كشف رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين المبررات التي استند إليها الكرملين لغزو أوكرانيا، قائلاً إنها مبنية على أكاذيب لفقها خصومه في قيادة الجيش.
ورفض زعيم فاغنر للمرة الأولى المبررات الروسية الأساسية للعملية العسكرية في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير شباط 2022، وذلك في مقطع فيديو نشره مكتبه الإعلامي على تطبيق تليغرام أمس الجمعة.
كما قال يفغيني بريغوجين “لم يكن هناك أي شيء غير عادي يحدث في يوم 24 فبراير… تحاول وزارة الدفاع خداع المجتمع والرئيس وتحكي لنا قصة عن عدوان أوكراني غريب وبأن أوكرانيا كانت تخطط لمهاجمتنا هي وحلف شمال الأطلسي بأكمله”، واصفا الرواية الرسمية بأنها “قصة جميلة”.
وأضاف “كانت هناك أسباب للحرب، حتى يترقى شويغو إلى رتبة مارشال.وليحصل على قلادة بطل روسيا ثانية. لم تُشن الحرب لنزع سلاح أوكرانيا أو القضاء على النازية فيها”.
ودأب بريغوجين منذ أشهر على اتهام سيرغي شويغو، وزير الدفاع وفاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان العامة بقلة الكفاءة في منصبيهما، رغم أن انتقاداته على وسائل التواصل الاجتماعي، لا تناسب دوره المحدود في الحرب.
وكان قائد فاغنر تلك المجموعة الروسية التي لعبت دوراً بارزا على جبهات القتال في أوكرانيا شكك خلال الأشهر الماضية برواية موسكو لما يجري ميدانياً على الأراضي الأوكرانية.
وقال في تصريحات سابقة منتقدا وزارة الدفاع لتباطئها في إرسال تعزيزات عسكرية إلى قواته لا سيما في مدينة باخموت الأوكرانية: “نحن نغتسل بالدماء… لا أحد يرسل تعزيزات. ما يخبروننا به هو خداع”، مشيرا إلى القيادتين العسكرية والسياسية الروسيتين.
كذلك، شكك بإحدى أعنف تصريحاته ضد سيد الكرملين ووزير الدفاع سيرغي شويغو، بالأسباب التي كانت وراء قرار بوتين شن العملية العسكرية في أوكرانيا، قائلا “لمَ بدأت العملية العسكرية الخاصة؟.. كانت الحرب ضرورية من أجل الترويج الذاتي لمجموعة من الأوغاد”.
فاغنر تعلن السيطرة على روستوف الروسية
وفي السياق، أعلن قائد قوات فاغنر العسكرية، السيطرة على المنشآت العسكرية في مقاطعة روستوف العسكرية الروسية، وذلك بعد ساعات من إعلانه التمرد المسلح على روسيا متهماً القوات الروسية بأنها ضربت قواته، الأمر الذي نفته روسيا.
وقال في بيانه: “جميع المواقع العسكرية في مدينة روستوف تخضع لسيطرة قواتنا. وقد سيطرنا على المطار العسكري في روستوف حتى لا تقوم الطائرات بقصفنا، وإنما لتنفيذ مهامها في أوكرانيا”.
ومن جانبه، قال حاكم المقاطعة إنه “تم إلغاء جميع التجمعات الجماهيرية بعد دعوة قائد قوات فاغنر للتمرد مسلح”.
رتل عسكرية تابعة لمجموعة فاغنر في روستوف
وأظهرت مقاطع مصورة على قنوات لمدينة روستوف على تيليغرام، مسلحين يرتدون أزياء رسمية ويطوقون مبنى وزارة الداخلية في المدينة. وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الرتل العسكري توقف قرب مقر المنطقة العسكرية الجنوبية.
ونقلت مصادر أن مجهولين بلباس عسكري مموه طوقوا مقر المنطقة العسكرية الجنوبية والمقر الرئيسي لوزارة الداخلية ومبنى إدارة المدينة.
ودعا حاكم المدينة فاسيلي غولوبيف، القوات الأمنية لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان سلامة سكان المنطقة، وطلب من الجميع التزام الهدوء وعدم مغادرة المنازل إلا للضرورة.
وفي سياق متصل، اعتبر مراقبون أن المدينة ذات أهمية استراتيجية خاصة أنها تعتبر إحدى خطوط الإمداد للقوات الروسية، لوقوعها قرب الحدود الأوكرانية. وهي قريبة من الطريق السريع M03 الاستراتيجي القريب من مدينة سلوفنسك، الذي يربط كييف بخاركييف، ويستمر حتى الحدود الروسية بالقرب من روستوف.
ويقع مركز روستوف على بعد 1067 كيلومتر من جنوب شرق موسكو، وتقع في الجنوب الشرقي من السهل الأوروبي الشرقي، فيما تقع معظم المدينة على الضفة اليمنى لنهر الدون.
وحسب المراقبين، تمر خطوط السكك الحديدية شرق أوكرانيا عبر روستوف، وسيتطلب إزاحة فاغنر من روستوف قوة كبيرة بنفس القدر، مما يحول المدينة إلى منطقة حرب وبالتالي قطع خطوط الإمداد.
3 تعليقات