أفريقياالشأن الإسبانيتقارير

تقرير.. مقارنة إعادة التسلح العسكري الكامل بين المغرب وإسبانيا

في تقرير لصحيفة Eldebate الإسبانية المقربة من دوائر القرار السياسي والعسكري لإسباني أفادت فيه إن القوات المسلحة المسلحة المغربية تسابق الزمن لإمتلاك أحدث المعدات والتقنيات الدفاعية والأسلحة لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة في المنطقة.

خصوصا في خضم سباق التسلح المحموم والمتسارع  بين المغرب والجزائر، وأيضاً بهدف تعزيز القدرات الدفاعية والعملياتية واللوجستية للقوات المسلحة الملكية، ورغبة المملكة المغربية في أن تصبح قوة عسكرية على أبواب أوروبا ومن إسبانيا.

وحسب التقرير ذاته فقد وافقت الولايات المتحدة الأمريكية، في أبريل الماضي، على بيع 18 نظاما لإطلاق صواريخ هيمارس المتطورة  للمغرب و112 صاروخًا أرض أرض من ثلاثة نماذج مختلفة، يتراوح مداها بين 82 و305 كيلومترات، إضافة إلى التعاون العسكري المغربي الإسرائيلي الذي خلف ردعا جيو إستراتيجيا بالمنطقة.

كما تمت الموافقة على بيع 40 قنبلة شراعية يتم إسقاطها من الطائرات ويصل مداها إلى 120 كيلومترًا، وقد صرح رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا أثنار في هذا الصدد، أن الإتفاقية العسكرية بين الولايات المتحدة والمغرب تظهر أن إسبانيا، لديها نفوذ أقل في الدولة الواقعة في أمريكا الشمالية.

وتابع التقرير إن الوضع الإسباني فيما يتعلق بالمغرب معقد بالتأكيد المزاعم المغربية، بشأن سبتة ومليلية (المحتلتين) ثابتة وتنزلق في العديد من المجالات الدبلوماسية والسياسية الدولية مثل المطر الغزير وفق توصيف التقرير.

ناهيك عن المطالبات المستمرة فيما يتعلق بمياه الولاية الإسبانية في جزر الكناري أو صخور السيادة الإسبانية، الجزر الجعفرية المحتلة.

وقال التقرير  لا يوجد عدد قليل من الخبراء الذين يحذرون من إستراتيجية نموذجية لما يسمى بالمنطقة الرمادية، وهو مصطلح يحدد منطقة حدودية منتشرة بين حالات السلام والأزمات.

 وبهذا المعنى، فقد ظهرت إشارات قوية على دور المغرب في التدخل في مخالفات التصويت بالبريد المكتشفة في مليلية خلال الحملة الإنتخابية الأخيرة للإنتخابات الجهوية والبلدية.

وزعم التقرير إلى إستعمال المغرب ورقة الهجرة غير النظامية كعنصر مزعزع للإستقرار في الأراضي الإسبانية، إضافة إلى التحقيق في مزاعم تجسس المغرب على أعضاء الحكومة الإسبانية بواسطة برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.

الإنفاق العسكري بين إسبانيا والمغرب 

وأشار التقرير أن سباق التسلح المغربي يتجه إلى الجزائر أكثر منه إلى إسبانيا، على المدى القصير على الأقل، حيث خصص نظام الجزائر 23.3 مليار أورو عام 2023 للدفاع، بزيادة 130٪ عن العام الحالي، وهو مبلغ يمثل أكثر من 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي الجزائري مقارنة بـ5.5٪ عام 2022.

وتجاوز بند الميزانية المخصص هذا العام للدفاع في المغرب 5100 مليون دولار، حوالي 4670 مليون أورو، حسب ما أوردته البيانات، ويمثل هذا المبلغ زيادة بنسبة 3.6 في المائة مقارنة بعام 2022.

ومع ذلك، فإن سقف الإنفاق المخصص لوزارة الدفاع أعلى بكثير ويتجاوز 11000 مليون، أي ضعف ما كان مدرجًا في الميزانية، ومقاتلات F-16 الحديثة، وسيارات أبرامز المدرعة، وطائرات بريداتور هي مجرد جزء من الأسلحة التي حصل عليها المغرب في السنوات الأخيرة.

ومثل المغرب، تمر إسبانيا في وقت يتوسع فيه الإنفاق العسكري بهدف الوصول إلى 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي، لذلك، فإن المغرب يعيد التسلح، وكذلك إسبانيا، التي تقع تحت مظلة الناتو، وأن الولايات المتحدة دولة حليفة.

وتتضمن الموازنة العامة للدولة للدفاع لعام 2023 تخصيص موارد تبلغ 12827.18 مليون يورو، وهو رقم يمثل زيادة بنسبة 26.31٪ مقارنة بموازنة العام السابق، إذا تم أخذ الهيئات المستقلة في الإعتبار، فإن الميزانيات الموحدة تصل إلى 14073 مليون يورو، وهي أرقام أعلى بكثير من تلك الخاصة بالموازنة المغربية.

وتشير التقديرات إلى أن المغرب أنفق أكثر من 20 ألف مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية في شراء الأسلحة، فعلى سبيل المثال، اشترت الرباط أربع طائرات بدون طيار MQ-9B SeaGuardian من الولايات المتحدة.

كما تم الاتفاق على شراء 36 طائرة هليكوبتر قتالية من طراز أباتشي، بالإضافة إلى 25 طائرة مقاتلة من طراز F-16 من شركة لوكهيد مارتن الأمريكية الشمالية العملاقة، وفي المجال البحري، تم الحصول على ثلاث فرقاطات من طراز Sigma وفرقاطة من فئة Fremm، وجميعها مزودة بأحدث التقنيات.

تطوير الصناعة العسكرية الإسبانية 

وذكر التقرير أن إسبانيا بدأت  في بناء خمس فرقاطات ذكية جديدة من طراز F-110، وهو مشروع واسع النطاق على جميع المستويات، بالإضافة إلى أربع غواصات جديدة من فئة S-80، وتشارك إسبانيا أيضًا في مشروع بناء كورفيت الأوروبي الجديد، وقد وافقت بالفعل على بناء سفينتي عمل بحري جديدتين (BAM-III) مقابل حوالي 550 مليون يورو وسفينة تدخل تحت الماء جديدة. (بام- IS).

من ناحية أخرى، فإن إسبانيا تستثمر في مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS)، والذي يتضمن مقاتلة من الجيل السادس وسربًا من الطائرات بدون طيار المجهزة بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى ذلك، في يونيو 2022 تم توقيع عقد ما يسمى بمشروع Halcón، والذي يتألف من الاستحواذ على 20 طائرة من الجيل الأحدث من Eurofighter لتحل محل أسطول F-18 الذي تديره القوات الجوية في جزر الكناري.

وعلى المستوى الأوروبي، تعمل إسبانيا أيضًا على تطوير Eurodrone، حيث من المقرر تسليم الأجهزة الأولى في عام 2028، كما تخطط إسبانيا للحصول على أربعة أنظمة، كل منها يتكون من ثلاث طائرات ومحطتي تحكم أرضيتين.

وفي مجال الجيش، سيشمل مشروع Fuerza 35 تطوير استراتيجيات ووسائل جديدة لتحديث الاستراتيجيات الحالية قدر الإمكان، وستعني المركبة القتالية ذات العجلات VCR 8×8، والمعروفة باسم Dragon، تغييرًا نوعيًا وكميا مهمًا جدًا للجيش الإسباني، وذلك بحسب الصحيفة، في سيناريو جيوستراتيجي معقد مثل السيناريو الحالي.

وفي سياق متصل، وضع تصنيف غلوبال فاير باور” المغرب في المركز 61 من أصل 145 بلدا شملهم التصنيف بنتيجة 1.0524، وبذلك يكون قد تقدم بأربع مراكز في ترتيب أقوى الجيوش في العالم، بحسب التصنيف السنوي، بفضل تحديث جيشه وتحالفاته الدولية الجديدة وموقعه الاستراتيجي.

وذكرت El Debate في فبراير الماضي، أن الجيش الإسباني هو من بين أقوى الجيش في العالم، في المرتبة 21 من أصل 145، ولا يزال متقدمًا على المغرب من بين 30 دولة عضو في حلف الناتو، حيث تحتل إسبانيا المركز السابع بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وتركيا وبولندا، وتتقدم إسبانيا على ألمانيا التي تحتل المركز الثامن، أو كندا بالمركز التاسع.

https://anbaaexpress.ma/guxjd

عبد الحي كريط

باحث وكاتب مغربي، مهتم بالشأن الإسباني، مدير نشر أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى