آراءأفريقياسياسة

كلنا ماروك إيبدو.. لسنا دكاكين المخزن إنه وطننا الذي نفتخر به

أمام المغالطات الكبرى للوكالة الأنباء الجزائرية واتباعها، بالتطاول على صحفيي المغرب الشرفاء الذي يناصرون قضايا وطنهم العادلة، وكأحد الإعلامين الذي كتب بهذا الموضوع، بترجمة نص الحوار للعربية للمؤرخ الفرنسي برنارد مورغان على صفحات جريدة “أنباء اكسبريس” المغربية.

أرد بالحقائق والوقائع على هذه القصاصة الكاذبة والماكرة الصادر عن وكالة الأنباء الجزائرية، قائلة: وكتبت وكالة الأنباء الجزائرية مقالا شديد اللهجة، ذكرت فيه أن “دواليب المخزن (النظام المغربي) أوعزت إلى إحدى الدكاكين الإعلامية المقربة من القصر الملكي في الرباط والمعروفة بعدائها للجزائر، لنشر ملف دعائي، يفتقد لأية إحترافية إعلامية، يعكس الأطماع التوسعية المغربية”، في إشارة إلى غلاف مجلة “ماروك إيبدو”، الذي نشر خريطة جديدة للبلدين، ضمت فيها أجزاء واسعة من الجزائر للمغرب فيما يسمى داخل المملكة بالصحراء الشرقية”.

ماهي مشكلتكم الحقيقية، تنهزمون أمام وثائق قانونية لمملكة تأسست لأكثر من 14 قرن من سيادة، عرفت ثقافة الوثائق الحكومية (بيعات السلاطين، الرسائل السلطانية، إعتمد لولاة وعمال الأقاليم والمناصب، لائحة القبائل..، معاهدات مع دول أجنبية.. الخ). ورسختها بثقافتها بالتعامل مع الدول المجاورة أو الأجنبية، وهذا ما أكد عليه المؤرخ إبراهيم حركات في كتابه القيم “المغرب عبر التاريخ” الجزء الأول، وفي المقدمة ما يلي: “إن أهمية المغرب في تاريخ حوض البحر المتوسط، تتجلى في نشره للحضارة بين مجموعة من أقطاره، كما نقل حضارة الأندلس إلى أهله، وأقام علاقات ثقافية وسياسية مع مختلف دوله، وإن للمغرب في تاريخ الدبلوماسية لشأن دونه شأن كبير من دول العالم”.

في حين الجزائر عمرها ما كانت دولة حتى سنة 1962، بل معبر لدولة كالعثمانيين والفرنسيين، فتولدت في نفوسهم الخوف من التاريخ، وتستر بإيديولوجيات كاذبة عن دم الشهداء والتطاول على المغرب دائما بكلمة المخزن، تضايقوا على خريطة وطن حقيقية إقتطعها المستعمر الفرنسي حينما كان يعتقد أن الجزائر أرض فرنسية، وكأن زمرة عسكر الجزائر لا يفهمون تاريخ وجديلته، وثقافة المستعمر لا تزال سائدة بقوة في جنوده الجزائريين منهم، حتى أن البعض لا يعرف من تاريخ المنطقة إلا ما قرأه في كتب المستعمرين الفرنسيين.

والطامة الكبرى هي أن أمثال هؤلاء هم الذين يديرون شؤون جمهورية كوميديا العسكر بغياب شعب الحراك الشعبي الأصيل الذي يحب المغاربة ويكن لهم كل الود والمحبة والأخوة، فكيف لنا أن نتوحد ونتقدم كشعوب مغاربية ؟ وهذه الزمة العسكرية تتستر أوهام قوة إقليمية بإفريقيا؟

والمغرب يطالب فرنسا بالشجاعة و تخرج الوثائق التي سرقتها في عهد الإستعمار من خزائن المغرب حتى تعرف الحدود الحقيقية للدولتين و من بعد الرجوع للمواثيق والقوانين الدولية.

هذا القلق ترجمته تصريحات وكالة الأنباء الجزائرية، باتهام المغرب بالوقوف وراء حملات تغيير الخرائط بين البلدين.. وتتوعد: الويل لمن تسول له نفسه الاعتداء على أرض منحها أباها المستعمر الفرنسي.

ومن مغالطات قصاصة وكالة الأخبار الجزائرية التالي: “هذا الاستفزاز المغربي ما هو إلا استمرارية لاستراتيجية المخزن الساعي لتصدير التوترات والمشاكل الداخلية بغية صرف أنظار الشارع المغربي الذي يشهد احتجاجات مستمرة تتزايد يوما بعد يوم وغليانا غير مسبوق نتيجة الغلاء الفاحش لأسعار المواد الغذائية والتهميش والفوارق الإجتماعية التي تطال شرائح واسعة من الشعب المغربي..”

متناسية أن المغرب كباقي الدول العالم يعرف إرتفاع الأسعار نتيجة حرب أوكرانيا والوضع الإقتصادي الذي أحدثه بالأسواق العالمية، فمواقف المحرجة للجزائر تنم عن ذاكرة مأزومة بالجغرافيا وتاريخ المكان، وهروب من هاوية الضغوط الداخلية للحراك الشعبي، والغليان الشعبي المناهض للنظام و إرتفاع السقف إلى المطالبة بتغيير النظام الحاكم العسكري وخلق جبهات وهمية خارجية تهدد إستقرار الجزائر، وتزرع في مخيلتهم أن بلادهم هي القوة الضاربة، وأحق بقيادة القارة الإفريقية دون المغرب.

والخارجية مساندتها لروسيا في حربها غير العادلة مع أوكرانيا، وجدت فجوة أن تبحث عن مخرج للخروج من عنق الزجاجة لتصدير مشاكلها و أزماتها الداخلية و لتصريف الأنظار وتعليق فشلها على الآخرين و هذا ينطبق على:

ضغط رهيب من المجتمع الدولي على الإستغناء عن الأسلحة الروسية وبناء قواعد روسية على شواطئها القريبة من أوروبا.

ضغط من منظمات حقوق الإنسان على انتهاكه لحقوق الصحفيين وحتى كتاب مواقع الشبكات التواصل الإجتماعي.

مقال في مجلة مغربية “إيبدو ماروك” زعزعت أركان جمهورية كوميديا العسكر، التي هي أوهن من بيت العنكبوت، جعلت الشخصية الثالثة على هرم سلطة رئيس البرلمان ردت عليه ومجلس الوزراء و رئيس الأركان والرئيس والذباب الإلكتروني، ووكالة الأنباء لسان حال العسكر، يرتعدون من ذخيرة الوثائق الملكية التي تذكر النظام الجزائري أن ما ضمته فرنسا إلى الجزائر الفرنسية سنة 1953 من الصحراء الشرقية لا يمكن أن يصبح جزائريا و أن للجزء المغتصب من الوطن شعب يطالب به بكل الوسائل القانونية الدولية.

وذكرت الوكالة في رد ساخر على تلك الخريطة التي لونت بالأحمر، أن “المملكة المغربية ألفت صناعة حدودها افتراضيا أو على الخرائط بأقلام التلوين، التي لا تحتاج سوى ممحاة في يد طفل لا يتعدى الثلاث سنوات ليعيد للمخزن رشده”، ثم عادت سريعا إلى الجد، معتبرة أن “هذه الخرجة لم تكن بالتأكيد إعتباطية، إذ جاءت أياما فقط بعد تصريح مديرة الوثائق الملكية، بهيجة سيمو، حول نفس الموضوع، لتعيد إحياء نقاش عقيم حول موضوع تم الفصل فيه بموجب إتفاقيات مسجلة على مستوى منظمة الأمم المتحدة”.

متناسية أن الكثير من شهداء المغاربة من القبائل المغربية بالصحراء الشرقية المغربية، سجلوا بدمائه في الدفتر الذهبي للمقاومة المغربية، حينما في سنوات 1890، خاضت القبائل المغربية بالصحراء الشرقية، حروبا دامية مع الجيش الفرنسي حينما كان يقتص أطراف المغرب في المناطق الشاسعة للساورة، وتدكلت، والقنادسة، وكورارا، (انظر كتاب “المناورات الأجنبية ضد السيادة المغربية”)

حيث لازالت قبور الشهداء المغاربة منتشرة في هضاب توات، وتيمي، وعين صالح، وأدرار، وتابلبالا، وغيرها.

والذي يذكره قيدوم الصحفيين المغاربة مصطفى العلوي في إحدى حواراته، أن أول محتج على اقتطاع الصحراء الشرقية من المغرب، هو الملك الراحل محمد الخامس الذي بعث برقية إحتجاج إلى الرئيس الفرنسي دوكول، عندما قام بتجربة ذرية في منطقة الركان، التي قال محمد الخامس، أنه يعتبرها أرضا مغربية، وكانت التجربة قد أجريت في الصحراء الشرقية.

وللتذكير التاريخي أن الأمير المرابطي يوسف بن تاشفين، هو الذي شيد أوائل القرن الثاني عشر، تاكرارت التي سميت بتلمسان الحالية.

حتى أنه عندما قام الجنرال دوكول رئيس فرنسا بتجربة القنبلة الذرية في الصحراء الشرقية المغربية، بعث له الملك محمد الخامس برقية إحتجاج بأن منطقة “الهوغار” هي أرض مغربية، وعندما استقلت الجزائر وتسلمت من فرنسا كل المناطق الصحراوية المغربية (…) وبدأت الجزائر، الخارجة منهكة من حربها، تستعد للدخول إلى تندوف.

بعث الملك الحسن الثاني برقية إلى رئيس المفاوضين الجزائريين فرحات عباس، رسالة يقول له فيها: (بلغ إلى علمنا أنكم ستقومون بإرسال قوات مسلحة إلى تندوف، المحسوبة من أراضي المملكة المغربية، التي لم تقتطعها فرنسا، من المغرب إلا في سنة 1950 وأنه في الأعياد كان باشا تندوف يأتي لتقديم التهنئة إلى ملك المغرب، وإلى حدود سنة 1953 كان تنبر البريد المغربي، هو وحده المتعامل به في منطقة تندوف) (مذكرات الحسن الثاني مع إيريك لوران).

وفي سنة 1957 استقبل الملك الراحل محمد الخامس وفد الصحراء الشرقية، وقال لهم: التزموا بالهدوء، فما هو، بحكم التاريخ مغربي، سنعيده وفي سنة 1962 استقبل الملك الراحل الحسن الثاني وفد الصحراء الشرقية بمدينة فاس وقال لهم: “إننا سنحمل هذا الأمر على عاتقنا”، علما أن الراحل الحسن الثاني ظل ينادي بدراسة التاريخ ويحث المغاربة على القيام بذلك.

وذكر المقال وكالة الأنباء الجزائرية، أن ما وصفها بـ ”العقلية التوسعية للمخزن، التي لا تراعي لا روابط التاريخ والأخوة ولا تعير أدنى اهتمام لاحترام قواعد القانون الدولي”، هي “مصدر كل المشاكل والقلاقل التي تعرفها المنطقة المغاربية”، معتبرا أن “النظام المغربي أصبح يشكل تهديدا وخطرا على جميع جيرانه، وهذا بشهادة الوزير المغربي الأسبق لحقوق الإنسان، النقيب محمد زيان”.

للعلم المملكة المغربية لم تكن يوما إنها دبلوماسية الرزانة والتعقل، والتمسك بالسلم، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية المتعلقة بالدول وهذه السياسة لازالت هي خريطة طريقة نهجة الدبلوماسية المغربية بعهد الملك محمد السادس، وينفذها بالحنكة والخبرة والدراية الإقليمية والدولية.

ومهما تكن المسوغات، قالت الوكالة إن “الجزائريين يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضى مدى العداء الدفين والمتجذر الذي يكنه المخزن لبلادهم، والذي امتدت يده إلى أرضهم التي حررها ملايين الشهداء الذين سقوها بدمائهم الزكية”.

وتابعت بكلمات تهديد ووعيد: “لعل الشيء الوحيد الصادق فيما نشره البوق المخزني هو اللون الأحمر الذي اختاره ضمن خريطة الأراضي الجزائرية والذي يرمز لتضحيات هؤلاء الشهداء، الذين، دون أدنى شك، سلموا الأمانة لأجيال تدرك معنى الأرض والتضحية، فالويل لمن تسول له نفسه الإعتداء على ذرة تراب مسقية بدماء الشهداء”.

أن مناطق الصحراء الشرقية ظلت تعرف من حين لآخر إنتفاضات أهاليها ضد النظام الجزائري، وفي سنة 2005 عبر مواطنون بعين صالح وبشار والقنادسة (بالجزائر حاليا) عن مغربيتهم ورفعوا شعارات ضد الحكام الجزائريين “وكتبوا على الجدران نحن مغاربة ولسنا جزائريين”، وقد تعرض الكثير منهم للتعسف والقمع والتنكيل وزج بهم في سجون توجد بالجزائر العاصمة والمعسكر بعيدا عن الصحراء الشرقية.

وللعلم تضم الصحراء الشرقية أكثر من 6 ملايين نسمة، ظلوا يتعرضون تحت نظام العسكر الجزائري إلى مختلف أنواع التعسفات.

ولم يكن علال الفاسي وغيره من الوطنيين على خطأ عندما طالبوا بإسترجاع الصحراء الشرقية، وفي سنة 1957 استقبل الملك الراحل محمد الخامس وفد الصحراء الشرقية، وقال لهم: “التزموا بالهدوء، فما هو، بحكم التاريخ مغربي، سنعيده”.

وفي سنة 1962 إستقبل الملك الراحل الحسن الثاني وفد الصحراء الشرقية بمدينة الغريب بالأمر الجزائر تقول، أن الصحراء الشرقية، “إرث” قديم آل إليها عبر الإحتلال الفرنسي، كأن الشعوب في عرف نظام عصابات العسكر الجزائري، بمثابة أمتعة تورث وتسلم، علما أنها (الجزائر) نفسها حاربت استعمار احتلالي فرنسي وطردته من أراضيها بفضل مساندة المغرب (شعبا وحكومة وملكا) للجيش التحرير الجزائري الباسل كانت مكافاة أشقائها المغاربة، إن رسخت الحدود الموروث عن المستعمر باستمرارها لإحتلال الصحراء الشرقية رغما عن أهلها.

الخلاصة: إن جميع الأحرار و المنصفين في العالم يعترفون بأن الصحراء الشرقية جزء من المغرب العظيم، وإن نظام العسكر في الجزائر، منذ أن استرجع المغرب أقاليمه الصحراوية، وهم ينهجون أساليب و وسائل الدناءة والخبث، لتفتيت وحدة المغرب.

https://anbaaexpress.ma/xholn

عبدالله الحيمر

كاتب وناقد ومفكر مغربي .

تعليق واحد

  1. الصحراء الشرقية ملك للمغرب
    واهلها مغاربة تحت الاحتلال الجزائري
    وجب تقرير مصيرهم
    ومالم تؤخد باللين سوف تؤخد بالقوة
    لن نفرط في شبر من ارصنا
    الحقيقة تخيف كابرانات فرنسا ،فلن ينفع النعامة اخفؤها لرأسها في الرمل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى