أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية، في تقرير لها، نشر مساء أمس الاربعاء، أن قطر والمغرب هي من بين خمس دول إقليمية تقاوم جهود المملكة العربية السعودية لإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.
ونقلاً عن مسؤولين عرب ذكرت الصحيفة الأمريكية أن الدول التي كانت تقف ضد عودة سوريا تشمل قطر والكويت والمغرب واليمن ومصر – على الرغم من دفئ العلاقات الأخيرة مع نظام بشار الأسد.
يأتي التقرير وسط تكهنات متزايدة بشأن عودة سوريا إلى الكتلة المكونة من 22 عضوا بعد تجميد عضويتها في عام 2011 ردا على قمع نظام بشار الأسد للإحتجاجات الشعبية التي إجتاحت عموم التراب السوري.
يبدو أن المملكة العربية السعودية التي تستضيف قمة جامعة الدول العربية في 19 ماي، تقود الجهود في محاولة إعادة النظام السوري وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا عن موقف الرياض في أعقاب الحرب في سوريا.
وتعلق الصحيفة الأمريكية أن خطوة الترحيب بسوريا يقف وراءها ولي العهد السعودي، بشكل يزيد من تأثيره على دمشق وبقية المنطقة.
ووصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أمس الأربعاء إلى السعودية في أول زيارة من نوعها منذ أكثر من عقد.
ولكن المسؤولين العرب الذين تحدثت معم الصحيفة الأمريكية، يرون أن الأسد لم يظهر اهتماما بالتغيير، خاصة بعد إستعادته معظم المناطق التي خرجت عن سيطرته بدعم إيراني وروسي.
لكن بشار الأسد يرغب على ما يبدو بإصلاح علاقاته مع جيرانه العرب، بحيث تحسن صورته وتسهم في وصول الدعم لإعادة إعمار البلاد، وقام الأسد في الأسابيع الماضية بزيارات إلى عُمان والإمارات كجزء من عمليات التطبيع.
وفي سياق متصل وحسب مسؤولين أوروبيين وفي الشرق الأوسط، فقد طلبت الولايات المتحدة والدول الأوروبية في لقاء مع الدول العربية، ضرورة أن يكون لديها موقف منسق من حكومة الأسد.
وتدعم الدول الغربية وقفا شاملا لإطلاق النار وممرات آمنة للاجئين، والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وبحسب رد بالبريد الإلكتروني من وزارة الخارجية الأمريكية، نقلته وكالة رويترز قالت: “موقفنا من التطبيع واضح جدا، ولن نطبع العلاقات مع نظام الأسد ولن ندعم الآخرين الذين يطبعون في غياب تقدم حقيقي باتجاه الحل السياسي”.
وأشارت إلى أنه لن يكون من السهل على الدول العربية إقناع الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات عن الأسد وشركائه، حتى للحلفاء الأقوياء لواشنطن.
وقالت الصحيفة إن عددا من المسؤولين الأمريكيين والخبراء السابقين في سوريا، أرسلوا الشهر الماضي رسالة إلى الرئيس بايدن، عبّروا فيها عن رفضهم للمحاولات العربية في تطبيع العلاقات مع سوريا بدون إصلاحات سياسية. وقالوا إنها تتعارض مع أولويات الأمن القومي وحقوق الإنسان الأمريكية.
وزراء خارجية العرب يبحث عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية خلال اجتماع جدة
وقال المسؤولون العرب لـ وول ستريت جورنال إن الدول التي تقف ضد عودة سوريا “ضاعفت” مطالبها، والتي تشمل أن تسمح دمشق للقوات العربية بحماية اللاجئين العائدين.
وتتضمن المطالب المبلغ عنها أيضًا قمع تهريب المخدرات بالإضافة إلى مطالبة إيران بوقف نفوذها المتزايد في الدولة المنكوبة بالأزمة.
وأضاف المسؤولون أنه إذا لبّت سوريا المطالب، فقد يمكّن ذلك الدول من الضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن الأسد.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى الأردن والعراق ومصر في جدة يوم الجمعة لمناقشة موقفهم من عودة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي أسبوعي يوم الثلاثاء، إن قطر تتمسك بموقفها الثابت ضد نظام الأسد.
وبذلت الجزائر جهودا مماثلة العام الماضي لإعادة عضوية سوريا في الكتلة الإقليمية قبل الاجتماع السابق للجامعة العربية.
تعليق واحد