ثقافة

عن الكتابة (1-2)

بقلم: عفاف خلف.. روائية فلسطينية

يا صديقة،،،
سأحدثك عن قصة “الكتابة،” حيث أنا ومساحات الروح البيضاء وصوتك يهطل مثل الدمع فتبتل الأوراق، أتدثر بالورق الناعم وأنثر روحي

فيصير جسدي دَن الخمر الأزرق، ثقيلاً كامرأةٍ تتهيأ للوضع، خفيفاً ومزهواً كريشة طاووس، وأعّب مني، أنا النيل الذي يجري أو تجف على ضفتيه المفردات، فانتظروا مواسم خصبٍ أو لا تنتظروا، ما أكثر ما سيجف فيكم الضرع بانتظار ولادةٍ مني..

يا صديقة،،
بعد لم تفهمي كنه الحكاية، أنا والمفردة وروحٌ قِلق كطائر ينفض عن جناحيه ما تبلّد من غيم ثلاثة أقانيم اجتمعت فيّ فكيف لا يبتدأ الخلق!
ستقولين: لم أفهم بعد!
وسأهمس:
– لكِ هذي الروح فضاءً ” فابسطي ” جناحيكِ، فحوى الكتابة تحليقٌ لا حبس.

وأحلّقُ أنا المشغول من ريشٍ وهذيانٍ يشابه ” مأخوذاً ” منه/ إليه، فارتفعي أو لتهبطي إليّ، سألقاكِ هنا، على حد السطر الأول، وأكشط عن جلدك ما ” أدم ” فيكِ لأصيّرك بمجد الحرف ” ملاكاً ” أو ” طيناً ” عجنته الشهوات فهوى حيث يستطيعُ ولا أستطيع اللحاق. فنامي، سأكتبُ ما انتظمَ فيكِ، ما أنتثر وتكّسّر على ساعدي، وما تكاثر على جذعكِ من صورٍ، فنامي، لكِ هذا ” الخلود ” مقام.

يا صديقة،،،
طينك بشري أكثر مما يحمل هذا ” القلم “، وقلمي من خط على الألواح ” حكايتك ” فخلدتُ، أفهمتِ الآن!

أنا العشبة التي أطلقها جلجامش على عتبة النهر ليصطاد الماء، وحين عاد امتلئتُ، كنتُ اسفنجاً ثم صرتُ فم ” القدر ” الحامل، وصارَ ” سطراً ” فهلا وجدتِ حكايتكِ الآن!

يا صديقة،،،
صوتك نسيج شباكاً، غزلَ روحٍ والكلمات كرات الصوف فبأي آلاء الكلمات أراكِ، بأي الآلاء!

https://anbaaexpress.ma/h6l6o

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى