دعا السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أمام مجلس الأمن في نيويورك، إلى احترام مبدأ حسن الجوار، والقيم العالمية للعيش المشترك، وضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وخلال نقاش مفتوح مخصص لـ”تعزيز تدابير الثقة من أجل استدامة السلام”، برئاسة وزير الخارجية السويسري، إغناسيو كاسيس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس لشهر ماي، شدد السيد هلال على أن النزاعات الحالية والناشئة تؤدي إلى بروز ديناميات جيوسياسية وعابرة للحدود متعددة الأبعاد ومعقدة، الأمر الذي يتطلب تعزيز تعددية الأطراف، من خلال تحفيز مقاربات شمولية، تشمل على الخصوص الاحترام الكامل للوحدة الترابية والسيادة الوطنية للدول الأعضاء.
وفي هذا السياق، شدد على أهمية النهوض بالوساطة والحوار، وتعزيز استدامة السلام وتوطيده، باعتباره إجراء للثقة لا محيد عنه يسهم في الحيلولة دون نشوب الصراعات، وتقوية استقرار الدول وتنميتها.
ومن أجل بناء سلام دائم قادر على مواجهة التحديات الأمنية متعددة الأبعاد للقرن الحادي والعشرين، يضيف السيد هلال، يتعين على الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، مواصلة العمل بميثاق الأمم المتحدة لمنع نشوب الصراعات، وتعزيز التسوية السلمية للنزاعات.
وفي هذا الصدد، شدد السيد هلال على أن المغرب، وفي إطار العناية التي يوليها للنهوض بحقوق المرأة، ووفقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أطلق خطة عمله الوطنية حول المرأة والسلام والأمن في 23 مارس 2022، دعما لقرار مجلس الأمن رقم 1325. كما وضعت المملكة سياسات تراعي النوع الاجتماعي وتعزز مشاركة النساء والشباب وقدرتهم على الصمود وقيادتهم في جميع المجالات.
وأشار الدبلوماسي إلى أن المغرب يؤكد أيضا على دور الشباب في النهوض بالسلام والأمن داخل مجتمعاتهم، وضرورة إسهامهم في عملية صنع القرار على المستوى الوطني والإقليمي والدولي.
واعتبر أن “هؤلاء الشباب لا يمثلون المستقبل فحسب، بل يمثلون أيضا مرحلة حاسمة من حاضرنا، ومساهماتهم تساعد بشكل كبير في جهود منع الصراع والحفاظ على السلام”.
من جانب آخر، أشار السفير إلى أن اللجوء إلى سلسلة من مقاربات وأدوات تعزيز الثقة كفيل ببناء سلام دائم ومستدام في مواجهة التحديات الملحة، مضيفا أنه “حين تتبادل الدول الثقة، فإنها تنحو أكثر نحو العمل معا والتعاون وإيجاد حلول للمشاكل المشتركة”.
وتميزت جلسة النقاش المفتوح في مجلس الأمن بمشاركة رئيس وزراء مقدونيا الشمالية، ووزير الدولة الإماراتي المكلف بالذكاء الاصطناعي، ووزيرة الدولة الألمانية، ونائب وزير الشؤون الخارجية الياباني، وكذلك رئيس الدبلوماسية السويسرية الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن للمرة الأولى في تاريخها.