حتى وقت قريب، كان من المفترض أن يربط نفق بطول 42 كيلومترًا تحت البحر الأبيض المتوسط المغرب بإسبانيا. وتتجه سلطات البلدين إلى بناء جسر فوق مضيق جبل طارق، بين مدينة طنجة وبونتا بالوما بالقرب من طريفة، بدل النفق الذي تعتريه صعوبات وتعقيدات لإنجازه.
وكانت وزيرة النقل والتنقل والأجندة الحضرية، راكيل سانشيز خيمينيث، هي التي كشفت عن هذا القرار منذ يومين. يمثل الجسر استثمارًا هائلاً بين أوروبا وإفريقيا.
وأضافت الوزيرة الإسبانية”بعد عدة اعتبارات يتبين أن إنجاز الجسر أكثر معقولية من النفق”، مشيرة إلى أن الجسر أيضا سيأخذ استثمارات ضخمة لإنجازه.
وبحسب الدراسات، سيسمح الجسر بعبور 15 مليون طن من البضائع و 17 مليون مسافر سنويًا مما قد يساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لغرب البحر الأبيض المتوسط.
مضيفة، هذ المشروع القاري بالنسبة لإسبانيا والمغرب أصبح ضرورة مهمة، من أجل الرفع من الروابط الأوروبية الإفريقية في العديد من المجالات من أبرزها التجارة.
وإسبانيا في الواقع، الشريك التجاري الأول للمغرب الذي يصدر جزءًا كبيرًا من إنتاجه، وخاصة الإنتاج الزراعي ، إلى الاتحاد الأوروبي.
وتجدر الاشارة أن مشروع نفق البحر الأبيض المتوسط بدأ في عام 1979 من قبل الملك الراحل الحسن الثاني ونظيره الإسباني خوان كارلوس الأول، ويهدف مشروع نفق البحر الأبيض المتوسط إلى ربط إفريقيا وأوروبا بالسكك الحديدية، مروراً بمضيق جبل طارق.
تم إنشاء شركتين حكوميتين، إحداهما مغربية (سنيد) والأخرى إسبانية (Secegsa)، برئاسة لجنة مختلطة ، لدراسة جدواها، مما أدى إلى العديد من عمليات الحفر والدراسات والاختبارات على مدار 40 عامًا.
كان المشروع قد توقف في السنوات الأخيرة ، بسبب تخفيضات الميزانية في إسبانيا في أعقاب الأزمة المالية لعام 2008 والخلافات الدبلوماسية بين مدريد والرباط.
لكن العلاقات عادت إلى طبيعتها بعد الدعم الإسباني لخطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب عام 2007 للصحراء.
وبذلك أعاد البلدان إحياء مختلف القضايا الثنائية وفي الميزانية الإسبانية لعام 2023 ، تم الإفراج عن تخصيص لتمويل دراسة “ضرورية” جديدة لـ “إطلاق عملية بناء البنية التحتية لهذا المشروع”.
2 تعليقات