وصل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى القاهرة، اليوم السبت، على رأس وفد في زيارة قصيرة لمصر تستغرق عدة ساعات هي الأولى منذ أكثر من 10 أعوام يبحث خلالها ملف العلاقات المصرية.
كان السفير إيهاب نصر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية وأعضاء السفارة التركية لدى مصر في استقبال أوغلو بصالة كبار الزوار بمطار القاهرة.
وقال المتحدث باسم الخارجية أحمد أبو زيد، أمس الجمعة، إن “زيارة وزير خارجية تركيا إلى مصر تُعد بمثابة تدشين لمسار استعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين، وإطلاق حوار مُعمق حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وبهدف الوصول إلى تفاهم مشترك يحقق مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين”.
وكشف المتحدث، أن سامح شكري عقد جلسة مباحثات مغلقة مع نظيره التركي في مقر وزارة الخارجية المصرية، بحضور وفدي البلدين.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، اليوم السبت في مؤتمر صحافي مشترك، نعمل من أجل التطبيع الكامل للعلاقات وبدء مرحلة جديدة من التعاون المشترك.
وقال شكري، “لدينا أرضية صلبة ونحن على ثقة بأننا سنستعيد العلاقات مع تركيا بشكل قوي”، مشيراً إلى أنه أجرى مع نظيره التركي مباحثات مهمة وشفافة.
وأعرب شكري عن تطلعه إلى فتح قنوات التواصل بين الأجهزة الحكومية في مصر وتركيا.
بدوره، أكد وزير الخارجية التركي أن مصر دولة مهمة في حوض المتوسط وبلاده تولي أهمية بالغة لدورها في قضايا المنطقة، مشيراً إلى أن الزيارات بين الطرفين ستكون متواصلة.
ودعا أوغلو وزير الخارجية المصري إلى زيارة أنقرة، مشيراً إلى أن الرئيسين المصري والتركي تعهدا خلال لقائهما بالدوحة بتطوير العلاقات، مؤكداً بذل قصارى الجهد من أجل التطبيع الكامل للعلاقات وعدم العودة للوراء.
وبدأت محاولات تطبيع العلاقات بين أنقرة والقاهرة في ماي 2021، حينما زار وفد تركي العاصمة المصرية. وبعد الزلزال، أجرى الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، لتعزيته.
ويشهد التطبيع بين البلدين تباطؤاً بسبب خلافات عدّة، أبرزها وجود القوات التركية في ليبيا وتحركات التنقيب التركية شرقي البحر المتوسط، إذ تعدّ مصر أنّها تسعى لاستكشاف النفط والغاز في مناطق بحرية “متنازع عليها” مع أثينا.
كذلك، تختلف القاهرة مع أنقرة بشأن استضافتها عناصر من حركة “الإخوان المسلمين” المطلوبين للسلطات المصرية.
وفي إطار تطبيع العلاقات مع مصر، أغلقت تركيا بعض القنوات الفضائية المعارضة لمصر، فضلاً عن منعها “الإخوان” من ممارسة أي نشاط ضد السلطات المصرية، ما أدّى إلى مغادرة عدد من الناشطين بعد التضييق عليهم من الحكومة التركية.
ورغم ذلك فإن علاقات تجارية قوية تجمع بين تركيا ومصر، وهي لم تتأثر كثيراً بالخلافات السياسية بين البلدين، وارتفعت في عام 2020 إلى 11 مليار دولار ، حتى أنه في 2022 كانت أنقرة أول مستورد للمنتجات المصرية بقيمة 4 مليارات دولار.
تعليق واحد