كشفت صحيفة el pais المقربة من الحكومة الإسبانية عن “إحتكاك” دبلوماسي جديد بين اسبانيا والمغرب، حيث تقدمت مدريد بشكوى رسمية إلى الرباط لوصفها سبتة ومليلية بالمغربيتين في وثيقة أرسلتها للمفوضية الأوروبية.
وجاء الموقف الإسباني ردا على انتقادات وجهها المغرب إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس، بسبب إقدام الأخير على وصف المدينتين بأنهما مدينتان إسبانيتان.
وحسب ذات المصدر الإسباني، عبرت مدريد عن رفضها خلال مذكرة أرسلتها إلى سفارة المغرب في مدريد عن رفض وزارة الشؤون الخارجية بشكل قاطع اللغة التي يستخدمها المغرب للإشارة إلى الثغرين (المحتلتين) وتؤكد مدريد أن ما أسمتها الحدود الإسبانية لا تقبل النقاش.
وذكرت El País أن وصف المدينتين بأنهما مغربيتان أمر “غير متناسق في إطار العلاقات الجديدة بين إسبانيا والمغرب، خاصة عندما قام البلدان في 26 ماي بتجربة جمركية تجارية ثالثة عبر هاتين المدينتين، والتي تضمنت في تلك المناسبة مرور البضائع من المغرب إلى سبتة لأول مرة”.
ووجه المغرب رسالة احتجاج إلى المفوضية الأوروبية بسبب اعتبار الأخيرة كلا من سبتة ومليلية أراضي إسبانية.
وفي خطاب لوم ضد نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة مارغريتيس شيناس، وجهه المغرب ردا على تصريحات صدرت عنه خلال مشاركته في القمة الأوروبية لوزراء الخارجية في بروكسل والتي اعتبرها عدائية، أكدت الرباط أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان.
وكان اليوناني شيناس، قد اتهم خلال مشاركته في منتدى أوروبي حول الأمن والدفاع، المغرب باللجوء إلى تهديدات متنوعة واستخدام المهاجرين كسلاح، ضد الاتحاد الأوروبي، بحسبما أوردته تقارير إسبانية.
وفي ذات السياق وحسب وسائل إعلام اسبانية، فإن المغرب احتج رسميا لدى المنظمات الأوروبية، حول تصريحات المسؤول الأوروبي اتهم فيها المغرب باستغلال ورقة المهاجرين سياسيا، مؤكدا أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان.
ويتشبث مارغريتيس شيناس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة بموقفه بأن المدينتين تتواجدان ضمن التراب الإسباني والأوروبي.
عند ضعف إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي، احتتلت البرتغال سبتة عام 1415م بقيادة الأمير هنري البحار، الذي كان يهدف إلى القضاء على نفوذ المسلمين في المنطقة و سقطت مليلية في يد الإسبان عام 1497م ، وظلت سبتة تحت الاحتلال البرتغالي حتى عام 1580 عندما قامت أسبانيا بضم مملكة البرتغال. و بعد اعتراف اسبانيا باستقلال البرتغال تنازلتْ البرتغال عن مدينة سبتة إثر مُعاهدة لشبونة عام 1668م للإسبان .
فالسؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا لماذا لم يُحرّر المغرب هاتين المدينتية و التي مرّت على احتلالهما ستّة قرون ، أم هناك اتفاقية ما بين المغرب و إسبانيا تنُصّ على شيء مّا ؟ هذه القضية يلُفّها غموض كبير .