افتتح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم الأحد (11 يونيو 2023) في الرياض، الدورة العاشرة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين 2023، الذي تنظمه وزارة الاستثمار السعودية، بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية واتحاد الغرف العربية تحت شعار “التعاون من أجل الرخاء”.
وفي كلمته في المؤتمر، الذي يحظى برعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أكد وزير الخارجية السعودي حرص ولي العهد بالرفع من مستوى العمل للخروج بنتائج تليق بالشراكة العريقة والمتقدمة في جميع المجالات الاستثمارية الحيوية بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية.
ونقلت وكالة الأبناء السعودية “واس” عن الأمير فيصل بن فرحان قوله: “إن المؤتمر يعد فرصة للعمل على تعزيز وتكريس الصداقة العربية الصينية التاريخية، والعمل على بناء مستقبل مشترك نحو عصرٍ جديدٍ يعود بالخير على الشعوب، ويحافظ على السلام والتنمية في العالم”.
وأضاف بأن موضوع المؤتمر “التعاون من أجل الرخاء”، يؤكد الأهمية البالغة والإمكانات الكبيرة والرؤى المشتركة التي تكمن في العلاقات الاستثمارية والتجارية بين العالم العربي والصين، ويسلط الضوء على كيفية التوافق المشترك وتبادل الخبرات وإطلاق فرص جديدة للنمو والاستثمار، والتي من شأنها تحقيق الرخاء والتقدم والازدهار لشعوب المنطقة والعالم.
وأشار وزير الخارجية إلى الزيارة التاريخية الناجحة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض في ديسمبر 2022، والتي زادت من توطيد الروابط بين البلدين الصديقين في كافة المجالات سواء السياسية أو الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، والتي تزامنت مع إطلاق أول قمة عربية صينية، وقمة خليجية صينية، والتي أثمرت جميعها عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بقيمة تجاوزت 50 مليار دولار، شملت مجموعة من القطاعات المختلفة.
وأوضح بأن الصين تعد الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، حيث بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين الجانبين 430 مليار دولار في العام 2022م، بمعدل نمو بلغ 31 % مقارنة بالعام 2021م، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تمثل ما نسبته 25% من إجمالي التبادل التجاري بين الصين والدول العربية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة والصين 106.1مليار دولار في عام 2022م، بمعدل زيادة بلغ 30% مقارنة بالعام 2021م.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط “إن العلاقات العربية الصينية ممتدة عبر التاريخ وضاربة في أعماقه، حيث شكّل التواصل بين الشعبين العربي والصيني رصيدا من التفاهم والثقة المتبادلة”.
ولفت الأمين العالم إلى أن آلية مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين تعد من أولى الآليات التي أنشئت في إطار منتدى التعاون العربي الصيني، حيث ساهمت بشكل واضح في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية والصين.
وأشار الامين العام في هذا الإطار إلى أن هذه الدورة تكتسب أهمية متزايدة خاصة في ظل ما يشهده الوضع الدولي من أحداث سلبية أدت إلى تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وحول تدفق الاستثمار إلى المنطقة العربية، أوضح الأمين العام في كلمته أنه بالرغم أن المنطقة تمتلك الكثير من الفرص التي تتيحها امكاناتها إلا أنها ظلت مستقطبا ضعيفا لرؤوس الأموال الواردة إليها، معقبا بأن هناك مؤشرات إيجابية في ظل إطلاق الدول العربية عدد من الخطط التنموية الطموحة.
ويشارك في المؤتمر، الذي يستمر يومين، 150 متحدثاً من كبار الخبراء حول العالم و3 آلاف شخصية من صناع القرار في 23 دولة.
ويسعى المؤتمر إلى تعزيز وتوثيق التعاون التجاري والاقتصادي بين مجتمعي الأعمال العربي والصيني، واستكشاف فرص الاستثمار النوعية؛ في العديد من القطاعات، من أبرزها: التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والزراعة، والعقارات، والمعادن، وسلاسل الإمداد، والابتكار.