آراءسياسة

الحرب الروسية – الاوكرانية.. إلى أين ؟

تشهد الحرب الروسية – الأوكرانية متغيرات ومعطيات جديدة، بعد عام ونصف من القتال والدعم اللا محدود الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية ودول الناتو الـ 29 لأوكرانيا، والتي تعد حرب عالمية ضد روسيا الإتحادية وماتعرضت له من عقوبات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية.

حجم الدعم العسكري لأوكرانيا 

لم تتوانى الدول الأوروبية في إغذاق أوكرانيا بكافة أنواع الدعم العسكري، والذي يعد تجربة لآخر ماتوصلت إليه الصناعات العسكرية، تجاوزت المحظورات من الأسلحة علها تقع في أيادى الروس، لدول ليست عضو في حلف الناتو !

وقد بلغ حجم الدعم العسكري الأمريكي الغربي مايفوق مائة مليار دولار فقد أصبح الدعم الأمريكي يحضى بالأولوية الأولى لإدارة الرئيس بايدن، لدرجة حدوث تضخم في أمريكا، كل ذلك من أجل هزيمة روسيا الإتحادية، كما أن العقوبات الإقتصادية لم تحقق أهدافها في ظل تكمن روسيا من الصمود والنجاح في مناطق أخرى من العالم، واستفادت روسيا في إيجاد أسواق جديدة مع الهند والصين وجنوب أفريقيا في إطار المنتظم الجديد “البريكس” !

وللمتبع للعملية العسكرية، فشلت كافة أنواع الدعم بأحدث أنواع الأسلحة لأوكرانيا، ولعل آخرها الدبابات الحديثة الأمريكية “ابرامز ام 1″، وبريطانيا قدمت دبابات “تشالنجر 2” المزودة بقذائف اليورانيوم المنضب، وألمانيا وبقية الدول الناتو قدمت دبابات “ليونارد 1″، ومدفعية وصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وطائرات مسيرة وطائرات حربية ومنها روسية الصنع إمتلاكتها الدول الشرقية التي كانت في حلف وارسو، مما يعد مخالفة للإتفاقيات الاقتناء.

وبعدما سيطرت القوات الروسية على 4 مناطق في مقاطعة “دونباس” وهي دونيسك ولوغانسك خيرسون وزاباروجيا بعد معارك ضارية وخسائر بشرية وعتاد، أعلنت أوكرانيا بداية هجوم جديد لإستعادة أراضيها في ظل تشكيك وتحذيرات غربية من فشل هذا الهجوم، حيث تحولت القوات الروسية للدفاع وكما معروف بأن مهمة المدافع أسهل من المهاجم، بالإضافة إلى السيطرة الروسية على الجو من خلال أحداث الطائرات والصواريخ وقد أثبتت فاعليتها في تدمير الدبابات الغربية.

جاء حادث تدمير سد “كاخوفكا ” في جنوب أوكرانيا في 6 يونيو الماضي والذي أحدث فيضانات وأيضا اتهامات متبادلة عن مسؤولية تدمير، في ظل خطة كل طرف للمعركة القادمة بين روسيا المدافعة وأوكرانيا المهاجمة.

توقعات لمآلات الحرب 

مع مرور الأحداث يتضح للمراقبين بأن أسباب الحرب إستراتيجية ومخطط لها منذ سنوات، عندما حدث صراع داخل أوكرانيا وتحديدا في عهد الرئيس “فكتور يانوكوفيتش”، في عام 2014 الذي شهد احتجاجات واسعة أثارت الشكوك حول التدخلات الأمريكية.

في عهد الرئيس “يانوكوفيتش” الذي فاز بالرئاسة والذي رضخ لسيطرة روسيا على جزيرة القرم، التي دعمت الإنفصاليين الروس في مقاطعة دونباس واعلانهم الاستقلال عن أوكرانيا.

في عام 2019 انتخب الرئيس الحالي “زيلنسكي ” والذي أثار الاعتقاد بأنه صنيعة أمريكية، ولعل رفضه للمساعي الروسية من أجل إقناعه بأهمية العلاقة والروابط الإجتماعية والجغرافية والمصالح الإقتصادية.

كل ذلك تأكد لدى الكثيرين بأنه ينفذ المخطط الأمريكي، وسعيه للانضمام للناتو وإقامة قواعد عسكرية لتهديد روسيا الاتحادية.

وبرزت تكهنات حول مآلات حرب الاستنزاف والتي قدمت فيها أمريكا والناتو كافة أنواع الاسلحة وإتخذت عقوبات اقتصادية، تأثرت بها الدول الأوروبية وفي مقدمتها بريطانيا المحرك الأساسي للصراع مع الولايات المتحدة وألمانيا التي كانت شريك اقتصادي لروسيا، وفرنسا الراعية للإتحاد الأوروبي والتي تعاني من أزمة اقتصادية وتراجع في سياساتها وتواجدها في أفريقية.

أوكرانيا التي دمرت بنيتها التحتية واقتصادها ومؤسستها العسكرية، وليتم التضحية بها وتقسيمها بين دول الجوار، أما روسيا الإتحادية فهي تواجه حرب عالمية، وجدت نفسها مجبرة على خوضها من أجل الدفاع عن وجودها، بل من أجل الأمن والسلام في العالم في ظل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية الانفراد بالعالم.

وقد وجدت في الصين وروسيا العدو الحقيقي لمصالحها  في ظل تنافس في أماكن أخرى من العالم حيث تواجدت الصين وروسيا الإتحادية..

ويبقي الانتظار والتنبؤات لتحولات جديدة نحو إنهاء الحرب بانتصار أحد الطرفين أو الإستمرار لما نهاية !!

https://anbaaexpress.ma/305qo

إدريس أحميد

صحفي و باحث في الشأن السياسي المغاربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى