أجرى الحوار: كريم الحدادي
حققت جمعية “مسرح أبولو” بمدينة بن جرير إنجازا إستثنائيا، ضمن الإقصائيات الجهوية، لجائزة محمد الجم لمسرح الشباب، التي جرت أطوارها بالمركب الثقافي “الداوديات” بالمدينة الحمراء، أيام 16 و17 مارس الجاري.
وشهدت المسابقة فوز جمعية “مسرح أبولو” بالمرتبة الأولى، بمشاركة سبع فرق أخرى تمثل كل أقاليم الجهة. وهي، بالإضافة إلى إقليم الرحامنة، قلعة السراغنة، اسفي، الصويرة، الحوز واليوسفية، بالإضافة إلى عمالة مراكش.
وهي المرة الأولى التي ستشهد تأهل جمعية للمسرح لهذه الجائزة الكبرى، بإقليم الرحامنة. وهو إنجاز ترفع له القبعة، خصوصا وأنه لم يمض على تأسيس “مسرح أبولو” سوى خمس سنوات، إذ تم تأسيسها سنة 2018.
كما تنظم جمعية “مسرح أبولو” “مهرجان بن جرير للمسرح”. وهي تظاهرة فنية تستقطب فرقا مسرحية من كل أرجاء المملكة والعالم. وذلك من أجل تشجيع ودعم انخراط الشباب في العمل المسرحي، وربط جسور التواصل مع مختلف الثقافات.
يحدثنا محمد العكاري، مؤسس الجمعية، في هذا الحوار، عن هذا التأهل، وعن وضع العمل المسرحي اليوم بمدينة بن جرير.
أنت رئيس جمعية “مسرح أبولو” بمدينة بن جرير. والتي ستمثل جهة مراكش-أسفي ضمن فعاليات المهرجان الوطني لمسرح الشباب، المزمع تنظيمه مطلع ماي المقبل بالرباط. هل سبق أن أحرز الإقليم مثل هذا الإنجاز؟
لا. هذه أول تتأهل جمعية لهذا المهرجان. لكن، بالمقابل، هناك جمعيات أخرى تشتغل في المجال.
أذكرك أن الجمعية تنظم أيضا “مهرجان ابن جرير للمسرح”، حيث تم تنظيم الدورة الثالثة في شهر يناير المنصرم.
عنوان المسرحية “ݣر… المنتيف.” أليس كذلك؟ هل يمكنك أن تحدثنا قليلا عن موضوع المسرحية؟ ماذا تعالج بالضبط؟
تتحدث المسرحية عن ثلاث شخصيات جمعت بينها صدفة اللقاء في مكان غير معروف وما اللقاء في المسرحية، سوى لحظة بوح كل شخصية، بما تحمله من أبعاد نفسية واجتماعية.
هل يمكن تصنيفها ضمن مسرح العبث؟
لم نقتصر على مدرسة العبث، بل تم الاشتغال كذلك في إعداد الممثل على منهج “ستانسلافسكي”، كما تم توظيف الاحتفالية في بعض مشاهد العرض.
ما هو شعورك حيال هذا التأهل؟
كيف سيكون شعوري غير ذلك الشعور المليء بالسعادة والفخر بالمجموعة على كل ما قدمته خلال العرض.
كيف تقيم وضع العمل المسرحي بمدينة بن جرير اليوم، وبإقليم الرحامنة عموما؟ ربما النشاط الثقافي إجمالا؟
العمل المسرحي بالمدينة يحتاج لمزيد من الجهود، سيما من طرف مسؤولي المدينة؛ والإقليم في انتظار بناء قاعة للعروض؛ إذ لا يمكن أن يكون تقييم للفعل المسرحي في غياب قاعة للعرض، إلى أن بعض المبادرات الجمعوية والفردية تساهم، بالفعل، في خلق إشعاع وطني ودولي للمدينة.
ليست هناك أية قاعة عروض بالمدينة؟
هناك قاعة بدار الشباب بإمكانيات جد محدودة…
ما مدى انخراط الشباب ( بمدينة ين جرير) في الأنشطة الثقافية؟ وإلى أي حد تسهم المؤسسات الثقافية الحكومية وغير الحكومية في توفير الوسائل والبنيات التحية لذلك وتسهيل الولوج إلى الثقافة؟
سؤال مهم جدا… بحكم تجربتي كمدير لمشروع ثقافي بالمركز الثقافي ابن جرير، “محترف ألوان للتكوين المسرحي، أرى بأن الشباب يبحث بجدية عن التكوين الفني، والمؤسسات الثقافية الحكومية وغير حكومية تشتغل في إطار المحدودية، فعلى سبيل المثال لا يمكن أن نطالب مركزا ثقافيا بتنشيط الحركة المسرحية في ظل غياب قاعة العرض، وإن أملنا كبير في ان ينفض الغبار عن هذا المشروع الذي لم يجد النور بعد.