آراءسياسة

إحتضان الجزائر لقوات فاغنر والعصابات الارهابية.. خرق للقانون الدولي وتهديد للأمن والسلم المغاربي

تهور العسكر الجزائري قد يحول المنطقة المغاربية الى جبهة جديدة للإرهاب وعمليات التهريب الكبرى، حقد الجزائر وحسدها للمغرب نار لا محالة ستحترق بها

بقلم: ذ/  الحسين بكار السباعي

في مقولة للخبير في السياسة الدولية والدراسات العسكرية، وعضو المجلس الأطلسي، والاستاذ بجامعة الدفاع الوطني بجامعة جورج تاون بواشنطن وجامعة جورجيا، في كتابه “المرتزقة الجدد الجيوش الخاصة وما تعنيه للنظام الدولي” الاستاذ شون ماكفيت أن: “المرتزقة أقوى مما يدركه الخبراء فالشركات العسكرية الخاصة مثل مجموعة فاغنر تشبه إلى حد كبير الشركات متعددة الجنسيات المدججة بالسلاح أكثر من مشاة البحرية الأميركية المارينز، ويتم تجنيد موظفيهم من بلدان مختلفة وتكون الربحية هي كل شيء”.

وللمعلومة فقد ثم تأسيس مجموعة فاغنر سنة 2014، كما أنه في نفس السنة كلفت وبشكل مباشر بأولى مهامها في شبه جزيرة القرم حيث ساعد مرتزقتها القوات الانفصالية المدعومة من روسيا على السيطرة على السلطة في القرم ، كما دفع بوتين بوحدات فاكنر وتحت قيادة يفعيني بريغوزين للتعزيز القوات الروسية المتمركزة على الخطوط الأمامية في الحرب الروسية الاوكرانية . مع استمرار الحرب.

سأنطلق بك عزيزي المتلقي من هذه المقدمة التي لا تعدوا الا واحدة من المعلومات التي تتناقلها الصحافة الدولية الى الوقوف على هذه المجموعة العسكرية الخاصة، وكيف اصبحت تهدد الأمن والسلم بالقارة الافريقية ؟ والطعم الذي إبتلعه الغرب في ما وصف بمسرحية الانقلاب على بوتين ولعل مقولة بريغوزين قائد فاغنر المتمرد على الكرملن و التي أرعبت الكثيرين والتي جاء فيها: “إذا وقف أحد في طريقنا، فسوف ندمر كل شيء”، هي موجهة بالأساس الى الغرب الذي ضن ان بامكانه لعب ورقة الانقلاب على الشرعية كما ألف بافريقيا وبعض الدول العربية والتي تنجحها الخيانة، خيانة المقربين من عسكر و مدنيين.

أقول مسرحية حبكت خيوطها بشكل دقيق وكالة المخابرات الخارجية و جهاز الأمن الفيدرالي لروسيا الاتحادية والذي يعتبر النسخة الجديدة للجنة أمن الدولة التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي المكلفة بمكافحة التجسس، وأمن الحدود الداخلية ومكافحة الإرهاب.

وما يعزز هذا الطرح هو ماتم تداوله عبر موقع نيويورك تايمز أن قواة فاغنر وحدة تتمع بالاستقلالية تابعة لوزارة الدفاع الروسية أو مديرية المخابرات الرئيسية متخفية في شكل قواة مرتزقة، تستخدمها الحكومة الروسية في النزاعات التي تتطلب السرية القصوى دون توريط القواة النظامية كما يتم تدريب قواتها في منشآت وزارة الدفاع الروسي ولها خلفية استخباراتية عناصرها مدنية وعسكرية تتوفر على اعلى مستويات التكوين والتأهيل الميداني باستطاعتها اختراق اجهزة الانظمة المستهدفة عبر عمليات التجسس والتجسس المضاد.

سأعود بكم ياسادة الى افريقيا حيت الانتشار الكثيف لقوات فاغنر والى الجارة الشرقية حيت حسب بعض الاحصائيات المتداولة وغير المصنفة بعالية السرية والصادرة من أجهزة مخابرات عالمية، أن منطقة الساحل والغرب الافريقي وشمال افريقيا باستثناء المغرب ومصر وتونس تضم مايفوق 12000عنصر مكون تكوينا عاليا من قواة مرتزقة فاغنر واغلبهم ممن كانوا ضمن عناصر القواة الخاصة ، وطبعا هذا العدد يتواجد جزء منه بالجزائر وليبيا موريتانيا ومالي.

عودة للتاريخ القريب، من منا عزيزي المتلقي لا يتذكر حادت مالي المأساوي، و عملية استهداف الشاحنتين المغربيتين، وقتل سائقيها وإصابة أحد المرافقين بجروح خطيرة العملية التي خلص التحقيق فيها انها نفدت من طرف وحدة مرتزقة مدربة عسكريا لاستهداف مقصورة الشاحنتين باستعمال عيار 12,7 ملم المخصص كذخيرة لرشاش كورد الروسي الصنع، وهو مدفع رشاش يستخدم كسلاح حربي مضاد للآليات العسكرية المصفحة يظهر أن استعماله تم من طرف وحدة مرتزقة ارهابية مدربة عسكريا لاستهداف مقصورة الشاحنتين، فلم تستهدف عجلاتها، كما أنه لم يثم السطو على محتوى الشاحنتين، الأمر الذي يرجح أنها عملية أنجزت بالوكالة، قامت بها فرقة مرتزقة مدربة على استعمال العتاد العسكري الثقيل ومخطط لها بدقة عالية.

وفي ذات السياق  فقد نبهت المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة الى خطر انتشار المرتزقة والشركات العسكرية والأمنية الخاصة في النزاعات المسلحة التي تعصف بالكثير من بلدان العالم خاصة بالقارة الافريقية والى تورط عناصر هذه القوات في تدريب جماعات إرهابية وعصابات مسلحة مدعومة من طرف دولة أو أكثر بدعوى الانفصال مما يشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن الدوليين.

كما أنه وخلال قمة الاتحاد الأفريقي في مطلع فبراير من السنة الماضية، دعا “بانكول أديوي”، مفوض الاتحاد للشؤون السياسية والسلام والأمن، إلى ضرورة العمل على اجلاء قواة المرتزقة بشكل كامل من أفريقيا.

ختاما ياسادة فإن إحتضان الجزائر لعدد لا يستهان به من مرنزقة فاغنر ودعم جزء آخر بالمال للعمل على تمركزه بي مالي ليس الهدف منه حماية المصالح الاقتصادية الروسية بافريقيا بل أكبر من ما يمكن أن يخلص له اي تحليل إستراتيحي وأمني.

إن تواجد مجموعات المرتزقة والعصابات المسلحة والجماعات الارهابية بالغرب والساحل الافريقي واحتضانها من طرف دولة الجزائر يعتبر تهديدا مباشرا للسلم بشمال افريقيا و منطقة “المغرب العربي” على الخصوص.

إن تهور العسكر الجزائري قد يحول المنطقة المغاربية الى جبهة جديدة للإرهاب وعمليات التهريب الكبرى، حقد الجزائر وحسدها للمغرب نار لا محالة ستحترق بها، قصر الزمن أم طال ولعل في ما خلصت اليه دراسة قامت بها الباحثة أماندين دوسولييه لفائدة “ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﺑﺣﺎث واﻟﻣﻌﻟوﻣﺎت ﺣول اﻟﺳﻼم واﻷﻣن” ببروكسل فيه أكبر عبرة لمن يعتبر، تقول الباحثة إن تورط عناصر مرتزقة في ارتكاب جرائم وانتهاكات حقوق الإنسان كما هو الحال في تندوف وعمليات اختطاف السياح الاجانب، وهو الأمر الذي سبق أن نبهت اليه وزارة الخارجية الإسبانية في غير دي مرة من تحدير مواطنيها من زيارة معسكرات “الصحراويين” في منطقة تندوف بالجزائر، ومن السفر إلى هذه المخيمات كونه محفوف بالمخاطر، بسبب عدم الاستقرار المتزايد في شمال مالي والنشاط المتزايد للجماعات الإرهابية.

لتنتهي ذات الباحثة أن المرتزقة باتوا بمثابة دولة داخل دولة في بعض الدول الإفريقية مما يهدد سيادة هذه الدول واستقرارها فهل ياترى سيتعقل نظام الجزائر ؟ أم أن كابوس التنمية وزعامة المغرب لافريقيا وانتصاراته الديبلوماسية، سيدفعه لا محالة الى التحالف حتى مع الشيطان.

*محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان

https://anbaaexpress.ma/pdrlc

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى