
صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مؤخرا، عشية زيارته للصين، قائلا: إنه لا ينبغي الإنجرار إلى مواجهة بين بكين وواشنطن بشأن تايوان.
وأضاف ماكرون خلال تصريحات نقلتها، عدة وسائل إعلامية دولية، على متن طائرته عائدا من زيارة للصين إستمرت ثلاثة أيام، ونشرت يوم الأحد، إنه “يتعين على أوروبا تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة وتجنب الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان”، مؤكدا على ضرورة “الحكم الذاتي الإستراتيجي” لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح “قوة عظمى ثالثة”.
وفي المقابل، على خلفية، هذا التصريح المفاجئ للرئيس الفرنسي، هدد السيناتور الأمريكي الجمهوري عن ولاية فلوريدا “ماركو روبيو بترك” يجب على أوروبا أن تتعامل مع الأزمة الأوكرانية بمفردها والتركيز على قضية تايوان.
وتابع السيناتور الأمريكي أن واشنطن بحاجة إلى فهم، هل أدلى ماكرون بهذا التصريح نيابة عن أوروبا، هل تحدث فقط بإسم فرنسا، أم نيابة عن الإتحاد الأوروبي بأكمله، كقائد مؤثر في الكتلة؟
وأضاف، روبيو: “وبمناسبة الحديث عن عدم التورط في نزاعات أخرى، وليس في نزاعاتنا، نحتاج إلى سؤال أوروبا عما إذا كان “ماكرون” يتحدث نيابة عنها؟ لأننا الآن منخرطون بقوة في قضية أوكرانيا، وننفق الكثير من أموال دافعي الضرائب لدينا على صراع أوروبا، وقد أيدت هذا لأنني اعتقدت أن كوننا حلفاء فذلك يصب أيضا في مصلحة الولايات المتحدة، أما إذا كان هذا موقف حلفائنا، وعلى وجه الخصوص، إذا ما كان ماكرون يتحدث نيابة عن أوروبا بأكملها، وموقفهم هو عدم اختيار أي من الجانبين في الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في تايوان، فلربما لا ينبغي علينا أيضا أن ننحاز إلى أي طرف أيضا، وربما ينبغي أن نقول أيضا إننا سوف نركز على تايوان والتهديد من الصين، وعليكم أيها الرفاق في أوروبا أن تتعاملوا مع أوكرانيا بمفردكم”.
السيناتور الأمريكي الجمهوري “ماركو روبيو بترك”
كما نشر السيناتور الأمريكي تغريدة في صفحته الرسمية على موقع “تويتر” جاء فيها: “نحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كان ماكرون يتحدث نيابة عن ماكرون، أم أنه يتحدث نيابة عن أوروبا”.
وأشار روبيو إلى أن الإتحاد الأوروبي وفرنسا كانا يعتمدان بشدة على الولايات المتحدة للدفاع عن أنفسهما في السنوات الأخيرة، مذكّرا بالواقعة حينما قررت باريس إرسال قوات إلى دول شمال إفريقيا لمحاربة الإرهاب، ولم يتمكنوا من إرسالها بمفردهم، وأضاف: “كان علينا نقلهم إلى هناك وإعادتهم”.
ووفقا لروبيو، فإذا قرر الإتحاد الأوروبي بأكمله الالتزام بموقف ماكرون بشأن الصراع والدفاع، فإن هذا سيسمح للولايات المتحدة بتوفير الكثير من الأموال.
وللإشارة، يعرف الوضع حول تايوان، توتر كبير بعد الزيارة، التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايوان أوائل شهر غشت الماضي، فيما أدانت الصين، التي تعتبر تايوان إحدى مقاطعاتها، كما اعتبرت هذه الزيارة، هي بمثابة خطوة دعم من جانب الولايات المتحدة الأمريكية للانفصالية التايوانية، وكرد على هذه الزيارة الأمريكية إلى تايوان، أجرت الصين مناورات عسكرية واسعة النطاق، على الحدود التايوانية.
والجدير بالذكر، توقفت العلاقات الرسمية بين الحكومة المركزية لجمهورية الصين الشعبية ومقاطعة جزيرة تايوان، عام 1949 بعد هزيمة قوات الكومينتانغ بقيادة تشانغ كاي شيك في الحرب الأهلية مع الحزب الشيوعي الصيني، وانتقالها إلى تايوان، وثم إستئناف الاتصالات التجارية وغير الرسمية بين الجزيرة والصين في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي.
2 تعليقات