مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الدولية، “يوري أوشاكوف”، يؤكد في تصريح صحفي، مشاركة 49 دولة أفريقية من أصل 54 في القمة الروسية الأفريقية الثانية المنعقدة في سانت بطرسبرغ، يومي 27 و28 يوليوز 2023.
تصريح المسؤول الروسي، غاية في الأهمية، الدلالات الكبرى والمعنى الحقيقي:
كما يعلم الجميع يبلغ عدد دول القارة الأفريقية 54 دولة، كاملة الأركان وتتمتع بعواصمها، وبشرعيتها، الدولية والأممية.
هذا التصريح هو تصريح رسمي من طرف الكرملين، روسيا تعلم جيدا بأن العلاقات الدولية والدبلوماسية، يجب أن تقوم مع الدول القائمة على أسس وتتمتع بالشرعية الدولية، ليس مع الإنفصاليين وقطاع الطرق والمليشيات.
تصريح يؤكد بأن روسيا لا تعترف بمليشيا البوليساريو، رغم تودد صنيعتها الجزائر لروسيا من أجل الإعتراف بها.
نشرت أنباء إكسبريس مؤخرا، مقال كتبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، تحت عنوان، “روسيا وأفريقيا تضافر الجهود من أجل السلام والتقدم ومستقبل ناجح”
يوضح فيه بوتن قائلا: “تتمتع علاقات الشراكة مع أفريقيا بجذور قوية وعميقة، وقد تميزت هذه العلاقات في جميع الأوقات بسمات الإستقرار والثقة والنوايا الحسنة”.
وأضاف بوتن: “نحن لم نغير من موقفنا ومازلنا نحافظ بكل صدق على إحترامنا لسيادة الدول الأفريقية وتقاليدها وقيمها ورغبتها في تقرير مصيرها بشكل مستقل وبناء علاقات مع الشركاء بكل حرية”.
روسيا الإتحادية، تحترم سيادة الدول وتحترم قرارتها، وهذا أمر مهم وجيد، في العلاقات الدولية، وحتى لا ننسى روسيا قطب عالمي وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وخلال الجلسة العامة أمام المشاركين في قمة روسيا أفريقيا بسان بطرسبورغ، يوم أمس الخميس، قال فلاديمير بوتين: “بلغ حجم التجارة بين روسيا وإفريقيا 18 مليار دولار، في عام 2023، نمت تجارة المنتجات الزراعية بين روسيا وأفريقيا بنسبة 60٪”.
الرجل يؤكد مرة أخرى، بأن التعامل يكون مع الدول، وليس مع العصابات، روسيا غيرت إستراتيجيتها بشكل كبير، خصوصا مع دول إفريقيا، قررت أن تتعامل مع الشرعية الدولية، وهي حريصة عليها، وهذا ما جسد مشاركة المملكة المغربية في القمة الروسية الأفريقية الثانية، بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش، لتمثيل جلالة الملك محمد السادس.
فلاديمير بوتين يستقبل عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية
وللإشارة، تضاعف حجم صادرات المغرب إلى روسيا من الخضر والفواكه، رغم البعد الجغرافي بين البلدين، بالإضافة إلى الأسعار التنافسية للمنتجات المغربية وجودتها العالية، وكذلك تم تجديد إتفاقية الصيد البحري بين البلدين التي تعرف تطور كبير.
روسيا الإتحادية، التقطت الإشارات الكبرى من خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حين ألقى خطابه السامي بمناسبة ذكرى “ثورة الملك والشعب” التي تخلد النضال ضد الإستعمار، دعا جلالة الملك شركاء المملكة المغربية، الذين لا يؤيدون بوضوح موقف الرباط بشأن النزاع الصحراء المغربية المفتعل، إلى “توضيح مواقفهم“.
حيت أكد الملك في خطابه بأن “ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات”.
روسيا تعلم جيدا، مكانة المملكة المغربية، على المستوى الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى موقعها الإستراتيجية، وتعتبر المغرب هو بوابة إفريقيا، و أوروبا.
بالإضافة، إلى الإنجازات الكبرى التي أطلقها الملك العبقري محمد السادس، مشروع تنموي ضخم، ينطلق من جنوب المملكة ويمتد إلى إفريقيا.
روسيا الإتحادية، تتبع النهج الصحيح والطريق المعبدة، والإلتزام، بإحترام قرارات الدول، ورسائل الملك الرائد محمد السادس نموذجا.
كما صرح فلاديمير بوتن، سابقا “نحترم سيادة الدول، والإلتزام بالثقة والنوايا الحسنة”، وحسب معلومات دقيقة، توصلت بها، أنباء إكسبريس، أصبح الإعتراف بمغربية الصحراء ودعم مشروع الحكم الذاتي، مسألة وقت فقط.
وللإشارة، القمة الروسية الأفريقية الثانية، هي مؤشر كبير لنظام عالمي جديد يقوم على مبدأ التعددية القطبية.
وجدير بالذكر، صرح بوتن، خلال الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية، إن روسيا مستعدة لإرسال الحبوب إلى البلدان الأفريقية من دون مقابل، مؤكدا قدرة بلاده على تعويض القارة الأفريقية عن الحبوب الأوكرانية، بعد إنسحاب روسيا من مبادرة تصدير الحبوب التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
تعليق واحد