداعيات هذه الكارثة الطبيعية، بميزانية توقعية إجمالية تقدر بـ12 مليار دولار على مدى خمس سنوات، تغطي الصيغة الأولى منه كل المناطق المتأثرة وتستهدف ساكنة تبلغ 4,2 مليون نسمة.
وأوضح أن هذا البرنامج، الذي تم وضعه بعد تشخيص محدد وتقييم مفصل للحاجيات، يضم مشاريع تهدف إلى إعادة بناء المساكن وتأهيل البنيات التحتية المتضررة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق المعنية، مضيفا أنه سيتم تمويل هذا البرنامج متعدد الأبعاد، انطلاقا من الاعتمادات المرصودة من الميزانية العامة للدولة ومساهمات الجماعات الترابية والحساب الخاص للتضامن المخصص لتدبير ا︢ثار الزلزال، وكذا من خلال الدعم والتعاون الدولي.
ولاحظ السيد هلال، من جانب آخر، أن جلالة الملك أكد على ضرورة انسجام عملية إعادة الإعمار مع تراث المنطقة وخصائصها المعمارية المتفردة واحترام كرامة الساكنة وعاداتها وأعرافها.
وموازاة مع هذه الإجراءات، يتابع السيد هلال، انخرطت جميع مكونات المجتمع المغربي، داخل الوطن وخارجه، في المجهود الوطني لمساعدة الساكنة المتضررة، إذ أبانت على اللحمة الوطنية القوية والتضامن المترسخ.
وعبر السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عن شكر وامتنان المملكة المغربية لكافة أصحاب الجلالة والسمو والفخامة ملوك وأمراء ورؤساء الدول والحكومات والوزراء الذين عبروا عن مشاعر تضامنهم ودعمهم بعد الزلزال الذي ضرب المغرب، واستعدادهم للوقوف مع المملكة لمواجهة مخلفات هذه الكارثة الطبيعية.
المملكة المغربية تعتبر القضية الفلسطينية أولوية وطنية وإحدى ثوابت سياستها الخارجية
وفي سياق آخر أفاد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، إن المملكة المغربية تعتبر القضية الفلسطينية أولوية وطنية وإحدى ثوابت سياستها الخارجية.
وذكر هلال، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، عبر عن الأهمية التي يوليها المغرب للقضية الفلسطينية، مؤكدا جلالته “وبنفس الجدية والحزم، نؤكد موقف المغرب الراسخ، بخصوص عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يضمن الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة”.
من جانب آخر، جدد السفير رفض المغرب لكل الإجراءات الأحادية التي تقوض الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس الشريف، ودعمه للسلطة الوطنية الفلسطينية، بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس، ولكل قراراتها الرامية إلى الحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق في تحقيق تطلعاته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود سنة 1967، وفقا لحل الدولتين المتوافق عليه دوليا، وفي احترام لمبادئ الشرعية الدولية والقرارات ذات الصلة.
وأشار هلال إلى أن المغرب دعا إلى تجنب التصعيد والعنف، وتجنيب منطقة الشرق الأوسط مزيدا من الاحتقان والتوتر الذي يعرقل إحياء عملية السلام.
المغرب يجدد تأكيد تنديده بأي اعتداء على الرموز الدينية والكتب المقدسة
وفي موضوع آخر جدد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، تأكيد تنديد المملكة الشديد بتدنيس وإحراق المصحف الشريف، “الذي يمس مشاعر أكثر من مليار مسلم حول العالم” ويعتبر خرقا لأبسط قواعد حقوق الإنسان. واعتبر الدبلوماسي أنه يتوجب على الدول المعنية اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع هاته الخروقات.
كما أعرب عن “قلق المملكة العميق” من عواقب التمادي في إشاعة خطاب الكراهية، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مبرزا أن هذا الخطاب يساهم في بث الانقسامات داخل المجتمعات وبين الثقافات والدول واستشراء التطرف العنيف.
وذكر بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لتحالف الحضارات الذي احتضنته مدينة فاس يومي 22 و23 نونبر 2022. وفي هذه الرسالة، قال جلالة الملك “فلم يسبق لحضارتنا أن كانت معرضة لمثل هذا الكم الهائل من المخاطر، ولم يسبق للعيش المشترك أن واجه مثل ما يواجهه اليوم من تهديدات بشكل يومي، ونادرا ما كان الآخر مثار ارتياب وشك مثلما هو اليوم، بل نادرا ما كان يستخدم كل سبب مفتعل لإثارة مشاعر الخوف والكراهية وتأجيجها كما هو الشأن اليوم”.
ولمواجهة خطاب الكراهية، يتابع السيد هلال، قدم المغرب في يوليوز الماضي قرارا تم اعتماده بالإجماع من قبل الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة، يدين تدنيس الكتب المقدسة، ويصنف لأول مرة هذه الأعمال ضمن انتهاكات القانون الدولي، مضيفا أن القرار دعا كذلك الأمين العام للأمم المتحدة إلى تنظيم أول مؤتمر حول خطاب الكراهية في سنة 2025.
وفي السياق ذاته، أشار السفير إلى أن المغرب، ووعيا منه بأهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في التقارب بين الأمم وإشاعة ثقافة السلام والتسامح، قدم ملف ترشيح مشترك، مع كل من إسبانيا والبرتغال، لاحتضان نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030.
وذكر بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس يعتبر أن هذا الترشيح “غير مسبوق، يجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، ويوحد ضفتي البحر الأبيض المتوسط، ويحمل طموحات وتطلعات شعوب المنطقة، للمزيد من التعاون والتواصل والتفاهم”.