آراءسياسة

ليلة القدر في السودان

تعيش السودان، أياما عصيبة في آخر أيام الشهر الفضيل من رمضان، فقد إستفاقت البلاد على دوي إطلاق نار وإنفجارات، و صراع بين مكونات الجيش السوداني و قوات الدعم السريع.

صراع على ما يبدو سياسي أكثر منه فني. صراع على السلطة و ليس حول كيفية و طريقة إدماج كلا القوات  (الجيش السوداني و الدعم السريع) في منظومة واحدة بإشراف قيادة واحدة و تحت مظلة مدنية واحدة، كما جاء في الاتفاق الاطاري بين المكون المدني و العسكري على حد سواء.

التهافت على السلطة و إدخال البلاد في المجهول و التنصل من الإتفاق الاطاري الذي ينص على مدنية الدولة و إبعاد المكون العسكري عن السياسة بشكل كامل، و إشتغاله بحماية الدولة و عودته إلى الثكنات و ممارسة مهامه في حماية أمن الدولة فقط.

كل هذه العوامل، زيادة على التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للسودان من أطراف متعددة، كل هذا أدى إلى إشعال نار الفتنة بين المكون العسكري، لتعيش السودان فصلا جديدا من الفوضى الخلاقة و المصير المجهول.

تضارب المعلومات حول السيطرة على الوضع من كلا الأطراف المتصارعة، جعل من الصعب الحصول على المعلومة الدقيقة حول حقيقة ما يجري في ساحة القتال مما يؤشر عن ضبابية في المشهد السياسي، كما أن بيانات كلا الطرفين متناقضة و لا تعطينا الصورة الواضحة لما يحدث على ساحة المعركة.

معركة قد تنتهي بلا غالب ولا مغلوب، لكن الضحية الأكبر في هذا المشهد لن يكون سوى الشعب السوداني و المدنيين على الخصوص، و غياب فرحة العيد في آخر أيام الشهر الكريم.

يعيش الشعب السوداني ليلة القدر على وقع دوي الإنفجارات و صوت الرصاص و صراع دامي على السلطة بين الجيش و الدعم السريع.

لمن يا ترى ستؤول الغلبة في هذا الصراع الخاسرة بعدما ينقشع غبار المعركة؟

https://anbaaexpress.ma/ltwxq

أحمد الونزاني

كاتب وباحث مغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى