الشرق الأوسطتقارير

تقرير أمريكي.. محمد بن سلمان يهدد بمعاقبة الإمارات كما فعل عند حصار قطر عام 2017

خلافات حادة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد

الأزمة التي كانت بوادرها تلوح بالأفق منذ مدة باتت حقيقية، تقرير خطير، يكشف وجود خلاف حاد بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات محمد بن زايد.

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تقريرا مطولا تحت عنوان “أفضل الأصدقاء وأكثرهم عداءً.. تصادم ولي العهد السعودي مع رئيس الإمارات

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، بأن السبب الأبرز للأزمة، راجع إلى التنافس على من تكون له اليد العليا في المنطقة والسلطة، لا سيما بعد تراجع الهيمنة والنفوذ الأمريكي، في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى شعور محمد بن سلمان، بأنه لم يعد بحاجة إلى معلمه ومرشده السابق محمد إبن زايد رئيس الإمارات.

جاء في تقرير الصحيفة الأمريكية، في شهر ديسمبر بعد تعمق الخلافات حول السياسة المتبعة تجاه اليمن وإزاء حدود الأوبيك، دعا محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، إلى اللقاء مع الصحفيين المحليين، في الرياض، وأخبرهم بأنه بعث بقائمة من المطالب إلى الإمارات العربية المتحدة، كما صرح بذلك بعض من حضروا اللقاء.

وحذر محمد بن سلمان إنه إذا لم تستجب الإمارات وتلتزم فإن المملكة العربية السعودية على استعداد لإتخاذ إجراءات عقابية، تماماً كتلك التي اتخذتها من قبل ضد قطر في عام 2017، حينما قطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية لأكثر من ثلاثة أعوام وفرضت حصاراً اقتصادياً بمساعدة أبو ظبي.

وبحسب ما ذكره الحاضرون في اللقاء، قال محمد بن سلمان للصحفيين: “وسيكون ذلك أشد وطأة مما فعلته مع قطر“.

وأشار التقرير، بأن الشقاق الواقع ما بين الرجلين، بسبب التنافس على النفوذ الجيوسياسي والإقتصادي في الشرق الأوسط وفي أسواق النفط العالمية، وذلك بعد أن أمضى الأميران ما يقرب من عقد من الزمن وهما يصعدان إلى قمة هرم النفوذ في العالم العربي.

يقول التقرير، ها هما الآن يتصارعان حول من تكون له الكلمة الأخيرة، والسلطة في الشرق الأوسط الذي تراجع فيه الدور الذي تمارسه الولايات المتحدة.

ومما جاء في التقرير، يقول أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن: “هذان رجلان لديهما طموحات كبيرة، يريدان أن يكونا لاعبين أساسيين في المنطقة يتوجه إليهما اللاعبون الآخرون، مازالا يتعاونان في بعض المستويات، ولكن الآن لا يبدو أن أياً منهما يشعر بالإرتياح لوجود الآخر في نفس المرتبة، وهذا الصراع والتنافس فيما بينهما  لا يعود علينا بالفائدة”.

وأوردت الصحيفة أن من بين علامات الخلاف الظاهرة، غياب محمد إبن زايد عن حضور آخر قمتين في السعودية، الأولى التي جمعت دولا عربية بالرئيس الصيني، والثانية القمة العربية التي شهدت عودة عضوية سوريا.

ويقول التقرير، يضاف إلى ذلك أن البلدين يتنافسان اقتصادياً وبشكل متزايد، وكجزء من خطة محمد بن سلمان لإنهاء اعتماد المملكة العربية السعودية اقتصادياً على النفط، سيضغط على الشركات حتى تنقل مقراتها الإقليمية إلى الرياض، من دبي، التي يفضلها الغربيون بشكل عام لكونها مدينة أكثر انفتاحاً وتنوعاً.

كما أطلق خططاً لإنشاء مراكز تقنية، وجذب المزيد من السياح، وتطوير مراكز لوجستية للمضاربة على موقع الإمارات العربية المتحدة كمركز تجاري في منطقة الشرق الأوسط، وكان قد أعلن في شهر مارس الماضي، عن تأسيس شركة طيران وطنية ثانية لمنافسة شركة طيران الإمارات في دبي، ذات التصنيف العالمي الرفيع.

وفي عالم القوة الناعمة، تصادف شراء السعودية في عام 2021 لنادي نيوكاسيل لكرة القدم في إنجلترا والإستثمار في كبار اللاعبين على مستوى العالم مع فوز نادي مانشستر والذي يملكه عضو بارز في العائلة الحاكمة في أبو ظبي بكأس إنجلترا وكأس أوروبا لكرة القدم.

ويوضح التقرير، بأن رئيس الإمارات محمد بن زايد، يشعر بالسخط لأنه يتم التفوق عليه من قبل أمير سعودي، يعتقد المسؤولون في الإمارات أنه ارتكب عثرات خطيرة، وذلك بحسب ما يقوله مسؤولون خليجيون.

وأضاف، التقرير الأمريكي، توجه بن سلمان، نحو الصين طالباً المساعدة في إستعادة علاقات المملكة العربية السعودية مع إيران، ثم رتب لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وإن كانت الإمارات العربية المتحدة هي أول من بادر بذلك قبل عدة أعوام.

كما يدور حديث بين محمد بن سلمان والولايات المتحدة حول الإعتراف رسمياً بإسرائيل، وهو الأمر الذي فعلته الإمارات العربية المتحدة في عام 2020، وبينما تدعم الإمارات العربية المتحدة أحد طرفي النزاع في السودان، يقود محمد بن سلمان جهوداً دبلوماسية لإنهاء العنف هناك.

وتقول “دينا إسفندياري”، كبيرة المستشارين لدى برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “تتصاعد التوترات بينهما، جزئياً لأن محمد بن سلمان يريد أن يخرج من تحت عباءة محمد بن زايد، والأمور مرشحة لمزيد من التدهور لأن البلدين كلاهما يزدادان ثقة وحزماً في سياساتهما الخارجية”.

يقول التقرير، لعب محمد بن زايد وغيره من كبار المسؤولين الإماراتيين دوراً حيوياً في كسب دعم إدارة ترامب لمحمد بن سلمان، الذي كان حينها ما يزال نائباً لولي العهد.

كما ساعد محمد بن زايد في الترتيب لزيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية في عام 2017، والتي كان من شأنها تعزيز مكانة محمد بن سلمان، ثم ما لبث الأمير السعودي أن نفذ انقلاباً داخل القصر في الشهر التالي ليصبح هو ولي العهد، ثم ليبدأ من بعد ذلك بالتخلص من ناقديه ومنافسيه المحتملين.

تطلع محمد بن سلمان إلى محمد بن زايد ليساعده ويرشده حتى يصيغ خطة لإعادة تشكيل المملكة المحافظة ويفتحها على العالم، كما لجأ إلى نفس البنوك والمستشارين الذين كان الإماراتيون قد استخدموهم في تنفيذ خطة مماثلة قبل ما يقرب من عقد من الزمن.

كما أبرم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد تحالفاً في السياسة الخارجية فتدخلا معاً في اليمن، وساعدا عبد الفتاح السيسي في الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب عسكري في مصر، وسلحا المقاتلين الليبيين في الجزء الشرقي الانفصالي عن البلد، وقاطعا قطر بسبب علاقاتها بإيران وبالإسلاميين.

حاول الرجلان من بعد ذلك تخليص بلديهما من تداعيات تلك التدخلات، واليوم يشعر محمد بن سلمان بأن الرئيس الإماراتي جره إلى صراعات كارثية خدمت مصالح الإمارات العربية المتحدة ولكن لم تخدم مصالح المملكة العربية السعودية، كما يقول المسؤولون الخليجيون.

ويوضح التقرير، طفا الشقاق على السطح أكثر في أكتوبر من العام الماضي عندما قررت منظمة أوبيك، خفض الإنتاج في خطوة جاءت صادمة لإدارة بايدن.

إنساقت الإمارات العربية المتحدة مع قرار التخفيض ولكنها فيما وراء الكواليس أخبرت المسؤولين الأمريكيين ووسائل الإعلام الأمريكية بأن المملكة العربية السعودية أجبرتها على الموافقة على القرار.

عكس هذا الأمر نزاعاً قائماً منذ فترة طويلة بين السعوديين والإماراتيين حول السياسة التي تنتهجها منظمة أوبيك.

كما أن رفع الإمارات لقدرتها الإنتاجية للنفط تمنحها القابلية لرفع الإنتاج وخفضه، ويتبع ذلك تحكم بأسعار النفط العالمية، حتى وقت قريب كانت المملكة العربية السعودية هي البلد الوحيد الذي يملك مثل هذا النفوذ في سوق النفط.

بإلاضافة، تهدد الخلافات بين الزعيمين بتقويض الجهود الجارية لإنهاء الحرب في اليمن، والتي تدور بين السعوديين والإماراتيين ومجموعة من الفصائل اليمنية من جهة والمتمردين الحوثيين المدعومين من قبل إيران من جهة أخرى، والذين استولوا على أجزاء ضخمة من البلاد في عام 2014، بما في ذلك العاصمة اليمنية صنعاء.

وأشار التقرير، حذر محللون في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “شاتام هاوس”، وهو مركز أبحاث وتفكير مستقل مقره لندن، من أن القوات اليمنية المتنافسة تستعد لمواجهات جديدة تهدد بتقويض محادثات السلام الجارية حالياً.

وقال المحللون في سلسلة من التغريدات عبر تطبيق تويتر: “تستعرض المملكتان الخليجيتان المزيد من النفوذ وتتصرفان بشكل أكثر عدوانية تجاه بعضهما البعض في المنطقة ككل، وما اليمن إلا أول جبهة أمامية، وهي الجبهة الأكثر نشاطاً في الوقت الراهن”.

لو انسحب السعوديون من اليمن الآن، فسوف يتحالف الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون مع إيران بينما يتحالف الجنوب مع الإمارات العربية المتحدة، تاركين الرياض بلا مكاسب من هذه الحرب، كما يقول المسؤولون اليمنيون في حديثهم عن المخاوف السعودية.

وقال تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال “أخبر محمد بن سلمان، طحنون بأنه لا ينبغي أن تفسد الإمارات العربية المتحدة محادثات السلام في اليمن والتي تقودها السعودية، ووعد بتقديم تنازلات للإمارات، كما يقول المطلعون.

لكنه فيما بعد قال لمستشاريه إنهم لا يجب أن يغيروا أياً من السياسات تجاه الإمارات العربية المتحدة، وحسبما يقول المطلعون، قال محمد بن سلمان لمستشاريه: “لم أعد أثق بهم“.

بالإضافة، يقول التقرير ترغب الإدارة الأمريكية في رؤية الإستقرار يسود منطقة الشرق الأوسط ويسود أسواق النفط، يؤكد التقرير الأمريكي، “لا محمد بن سلمان ولا محمد بن زايد يصطفان مع واشنطن في القضايا المهمة مثل أوكرانيا والصين، وتزداد مخاوف المسؤولين الأمريكيين من إنفتاح محمد بن زايد على “بيجين” وعلى “موسكو”..”

https://anbaaexpress.ma/r0ue9

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى