خرج علينا اليوم المدعو حفيظ دراجي، بمقال بهلواني، على موقع “الجزائر الآن”، تحت عنوان ” دخلنا فعلا مرحلة اللاعودة معهم !!” يدعو فيه إلى إعلان الحرب، ضد المملكة المغربية ومؤسساتها وشعبها.
تحول حفيظ دراجي من معلق رياضي إلى محلل سياسي مهرج، وهو يتملق رئيسه تبون الذي حكم على العلاقة مع المغرب بأنها دخلت مرحلة اللاعودة، في هذا المقال يركب دراجي دراجته الهوائية في منحدر كبير، يرسم لنظامه العدواني صورة نظام ملائكي كما يرسم للمغرب صورة نظام معتدي.
الحقيقة التي يهرب منها نظام العسكر الذي لم يجد من يدافع عن سياسته العدوانية غير مذيع كرة القدم وليس محللا بالقلم، هي أن الحكم بالعودة أو اللاعودة، هو قرار شعب غير مسموح له بتقرير مصيره واستفتاؤه في رأيه حول سياسة العدوان المفروضة عليه من قبل حكومة ضباط فرنسا، الذي لا يعرفون سياسة حسن الجوار.
يتكلم دراجي عن استهداف المغاربة بكل مؤسساتها وطبقاتهم للجزائر، ويعرض عدد الموضوعات التي نال منها المغرب، ومنها ثورتهم. ومن الصعب أن تجادل دجالا كدراجي، فإنه ينسى أن السخرية والوقاحة بدأت من إعلامهم الساقط.
فالمغرب حتى اليوم لم يسخر تلفزيونه الرسمي في المواجهة الإعلامية، لكن إعلام ضباط فرنسا لا يحترم المغرب والمغاربة، وتعود على صبر المغاربة الذي يشبه صبر أيوب. وقد شهد “خالد نزار” رجل المخابرات القوي عندهم، في إحدى لقاءاته، بأن المغرب ظل يحترم الجزائر، وحتى الجنود الذين رابطوا في تندوف لم ينالهم من المغرب أي إساءة.
فقد شهد شاهد من أهلها، أما الثورة الجزائرية فإن أكبر مسيء لها هم ضباط فرنسا الذين إنقلبوا على رجال الثورة الجزائرية في إنقلاب يؤكد أن هذه العصابة العسكرية من ضباط فرنسا لا يمكنها أن تحفظ الود مع أبنائها الذين أكلتهم فما بالك بالجار الذي قدم كل الدعم للمقاومين في الجزائر وخاض حروبا من أجل الجزائر في ابانها.
كيف لمذيع كروي أن يخفي هذه الحقيقة البديهية التي تؤكد أن المغرب لم يكن يحقد على الجزائر التي خسر أجزاء من وحدته الترابية بسبب الجزائر التي تقوم بتهديد وحدته الترابية بوقاحة منذ حوالي 40 عاما. فالنظام الذي يصرف كل مدخوله من الغاز على تقسيم المغرب، هو نظام حاقد ويبحث عن تفجير المنطقة.
ويردد دراجي عبارة اتفق عليها النظام لاستغباء الرأي العام الدولي، بأن الجزائر لا علاقة لها بملف الصحراء، وهم يعرفون أن الأمم المتحدة نفسها تدعوهم لحضور الإجتماعات المخصصة لملف الصحراء المغربية، بوصفهم طرفا في النزاع، ودائما يقابل النظام العسكري هذا الطلب بالتهرب، لأنه نظام جبان، لا يستطيع ان يعترف بجريمته، وبأنه افتعل هذا النزاع ولا يزال ماضيا في تأزيمه، وبعد هذه المناورات المفضوحة يستنكر على المغرب ان يدافع عن نفسه.
لم نسمع من المغرب الرسمي سوى حديث اليد الممدودة، أما الجزائر فنجد إتفاقا بين المسؤولين فيها والذباب الالكتروني.
لم يسخر المغرب من تاريخ الجزائر وثقافتها وفنونها، ولكن المغرب يسترجع تاريخه وثقافته المسروقة، وهو لا يطالب مصر أو تونس او مالي بشيء، هو يطالب بأرضه التي إحتلها الإسبان، وأرضه التي ألحقها الاستعمار بالجزائر الفرنسية قبل أن يرثها ضباط فرنسا ويفتخرون أنها موروثة عن الإستعمار بكل وقاحة.
المغرب يدافع عن تاريخه وتراثه المسروق، ولا يدعي شيئا غير موثق في أرشيفاته. النظام الجزائري يسرق تراث المغاربة بكل بلادة، ويخوض ضد المغرب حربا تافهة.
ضباط فرنسا وذبايهم الالكتروني هم الذين يسرقون تاريخ غيرهم ويصورون أنفسهم سادة العالم وقوته الضاربة بعد أن كانوا تحت الوصاية العثمانية والفرنسية.
الذي يهدد المغرب في وحدته الترابية هو النظام الجزائري، أما المغرب فلم يسىء للجزائر
يدعي دراجي بأن الجزائر هي التي تعقلت لكي لا تكون الحرب، وهذه كذبة أخرى لا تقل عن كذبة أن الجزائر لا شأن لها بملف الصحراء، لأن المغرب بالغ في تحمل العدوان الجزائري، والجزائر استغلت صبر المغرب لتتمادى في سياسة المكر والعدوان والكذب على شعبها.
الجزائر تحتضن معسكرات مقاتلين يستهدفون وحدة المغرب الترابية واستقراره وأمنه الوطني وتسلحهم بأسلحة ثقيلة وتسكنهم أرضها التي ورثتها عن الإستعمار، كما تنفق على سياسة الاستقطاب ضد المغرب في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وتخرب علاقات المغرب مع العالم.
تمادى النظام الجزائري وعملاؤه منذ سنوات في التآمر على المغرب، إلا أنهم يشعرون اليوم بأن المغرب لم يعد يسمح بمواصلة هذا العدوان، وأن الحرب الإعلامية التي يخوضها قسم من المؤثرين المغاربة تطوعا ودفاعا ضد التشهير الجزائري بالمغرب والمغاربة، هي رد فعل على العدوان الجزائري وليس العكس، دراجي يستغبي الرأي العام الجزائري والعربي.
وفي الوقت الذي يجب أن يعترف بعمله المنظم في الإساءة للمغاربة الذين أكرموه يوما قبل أن يغدر بهم، يحاول أن يحرف الحقيق أمام الرأي العام. المغاربة اليوم لن يتركوا العصابة التي تعمل تحت إشراف ضباط فرنسا لتستمرار في الإساءة إلى وحدتهم الترابية واستهداف رموزهم السياسية والثقافية والتاريخية. هذا الجيل من المغاربة لا يمكن التلاعب به لأن سياسة ضباط فرنسا وعملاؤهم الذين يظنون أنهم اذكياء، أصبحت مفضوحة أمام أنظار العالم.
تعليق واحد