أفريقياتمازيغتمجتمع

رمز حركة “الماك” الأمازيغية في مسلسل “الدامة” يرعب النظام العسكري الجزائري

أثار مؤخرا ظهور رمز حركة إستقلال القبائل الأمازيغية، “الماك” على جدار في مشهد من مسلسل “الدامة” الجزائري، الذي  يعرض في شهر رمضان، حفيظة النظام العسكري الجزائري، الذي أرعبه المشهد، وأحدث جدلا واسعا في البرلمان الجزائري ووسط المجتمع.

مما دفع السلطات الجزائرية، المختصة إلى مطالبة التلفزيون العمومي بتوضيحات، حول ظهور شعار حركة تقرير المصير في منطقة القبائل الأمازيغية “الماك”.

والجدير بالذكر، مسلسل “الدامة” يتطرق للعديد من المشكلات، الإجتماعية الكبرى والراهنة في المجتمع الجزائري، إلا أنه أثار غضب الكثير من النواب في البرلمان الجزائري وكذلك، الجهات الرسمية، التي تخشى مواجهة الحقيقة التي تنذر بتفكك المجتمع، الجزائري وإنتشار العديد من الظواهر الخطيرة، مثل الجريمة المنظمة، والسرقة، والإتجار في المخدرات والفساد.. إلخ، ظواهر تنخر المجتمع الجزائري ومستقبل البلاد وتستهدف شبابها.

وطالبت سلطة ضبط السمعي البصري، التلفزيون العمومي الجزائري، في بيان، بتوضيحات حول مشهد يظهر فيه جدارا، بأحد الأسواق في حيّ باب الواد الشعبي، وهو المكان الذي تمّ تصوير المسلسل “الدامة”، مكتوب عليه كلمة “MAK” رمز حركة تقرير المصير في منطقة القبائل.

بيان سلطة ضبط السمعي البصري الجزائرية 

وللإشارة، حركة “الماك”، هي حركة سياسية تنشط بشكل سلمي، كانت تعرف قبل 3 أكتوبر سنة 2003 بإسم، “حركة إستقلال القبائل”، وهي منظمة سياسية، أمازيغية تسعى للحكم الذاتي والإنفصال لإقليم القبائل في الجزائر، وتأسست عام 2001 بعد إضطرابات “الربيع الأسود” على يد “فرحات مهني” الرئيس، الحالي للحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل ويوجد في المنفى بفرنسا، وصنفها النظام العسكري الجزائري في ماي سنة 2020 كحركة إرهابية، بسبب خوفه من الحركة وإنزعاجه منها.

ردّ التلفزيون الجزائري الرسمي، على إتهامه بأنه تعمّد إظهار إسم حركة “الماك” المحظورة في الجزائر، خلال بثّ إحدى حلقات مسلسل الدامة الذي يعرض خلال شهر رمضان.

وقال التلفزيون الرسمي، الجزائري، في بيان، إنّ سبب ظهور هذه الكتابات خلال بثّ المسلسل يعود إلى عدم التركيز، سواء في أثناء التصوير أو التركيب أو عند إعادة مشاهدة الحلقات.

وأضاف البيان، أنه “اتخذت إجراءات صارمة ضد المتسببين في ذلك”، دون توضيح ماهية الإجراءات التي تمّ اتخاذها، موضحاً أنّ هناك التباساً في القراءة الصحيحة لهذه الأحرف، التي لا تعبّر حسب سكان الحي عن رموز الحركة الإنفصالية.

بدورها، أكّدت سلطة ضبط السمعي البصري في الجزائر، أنّ “التلفزيون العمومي له مسؤوليته القانونية، تجاه ما يقدمه من أعمال للمشاهد وتفادي الأخطاء المهنية غير المبررة”.

ودعت إلى ضرورة إحترام جميع مراحل إنتاج العمل التلفزيوني ووجوب حرص لجنة المراقبة القبلية على تجنّب الوقوع في الغموض والملابسات التي قد تحمل تأويلات وتعطي قراءات سيميولوجية ذات أبعاد خطيرة.

يُشار إلى أنّ بيان التلفزيون الجزائري، جاء ردّاً على سلطة ضبط السمعي، التي طلبت توضيحات من التلفزيون الرسمي حول ظهور اسم حركة “الماك” مكتوباً على جدار، في إحدى حلقات المسلسل الذي يبثت خلال شهر رمضان.

مشهد ظهور رمز حركة “MAK” في مسلسل الدامة 

أما البرلمان الجزائري، عرف ضجة كبيرة بخصوص المسلسل، الذي عرى عن المجتمع الجزائري وما يعانه، من تفكيك أخلاقي، بسبب الحكم العسكري الجزائري الديكتاتوري.

وجّه النائب البرلماني عبد الله عماري، أسئلة شفوية لوزير الإتصال، محمد بوسليماني، حول ما تبثّه بعض القنوات، العمومية من مسلسلات، قائلا: “تشجع الرذيلة وتعاطي المخدرات والمهلوسات”، وأشار النائب إلى أن البرلمان ناقش مؤخراً موضوع المؤثرات العقلية.

وقال النائب، العسكري إنّ مسلسل “الدامة” فيه مبالغة في طرح موضوع الترويج للمخدرات بما في ذلك الأطفال، معتبِراً العمل تجاوزاً في حقّ الجزائريين.

وكرد على أسئلة النواب، الموجهة إلى وزير الإتصال، محمد بوسليماني، قام بتنفيذ تعليمات عسكرية، مؤكدا بأن الوزارة سحبت الإعتماد من قنوات خاصة، وبتكليف الجهات المختصة بتنفيذ قرار الوقف الفوري والنهائي، أو المؤقت لتلك القنوات، مع دعوة مسؤولي القنوات المعنية إلى وقف بثّ أجزاء أو مسلسلات بكاملها، وتوجيه تحذيرات وإنذارات لكل مؤسسة إعلامية لا تحترم أخلاق المجتمع مع اتخاذ إجراءات ردعية في حال إخلال قنوات تلفزيونية بالتزاماتها.

وللإشارة، تدور أحداث، المسلسل في حي باب الوادي الشعبي، ويسلط الضوء على طبيعة الحياة في الأحياء الشعبية، وما يعانيه المجتمع من فقر وقهر وذل، كما يعالج المسلسل الآفات الإجتماعية مثل المخدرات السرقة عصابات الأحياء والاستغلال الجنسي وغيرها.

وحسب عدة مراقبين، للشأن الجزائري، هذا الحادث هو نموذج مصغر، لغليان كبير، وسط الجزائر، يعبر بشتى الأنواع عن المعاناة التي يعيشها الشعب الجزائري، وبأن الحراك الشعبي مزال مستمر، والخروج إلى الشارع هو الحل.

بالإضافة إلى ظهور رمز حركة إستقلال القبائل “الماك” في المسلسل، هو إشارة إلى الطغمة العسكرية بأن الحركة موجودة وقوية وممكن أن تخترق المؤسسات من داخل البلاد رغم الحصار المفروضة عليها.

https://anbaaexpress.ma/zvt0h

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى