بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها، عبد المجيد تبون، مع نظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي، مؤخرا، قام وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بأوامر عسكرية عاجلة، بزيارة طهران يوم السبت الماضي.
سبب الزيارة المفاجئة والعاجلة؟
سبق أن صرح وزير الشؤون الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران مستعدة لإستئناف وتوسيع علاقاتها مع مصر والمغرب.
وجاء ذلك خلال حفل أقيم في العاصمة طهران للإحتفال بعيد الأضحى حضره سفراء الدول الإسلامية لدى إيران، بحسب بيان نُشر على موقع وزارة الخارجية الإيرانية.
هذا الأمر لم يعجب، النظام العسكري الجزائري الذي يسعى إلى أن تبقى العلاقة متوترة بين البلدين، فكلف وزير خارجيته، أحمد عاطف، بزيارة الجمهورية الإسلامية في إيران، كردة فعل، بعد إعلان وزير الخارجية الإيراني، عن رغبة بلاده في تطبيع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية.
ماذا حدث؟
خلال المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الإيراني مع نظيره الجزائري أحمد عطاف في طهران، السبت الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، إن بلاده والجزائر قررتا إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما وفتح سفارة كل منهما في الأخرى.
وحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، فقد، بحث الجانبان خلال اللقاء القضايا الثنائية وتطوير التعاون بينهما.
بالإضافة، نوّه الوزير الإيراني بموقف الجزائر المؤيد لعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ورفض منح إسرائيل، صفة مراقب في الإتحاد الإفريقي.
كما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنه تم الإتفاق مع الجزائر على إلغاء التأشيرات السياسية كخطوة أولى بعد ذلك لإلغاء التأشيرات الطبيعية، مع الإشارة إلى إحداث لجنة متابعة مشتركة للجانبين على مستوى عالي، لمتابعة ملف التأشيرات.
بالإضافة، قال: لقد تباحثنا اضافة إلى ذلك حول السودان والتدخل الأجنبي في هذا البلد.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: أن من الامور التي كانت أثارت قلقنا في المحادثات التي جرت، هي الأزمة الراهنة في السودان.
أما وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف قال:”إن بلاده ترحب بتحسين العلاقات مع إيران والدول العربية خاصة الإتفاق الإيراني السعودي الأخير”.
وأكد وزير الخارجية الجزائري: “أنه اتفق مع نظيره الإيراني، أمير عبداللهيان، على التحضيرات لعقد اجتماع اللجنة المشتركة وتفعيل آليات التعاون الثنائي في مختلف المجالات”.
كما أوضح أحمد عطاف أنه عقد إجتماع عمل مع نظيره الإيراني تمت فيه مناقشة التطورات السريعة الإقليمية والدولية التي تتعلق بالحرب في أوكرانيا وفلسطين ومشاكل اليمن وليبيا، واصفا نتائج محادثات بالإيجابية.
الإصطياد في الماء العكر
كما يعلم الجميع، النظام العسكري الجزائري، يعمل بإستمرار في زرع الحقد والضغينة في طريق المملكة المغربية، بسبب العقدة التاريخية، التي لم تفارقه وتحولت إلى عقيدة في السياسة الخارجية.
المغرب لا يتدخل في شؤون الدول، لكن الجزائر تحركها العداوة وسياسة التشويه للمغرب، وقد تحولت سفارتها في العالم إلى وكر التآمر على المغرب وتشويشهه.
ومعلوم أن الجزائر منذ التسعينيات، وعلاقتها مع إيران غير طبيعية حيث اتهم النظام الجزائري ايران بالتورط في تلك الأحداث. ويريد النظام الجزائري ان يسابق الزمن ليعزز علاقات ستفرض إستحقاقات إقليمية ستجعل من أي علاقة متوقعة مع المغرب تأتي على حساب التوازن في المنطقة، وهذا مبدئيا يرفضه المغرب.
وحيث أن الجزائر تدرك هذا الموقف المبدئي المغربي، فهي تسعى لتوريط إيران في علاقات فائقة فقط لقطع الطريق أمام أي علاقة جادة بين البلدين. كما يحوم النظام الجزائري لتوريط إيران في نزاع الصحراء قبل أن يفكر في اي علاقة مع المغرب.
ويرى بعض المراقبين ان هناك عقيدتين سياسيين في كل من الجزائر وإيران، سيضطر النظام الجزائري إلى إخفاء أجندته الخاصة وعقيدته المبنية على الحقد التاريخي ضد المغرب وتحريف الحقائق، عقيدة السياسة الخارجية الإيرانية المعلنة بفتح علاقات مع جميع دول العالم العربي بلا استثناء وعقيدة الجزائر القائمة على عرقلة هذا الانفتاح بتشويه سمعة المغرب ومواصلة نميمتها الدبلوماسية منذ 40 عاما.
الجزائر دائمًا تصطاد في الماء العكر، خلال زيارة أحمد عطاف، لم تتمكن الجزائر من إقناع إيران وتوريطها مرة أخرى في ملف الصحراء المغربية، وقد إتضح جليا، هذا الفشل من خلال التناقض الواضح بين وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، ووكالة الأنباء الجزائرية، حيت أن إيران لم تشر إلى مناقشة ملف الصحراء المغربية، خلال المحادثات، على غرار ما صرحت به وكالة الأنباء الجزائرية التابعة للنظام العسكري: “..تناول الوزيرين أحمد عطاف وحسين أمير عبد اللهيان عديد الملفات الهامة والمواضيع البارزة على غرار الأزمة الراهنة في العلاقات الدولية وقضايا تصفية الإستعمار، لاسيما في فلسطين وفي الصحراء..”
وللإشارة، البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الإيرانية لم تدرج نزاع الصحراء المغربية المفتعل، كما أن وزارة الخارجية الجزائرية لحدود الساعة لم تؤكد بيان وكالة الأنباء الجزائرية العسكرية.