تعيش مخيمات العار والذل في مخيمات تندوف، جنوب شرق الجزائر، منذ أكثر من أربعة عقود، وضعية مزرية تفتقد لأبسط ظروف العيش الكريم، ورغم تواجدها على التراب الجزائري، فإن هذه الأخيرة، ترفض إحصاء ساكنة المخيمات وعدم الإلتزام بالتوصيات الدولية المتعلقة باللاجئين، وحقيقة الأمر أنهم محتجزين، يمارس عليهم، النظام العسكري، أبشع الإنتهاكات حقوق الإنسان.
وضع مأساوي واللاإنساني للصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر، الذين يتعرضون لعمليات تلاعب غير أخلاقية ودنيئة، بشكل ممنهج ويستغلونه كأداة للإبتزاز السياسي.
وفي نفس الوقت، النظام العسكري الجزائري لا يجد أي حرج في السماح لمليشيا البوليساريو بتسيير وتدبير شؤون المخيمات، رغم أن قيادة البوليساريو، التي يتزعمها الجلاد إبراهيم غالي، تمتلك ماض أسود، ملطخ بالدماء، ومتهمة من طرف القضاء الدولي، بجرائم ضد الإنسانية، على سبيل المثال، جرائم القتل والإغتصاب والإختطاف، والإتجار في البشر، وتعذيب ساكنة، مخيمات تندوف، خصوصا خلال ثمانينيات القرن الماضي.
وخلال، منتصف الأسبوع الماضي، شهدت مخيمات الإحتجاز بتندوف، حالة غليان وتوتر غير مسبوق، وإصطدامات عنيفة حيث هاجم شباب من ساكنة المخيمات، ما يعرف بمقر “الدرك” التابع لمليشيا البوليساريو، المتكون من مراهقين وبعض قطاع الطرق الذين إنظموا لقوات البوليساريو قادمين من مالي والنيجر وغيرها من دول الساحل، في المعسكر المعروف بـ “الداخلة” على بعد 170 كلم جنوب شرق الرابوني.
وأضرموا النار في ثلاث سيارات ومعدات المقر المذكور، وأطلقت عناصر ما يسمى بالدرك، أعيرة نارية تحذيرية قبل أن يفر المتظاهرون.
وصرح لأنباء إكسبريس، بخصوص هذا الحادث المأساوي، من مدينة العيون كبرى حواضر مدن الصحراء المغربية، الناشط “عمر خنيبيلا” رئيس لجنة الإعلام والإتصال بحركة صحراويون من أجل السلام، مؤكدا أن “ظهور أصوات معارضة وأخرى منددة بالواقع المعاش عجلت من سقوط البوليساريو، في وحل الإصطدام مع ساكنة مخيمات تندوف العزل، مضيفا أن هذه الساكنة لم تعد تهتم بصرخات ابراهيم غالي أو نداءات التهدئة التي يقودها محمد لمين أحمد ولا حتى بوعود إبنة تندوف مريم السالك حمادة واصفا إياها بالمسير الحقيقي لمخيمات تفتقد لأبسط أسس العيش الكريم”.
وأضاف عمر خنيبيلا في تصريحه لأنباء إكسبريس “ان إستهداف العائلات والتهجم على النساء وإختطاف الشباب أمر ليس بالجديد في تاريخ البوليساريو المليئ بالإجرام وهتك الحرمات”.
مؤكدا، “أن الجديد في الأمر هو ردات فعل ساكنة مخيمات تندوف التي أصبحت تأخذ شكلا آخر من الغضب، مما يظهر الحالة النفسية التي تعيشها هذه الساكنة جراء الوضعية المعيشية المأساوية والمزرية، في مقابل حياة البذخ التي تعيشها القيادة أبنائها في مختلف مناطق العالم”.
وفي الأخير، قال رئيس لجنة الإعلام والإتصال بحركة صحراويون من أجل السلام، موضحا، “أن ما يحدث في مخيمات تندوف قد يكون كفيلا بإعلان نهاية البوليسايو، واصفا إياه بالشبح الذي تسبب في تيهان الصحراويين في مختلف بقاع العالم باحثين عن وطن أو هوية أو أرض تقبل بهم”.
وللإشارة، البوليساريو تعيش حالة عدم إستقرار على وقع النزاعات القبلية، والإصدامات، المستمرة، في المخيمات التي إتخذت طابع حرب العصابات، كما إرتفعت حدة العنف لدرجة أن عصابة البوليساريو، تطلب من العسكر الجزائري، تعزيزات عسكرية، من أجل قمع المحتجزين، وإجبارهم على الخضوع والتراجع عن الإحتجاج.